«صالح» يغير زيوت السيارات على كرسي متحرك بالمنصورة: «حققت المستحيل»
صالح من ذوي الهمم يعمل في بيع وتغيير زيوت السيارات
يجلس داخل المحل الخاص بتغيير زيوت الزيوت منتظرًا الزبائن، وما أن يأتي شخص بسيارته حتى يسرع إليه بكرسيه المتحرك ويلبي ما يطلبه الزبون، راضيًا بقدره وما يكسبه من مهنته، فمنذ الصغر أصيب صالح فؤاد صاحب الـ41 عامًا، بالشلل النصفي ويفقد ساقيه، وأصبح حبيس الكرسي المتحرك مدى الحياة، ليقرر تحدي ظروف الحياة والعمل في مهنة تغيير زيوت السيارات دون طلب المساعدة من أحد.
يحكي «صالح» ابن مدينة المنصورة، لـ«الوطن»، أنه يمتلك محلًا صغيرًا لبيع زيوت السيارات قريبًا من منزله، بسبب ظروفه الصحية، ففي كل يوم في الصباح الباكر، يجهز الكرسي المتحرك ويجلس في المحل في انتظار الزبائن من مختلف الأماكن: «حبيت المهنة دي من وأنا صغير، ريحة الزيت لسة في ذاكرتي، وبالرغم من حالتي الصحية إلا إني الحمدلله حققت أمنيتي إن يكون عندي كشك غير أقدر أمارسها فيه».
قبل أن يعمل «صالح» في تغيير زيوت السيارات، اشتغل في أماكن أخرى مختلفة تخص ميكانيكا السيارات على نحو أصاب الجميع بالدهشة بسبب كونه على كرسي متحرك ويمارس مهنة صعبة تحتاج إلى القوة الجسدية: «كان الكل بيتسغرب لما بيلاقوني على كرسي متحرك وبصلح العربيات وبغير الزيت، والحمدلله بفضل ربنا قدرت أحقق المستحيل في نظر الناس والمجتمع».
ما يقرب من 13 عامًا، قضاها الرجل الأربعيني في مجال السيارات: «اتعلمت خلال سنين شغلي، أصول المهنةة على يد الميكانيكيين والحرفيين لغاية ما شربتها وبقيت متمكن فيها،وهي مصدر دخلي».
«صالح» يعتمد على ذراعيه في تغيير زيت السيارات
يعتمد «صالح» على ذراعيه عند تغيير زيت السيارات، إذ يتكئ بكفيه على الكرسي المتحرك للنزول أسفل السيارة، واضعًا ورقة كرتون على الأرض لينام عليها لحماية ظهره من الاحتكاك بالأسفلت، ثم يبدأ بفحص السيارة من أسفل وتغيير الزيت، وينادي أحد زملاءه بالعمل لمساعدته في النهوض والجلوس على كرسيه المتحرك، وتكلفة تغيير الزيت 20 جنيهًا فقط.
يحلم الرجل الأربعيني أن يتحول كشك زيوت السيارات الصغير إلى محل كبير ويكون له اسمًا لامعًا في عالم الزيوت: «مفيش حاجة بعيدة على ربنا، المهم الواحد يسعى ويعمل اللي عليه».