اسم «عيسى» في كل بيت مصري.. «الكل بيتبارك»
عيد الميلاد
«موسى نبى وعيسى نبى ومحمد نبى.. وكل من له نبى يصلى عليه» كلمات شعبية بسيطة يتداولها المصريون بشكل تلقائى للجمع بين رموز الأديان الثلاثة، إلا أنهم تباركوا باسم عيسى وأصبح هناك الكثيرون من المسيحيين يدعون أبناءهم «عيسى» وهو الحال ذاته بالنسبة للمسلمين الذين يرونه نبياً مكرماً. فى داخل البيوت المصرية بمسيحييها ومسلميها تجد اسم «عيسى» موجوداً وحاضراً بقوة، من الجدود إلى الأبناء، يتوارثونه مع الأيام تبركاً بتلك الشخصية الفريدة.
ففى إحدى قرى البحيرة، توجد عائلة «عيسى»، تلك العائلة المسلمة التى سمى كبيرهم بهذا الاسم منذ سنوات كون أسرته تتبارك باسم «نبى» بحسب الرؤية الإسلامية، ومع الوقت تكرر ذات الاسم بين الأحفاد.
نورهان: عيسى نبي مكرم في الإسلام وبنتبارك به زي باقي الأنبياء
«كلنا بنحب اسم عيسى، لأن عيسى نبى مكرم فى الإسلام وبنتبارك به زى باقى الأنبياء وعشان كدا بقى عندنا 3 أحفاد اسمهم عيسى حالياً» هكذا تحدثت نورهان عيسى، 28 سنة، عن ارتباط أسرتها بذلك الاسم. أضافت لـ«الوطن» أنه خلال الآونة الحديثة وجدت عدداً من المواطنين يتجهون لتغيير أسمائهم، كونها أسماء غير حديثة أو يتبعها تنمّر، إلا اسم «عيسى» الذى يعد أحد الأسماء القديمة: «من خلال تعاملى مع معظم الناس أن فعلاً اسم عيسى ليه قيمته وماشوفتش حد بيحاول يغير الاسم ده، سواء كان لقب عيلته أو اسمه الأول».
شاركها فى الرأى أحمد عيسى، موظف بهيئة النقل العام بالإسكندرية، حيث يرى أن اسم عيسى يعد اسماً مميزاً وهناك مشاهير يحملون هذا الاسم أبرزهم الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى ولاعب نادى بيراميدز إسلام عيسى، وغيرهم كثيرون، لافتاً إلى أن انتشار هذا الاسم بشكل كبير يعكس مدى تقدير المسلمين للنبى عيسى ومحبتهم له.
الأمر ذاته كان فى البيوت المسيحية، بالتحديد فى الإسكندرية توجد عائلة «عيسى» فتقول «تريز» ابنة ذلك الرجل الراحل، إن اسم عيسى منتشر لدى المسيحيين فى صعيد مصر كونه الاسم الدارج عن السيد المسيح، فأصبح بعض المسيحيين يسمونه تبركاً بالسيد المسيح، بالإضافة إلى مسمى عبدالمسيح.
تيريز: اسم عيسى يربط المسلمين والمسيحيين
وأضافت «تريز» لـ«الوطن»، أن اسم عيسى يعد اسماً مميزاً ويربط المسيحيين والمسلمين معاً، على الرغم من اختلاف الرؤى بين الديانتين، إلا أن البيوت المصرية القديمة لم يشغلها ذلك، بل حرصوا على إطلاق اسم «عيسى» أى المسيح على الأطفال لما له من صفات مميزة، يتمنى أى أب أن يجدها فى مولوده.
لم يقتصر اسم عيسى على وجوده فى أسماء المسيحيين فحسب، بل كان موجوداً فى ترجمة مبسطة للكتاب المقدس تحت عنوان «الإنجيل الشريف» الذى استبدلت فيه دار الكتاب المقدس المنوطة بطباعة الكتب المقدسة، اسم يسوع فى تلك النسخة ووضع اسم عيسى تبسيطاً على القارئ العربى غير المسيحى الراغب فى البحث والقراءة.
وبحسب مارتن عقاد، أستاذ مشارك للدراسات الإسلامية فى كليّة اللاهوت المعمدانيّة العربية، عبر ما دونه على الموقع الرسمى لمعهد دراسات الشرق الأوسط، أن استخدام الاسم القرآنىّ «عيسى» فى الترجمات الحديثة للكتاب المقدس هو أمر مقبول بل ومُحبذ أيضاً، مقترحاً أن يستخدم المترجمون الاسم الإسلامى ليسوع ببساطة، لأن «الخلاص فى قوة شخص المسيح وليس فى الاسم الحرفى يسوع أو ما يعادله» بحسب رؤيته، ذلك الرأى الذى قد يتوافق مع نظر بعض المسيحيين فى تسمية أبنائهم بمسمى «عيسى»، فالمسمى وإن اختلف بين الأديان لكن تبقى قيمة شخصية المسيح وتأثيرها على العالم.