«الإخبارية والوثائقية ومهرجان الدراما».. 3 انطلاقات لـ«المتحدة» تأثيرها بلا حدود
"القاهرة الإخبارية"
منظومة إعلامية يجرى بناء قواعدها بإحكام، هذا ما تفعله الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عبر مسيرة طويلة أثبتت من خلالها أنها تسير بخطى ثابتة لتحقيق رسالتها، من أبرز تلك الخطى مؤخراً، إطلاق قناة القاهرة الإخبارية، وإطلاق النسخة الأولى من مهرجان القاهرة للدراما المصرية والإعلان عن تدشين قطاع الإنتاج الوثائقى وإطلاق قناة مصرية وثائقية متخصصة.. ثلاثية مهمة لطالما غابت عن مصر، فرضت الجمهورية الجديدة ضرورة استحضارها.
دعم الدراما الراقية.. واجب مشترك على الدولة والجمهور للارتقاء بالفن
«القاهرة الإخبارية» أتت كصوت لمصر يعبر عما رسخ فى ضمير الدولة تجاه محيطها العربى والإقليمى، والقناة الوثائقية تستهدف حفظ الذاكرة المصرية لتكون أرشيفاً للمستقبل، فلا أمة بلا ذاكرة تحفظ ماضيها، وثالثتهم قوة الدراما المصرية العابرة للحدود التى تعود كالسهم المنطلق نحو هدفه فى الوطن العربى، فجاء مهرجان القاهرة للدراما كتتويج للجهد المبذول فى الارتقاء بالدراما المصرية التى نالها ما نال كثيراً من القطاعات من تراجع جرَّاء الاضطرابات التى عاشتها المنطقة ككل وليست مصر وحدها. أدوات ثلاث من أرض مصر تنطلق، لكنها بحق وبشهادات عربية أدوات تمتلكها الشعوب العربية الطامحة فى تجاوز عثرات الحاضر والانطلاق إلى مستقبل أفضل.
«القاهرة الإخبارية».. صوت عاصمة العرب لكل العرب
«هنا القاهرة - عاصمة الخبر».. 31 أكتوبر 2022 يوم لا ينسى، يوم تحول فيه الحلم إلى واقع يرى، مصر عاصمة العروبة وعمود خيمتها التى رسمت ما يجب أن يكون عليه حلم العالم العربى، دولة موحدة داخلياً، ومؤسسات وطنية متماسكة، وسيادة خطوطها حمراء الاقتراب منها ممنوع، وندية لا تقبل أى استعلاء، ورؤية تنموية تنتشل شعوب المنطقة من براثن الفقر وشراك التبعية، لكن هذه الرؤية كانت تُقاوم لسنوات وتُعاند ولعل أبرز سلاح كانت تحارب به هذه الرؤية المصرية العربية سلاح الإعلام، إذاً كان السؤال لماذا لا يكون لدى العالم العربى محطة إخبارية إقليمية دولية تنطلق من قاهرة المعز التى قهرت الفوضى والإرهاب والتدخلات؟.. تنطلق لتكون الحصن وأيضاً الدرع والسيف وتقهر أيضاً الأذرع التى وفرت الغطاء الإعلامى لقوى التخريب؟.. هو حق مشروع كان كثيرون يتخيلونه بعيداً؟ لكن الإرادة المصرية فى آخر 8 سنوات كانت حاضرة باستمرار عند الموعد، وخرجت «القاهرة الإخبارية» كبيرة تصدح معبرة عن قوة مصر الناعمة، تكمل حلقة كانت مفقودة ليس لمصر 30 يونيو بل لعرب ما بعد ما سمى بـ«الربيع العربى».
عبدالفتاح: أحدث منبر إعلامي مصري ينقل صوتنا الدبلوماسي ورسالتنا للعالم
يقول الدكتور بشير عبدالفتاح، الكاتب والخبير فى العلاقات الدولية، إن قناة القاهرة الإخبارية باعتبارها أحدث منبر إعلامى مصرى جاءت لتكرس الصوت الدبلوماسى المصرى، الذى يؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها، وفى نفس الوقت احترام وحدة الدول الترابية ومصالحها وحقها فى أن تحقق مصالحها دون الجور على مصالح الآخرين، مضيفاً، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، هنا نجد أنها لم تستخدم كأداة للهجوم على الدول أو محاولة إثارة القلاقل والاضطرابات، أو إذكاء الصراعات والتوترات.
وقال «عبدالفتاح» إن قناة القاهرة الإخبارية تعبر دائماً عن إعلام مهنى إلى حد كبير، يعكس مدى مسئولية مصر والتزامها فى سياستها الخارجية بمبادئها الراسخة. وأكد «عبدالفتاح» أن الإعلام جزء مهم من قوة الدولة، والأداة الإعلامية تشكل أداة مهمة لأى دولة.
«الوثائقية».. ذاكرة أمة وحكايات تستحق أن تُروى
التوثيق ذاكرة للشعوب والأمم، فى الكتب والمراجع منذ القدم كان يسطر التاريخ، لكن التاريخ أصبح يرى ويشاهد عبر الأفلام الوثائقية مستفيداً من تغير الأدوات مع تطور الإعلام ووسائله، وهو الواقع الذى تنبهت الشركة المتحدة له مبكراً مقتنعة تماماً بأهمية الفيلم الوثائقى وصناعة الوثائقيات.
وعلى مدار 4 سنوات مضت برعت فى إنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية كتجربة متميزة أثرت المحتوى الإعلامى المصرى والعربى، الذى يعمل وفق قواعد راسخة تحترم مصالح الشعوب العربية ودولهم، لكن يأتى 13 ديسمبر 2022 ليكون المصريون والعالم العربى على موعد مع خطوة جديدة من الشركة فى مشوار بناء إعلام هادف عندما أعلنت «المتحدة للخدمات الإعلامية» تدشين قطاع خاص بالإنتاج الوثائقى، وتأسيس أول قناة وثائقية مصرية تنتظر يناير لينطلق بثها التجريبى حتى مايو 2023 الذى سيشهد الانطلاق الرسمى لها، وعلى رأس هذا القطاع، أى قطاع الإنتاج الوثائقى، الإعلامى شريف سعيد، الذى يترأس القناة الوثائقية.
«شقرة»: ضرورة تفرضها متطلبات الحفاظ على الأمن القومي
«ضرورة ملحة ومسألة أمن قومى ولطالما نادينا بها»، بتلك الكلمات عبر الدكتور جمال شقرة، عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، عن أهمية امتلاك مصر قناة وثائقية، وقال لـ«الوطن»، إن كل الدول تقريباً تمتلك قنوات وثائقية، وهى ضرورة ملحة ومن أهم القنوات المطلوبة فى زمن العولمة، بل هى ضرورة تفرضها متطلبات الحفاظ على الأمن القومى.
وأوضح أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس أن هناك مشكلة نواجهها وهى غيبة الوعى التاريخى بكثير من القضايا والأحداث التى تهمنا، ومن ثم أيضاً تأتى مسألة التحقق من كثير من الوثائق المغرضة والوثائق المزورة التى تتجاهل كثيرا من الحقائق، وهذه ستكون مهمة رئيسية للقناة الوثائقية المرتقب انطلاق بثها التجريبى قريباً، ومن ثم ستلعب دوراً مهماً فى الحفاظ على الأمن القومى والارتقاء بالوعى المصرى والعربى.
«القاهرة للدراما».. تتويج لقوة «مصر الناعمة»
كل من ينشغل بعالم الفن بكل تأكيد ستكون الدراما المصرية المنهج الذى تدرس منه أساسيات العمل الدرامى العربى بمختلف صوره، وما من شك أن قوة مصر الناعمة الدرامية عانت وأصابها ما أصاب كثيراً من المجالات خلال السنوات العجاف التى انتابت المنطقة بعد 2010، وبكل واقعية أفرغت الساحة وتركتها أمام دراما خارجية لم نستوعبها إلا بالدبلجة، وكانت تريد فرض قيم وتروج لنظم سياسية لطالما حاولت طمس الهوية العربية. لم يكن أمام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إلا وضع النهوض بالدراما المصرية أمام أعينها.
وكما يُقال «نبصم بالعشرة» أنها استطاعت أن تفعل ما لم يُفعل من قبل فى تاريخ الدراما المصرية والعربية بمجموعة من الأعمال خاطبت جميع الأذواق، وفى الوقت نفسه، وفق محتوى منضبط يراعى القيم والأخلاق، فكان النجاح حليفاً للشركة، بل حليفاً لدراما المصريين.
المكافأة أو الإثابة عنصر مهم للتحفيز على النجاح، وربما هذا أحد أهم أسباب مهرجان القاهرة للدراما كأول مهرجان يخصّص للعمل الدرامى، ومناسبة للاحتفاء بنجاح الأعمال الدرامية المصرية التى تسير فى الطريق الصحيح خلال السنوات الأخيرة، وكانت الشركة المتحدة عند الموعد، وأطلقت النسخة الأولى فى سبتمبر الماضى، فى أجواء كل من شاهدها قال بكل بساطة «هذه هى مصر»، مساحة للاحتفال بإنتاجنا الدرامى والتوثيق له، وتكريم أفضل الأعمال التى تصور على أرض مصر.
تقول الناقدة الفنية خيرية البشلاوى إن دعم الدراما واجب على الدولة، وعلى الجمهور أيضاً دعم أى جهد يُبذل فى الارتقاء بالدراما، وهذا يُفترض أن يكون أمراً بديهياً، موضحة، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أن الدراما تلعب دوراً فى صناعة الوعى، والوعى معركة تخوضها الدولة، كما أن الدراما تلعب دوراً مهماً فى تنمية الأسرة، والدولة مهتمة بذلك. وفى 2022 تم إنتاج أعمال درامية كثيرة، تناولت قضايا تمس المصريين والوجدان المصرى، ومن ثم فإن مهرجان القاهرة للدراما له اتصال عضوى ووثيق بالمصريين، لأنه يناقش قضايا تمسهم، لم تتعامل معها الدراما القادمة من الخارج.