مجلس كنائس مصر تأسس في 2013 بهدف تدعيم العمل المسيحي وخدمة الوطن
البابا تواضروس ورؤساء الطوائف المسيحية خلال الاحتفال بعيد تأسيس المجلس «صورة أرشيفية»
فى الثامن عشر من فبراير لعام ٢٠١٣ اجتمع رؤساء الكنائس الخمس الكبرى فى مصر داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية معلنين عن تدشين مجلس كنائس مصر رسمياً، فى وقت كانت تموج فيه الأحداث فى مصر على الصُعد كافة.
فحسب اللائحة الداخلية للمجلس الذى يكمل عامه العاشر، يهدف إلى توحيد الكنائس المسيحية فى مصر، مع الاحتفاظ باستقلالية كل منها، لتسهيل الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتهدف إلى التواصل بين الطوائف المسيحية ومناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية من منظور مسيحى، وقد تم الاتفاق على أن تكون رئاسة المجلس دائمة لرؤساء الكنائس الخمس، على أن يتم تداول أمانة المجلس كل عامين، وكانت الكنيسة الأرثوذكسية هى أول من تولى الأمانة العامة، ثم تم تداولها بين الطوائف.
المجلس وحد الكنائس في مصر.. ويمول ذاتيا ويضم 13 لجنة رئيسية
وخلال الاحتفال العاشر بتأسيس المجلس، سيتم تسليم أمانة المجلس من كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر، إلى الكنيسة الأسقفية بمصر، بحضور رؤساء الطوائف المسيحية المختلفة، وذلك بمقر كنيسة القديسين بالزمالك، لتكون بذلك الكنيسة الخامسة التى تتولى رئاسة المجلس.
ويأتى الهدف الأول من وجود مجلس كنائس مصر، لمناقشة مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية من منظور مسيحى، والتوصل إلى توافق بين الطوائف المختلفة، مع التأكيد على الاحتفاظ باستقلالية كل كنيسة منها، كما يهدف إلى تعميق المحبة والتعاون بين الكنائس بكل مذاهبها، والسعى نحو وحدتها، وتدعيم العمل المسيحى وخدمة الوطن.
الليلة الكنيسة الأسقفية ستتولى أمانته العامة لمدة عامين مقبلين
وحسب الموقع الرسمى للمجلس فهو يتكون من: مجلس الرؤساء، مجلس الأمناء، أمين عام المجلس واللجنة التنفيذية، و١٣ لجنة أخرى تُعنى بالكثير من الأمور والقضايا، التى توقفت أنشطتها خلال عامى 2020 و٢٠٢١ وحتى منتصف 2022 بسبب جائحة كورونا، وهى تضم القساوسة والكهنة من كنائس مصر الخمس.
ومن أبرز اللجان الموجودة بالمجلس:
- لجنة الرؤى والتخطيط والمتابعة، وتقدم الرؤى والأهداف والوسائل والخطط المطلوبة والمتابعة.
- لجنة العلاقات تختص بإقامة العلاقات فى الداخل والخارج، مع الأفراد والهيئات الدينية والحكومية والاجتماعية والوطنية وغيرها.
- لجنة الإعلام والنشر تتابع الإعلام المرئى والمقروء والمسموع، بالتنسيق مع الأمين العام، وتنشئ موقعاً للمجلس على شبكة الإنترنت، وقناة خاصة تحت إشرافها ومسئوليتها، وتصدر نشرات أو كتباً أو مجلات، وتقيم دورات تدريبية للإعلام.
- لجنة الشباب تهتم بالشباب روحياً وثقافياً واجتماعياً، ومن أجل تحقيق هذا تقيم لهم المؤتمرات واللقاءات والندوات.
- اللجنة القانونية تراجع المواد القانونية التى تُطلب منها، وتفسر المواد فى النظام الأساسى واللائحة، وتبدى الرأى القانونى فى ما يطلب منها.
- لجنة التربية الكنسية تختص بخدمة النشء فى كل المراحل العمرية، روحياً وثقافياً واجتماعياً ونفسياً ووطنياً.
- لجنة خدمة الطوارئ تختص بتقديم جميع أنواع المساعدات المادية أو الاجتماعية أو الطبية وغيرها فى الظروف غير العادية، مثل الكوارث والزلازل والحروب، ومساعدة العائلات أو الأفراد الذين يتعرّضون لحوادث أو مشكلات عائلية غير عادية مثل الإيواء أو العلاج.
- لجنة خدام الرعايا - الكهنة والقسوس، وهى تختص بتقديم الدراسات التى تساعد الرعاة فى خدمتهم، وتقديم دراسات وأبحاث مشتركة، وتعمق الشراكة بين الرعاة وبعضهم فى اللقاءات العامة، أو اللقاءات فى مناطق رعايتهم.
- اللجنة المالية، وهى تضع خطة مالية لاحتياجات المجلس ولكل لجانه وأنشطته، وطرق تمويلها، وإدارة أمواله، وذلك فى ضوء ما تقدمه اللجان والأنشطة، على أن تعتمدها اللجنة التنفيذية.
- لجنة الدراسات اللاهوتية والحوار تختص بالدراسات اللاهوتية للموضوعات الأساسية فى الإيمان المسيحى، وتقدم تلك الدراسات للكنائس الأعضاء، وتقوم بإجراء الحوارات اللاهوتية بين الكنائس، وكذلك الحوارات الدينية مع الأديان الأخرى، وإبداء الملاحظات على مناهج الدين المسيحى بوزارة التربية والتعليم، وتقديمها لرؤساء الكنائس.
- لجنة الدياكونية «الخدمة الاجتماعية»، تكون خدمتها من خلال كنائس الأعضاء، وتعمل دراسات عن احتياج المجتمع المسيحى، ويمكنها عمل دراسات للمشروعات اللازمة، وتدريب قيادات الكنائس فى مجالات الخدمة التنموية، وإقامة مشروعات تنموية للشباب وتشغيلهم ومساعدتهم.
- لجنة المرأة تختص بكل شئون المرأة من حيث تدريبها لخدمة كنيستها والمجتمع أيضاً، وتنمى المرأة روحياً واجتماعياً ونفسياً وثقافياً ومادياً ووطنياً وقانونياً.
وأما عن تمويل المجلس، فإنه يمول ذاتياً عبر اشتراكات الكنائس الأعضاء وتكون سنوية وقدرها 20000 جنيه تُسدد مرة واحدة أو على قسطين متساويين فى أول العام الميلادى وفى منتصفه، ويتم تعديل هذا الاشتراك كل سنتين، أو إذا استلزم الأمر، على أن يكون هذا بقرار من اللجنة التنفيذية للمجلس.
كما يتم التمويل من خلال جمع تبرعات وهبات الكنائس والهيئات والأفراد موجّهة باسم مجلس كنائس مصر، ويمثله فى ذلك الأمين العام بصفته.
البابا تواضروس: مجلس منحة من الله للكنائس الخمس المستقلة لتوحيدها
وسبق ووصف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مجلس الكنائس بأنه منبر للتعبير عن الكنائس المختلفة، وأنه منحة من الله للكنائس الخمس المستقلة لتوحيدها.
وتابع البابا تواضروس أن مشاركة الكنائس فى المجلس تُعد مسئولية يحاسبهم الله عليها، مؤكداً ضرورة الأمانة فى الخدمة بالمجلس لنمو الكنائس روحياً.
فيما قال القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، إن مجلس الكنائس يمثل مجتمع المتانة والمرونة، واصفاً بأنه مؤسّس على المتانة والصلابة، وأيضاً قادر على المرونة ويؤمن بمبدأ الاستيعاب وليس الاستبعاد، ومجتمع يقبل من الهامش إلى المركز ويؤمن بالتكامل بين الجميع، متابعاً أن العمل فى المجلس يحتاج إلى شفافية روحية وشفافية الضمير والوعى.
بينما قال الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية المصرية، إن مجلس الكنائس قائم على المحبة، التى لا تسقط أبداً عبر الأزمنة، مؤكداً أن جميع الكنائس قوية بذاتها، ولكن علينا أن ندعم وحدتنا بالمحبة، مشيراً إلى أن الهدف من تأسيس المجلس هو إزالة أى حواجز تعيق وحدة الكنائس.
وأكد الدكتور سامى فوزى، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، على دور المجلس فى تعزيز الروابط بين قادة الكنائس الروحية بمختلف الطوائف.