شيخ الطريقة العزمية: الإمام المؤسس واجه الإرهاب والتطرف بالتصوف والمنهج الوسطي
الشيخ علاء أبوالعزائم
قال الشيخ علاء محمد ماضى أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، إن الطريقة العزمية أسهمت فى نشر التصوف فى أوروبا وأفريقيا وآسيا، وإنها تتمسك بالوسطية والبعد عن التشدد.
وأوضح علاء أبوالعزائم، فى حواره لـ«الوطن»، أن الإمام المؤسس كان متصوفاً وتقياً، وكان التصوف بالنسبة إليه صفاء للنفس ونقاء للروح، فكان منزله وجهة للوفود من مختلف دول العالم، ومحط أنظار سفراء الدول الإسلامية.. وإلى نص الحوار:
فى ذكرى الإمام المؤسس محمد ماضى أبوالعزائم.. كيف تتذكر كفاحه ودعوته؟
- الإمام محمد ماضى أبوالعزائم المؤسس للطريقة العزمية الصوفية وأحد الدعاة لمنهج أهل السنة والجماعة الوسطى فى العالم الإسلامى ونشر تعاليمه الصحيحة، داعٍ إلى الله يمتلك صوتاً قوياً يصل إلى عنان السماء، وهو من أوائل الداعين إلى مجابهة الصهيونية، وقد أعلن الجهاد فى فلسطين، وشارك فى ثورة 1919 ويعد من الرجال الوطنيين الكبار، وعاش حياته كلها فى سبيل الوطنية وبلده، وحارب الاستعمار الانجليزى، وألهب حماس المواطنين للخلاص من الاستعمار، فكان سعد زغلول علمها الظاهر، وكان الإمام أبوالعزائم هو المحرك لأفراد الأمة إلى هذا العمل الباهر، وطبعت مؤلفاته ومنشوراته ضد الاحتلال الإنجليزى بجمعية «اليد السوداء»، التى كان يتعقبها الإنجليز فى كل مكان، واعتقل الشيخ أبوالعزائم أكثر من مرة، وكان له دور فى مواجهة الصهيونية فى حرب 1948.
الشيخ علاء أبوالعزائم: أسهمنا في نشر التصوف بأفريقيا وآسيا وأوروبا.. كان منزله وجهة للوفود من مختلف دول العالم
كان للإمام أبوالعزائم مواقف داعمة للقضية الفلسطينية.. حدثنا عنها.
- بعد تحقق وعد بلفور على أرض الواقع، أصدر كتاباً حمل اسم «الفترة العزمية فى بيع الأراضى الفلسطينية»، أعلن فيه اعتراضه على بيع الأراضى من قِبل الفلسطينيين إلى الصهاينة، وحثهم على الحفاظ عليها وعلى هوية أرضهم ووطنهم، ووجه لوماً شديداً لكل فلسطينى باع أرضه فى هذا الكتاب، الذى اعتبر خلاله الإمام أبوالعزائم أول مشايخ الطرق الصوفية داعماً ومشدداً على الجهاد ضد اليهود فى فلسطين، بعد صدور وعد بلفور عام 1917، الذى يعطى أحقية لليهود فى أن تكون فلسطين وطناً دائماً لهم، وأفتى بحرمانية بيع أراضى الفلسطينيين للعصابات اليهودية، التى جاءت لفلسطين وسكنت بها.
ما أشهر مؤلفاته؟ وماذا تناولت فى الدعوة للتصوف؟
- الشيخ محمد ماضى أبوالعزائم كان متصوفاً وتقياً، عبَّر عن فكر التصوف بأكثر من طريقة، وقد مثَّل له إيماناً وروحانيات كبيرة، واعتبره علماً وطريقاً، وكان التصوف أيضاً بالنسبة إليه نوعاً من أنواع صفاء النفس ونقاء الروح، وأصدر العديد من الكتب الفقهية المتعلقة بأمور الدين والشريعة، منها «أصول الوصول إلى معية الرسول»، و«النور المبين لعلوم اليقين»، و«الاتجاه الصوفى عند الفقهاء المتقدمين والمعاصرين».
كان للشيخ دور فى مواجهة الجماعات المتطرفة وأفكارها.. كيف كان هذا الدور؟
- يعتبر الشيخ أبوالعزائم من أبرز الشخصيات التى واجهت ورفضت أفكار التطرف والإرهاب وانتشار الوهابية والجماعات التى حملت أفكاراً متطرفة، وانتشرت فى الدول الإسلامية، ورفض تعاليمها المتشددة وآراءها الشاذة فى الدين، وفى كتبه التى أصدرها شدد على التمسك بالأفكار الوسطية، والبعد عن التطرف، والتشدد من خلال كشف الفكر المتطرف، وكان منزله وجهة للوفود الإسلامية من مختلف دول العالم، ومحط أنظار سفراء الممالك الإسلامية، وفى عام 1920 أسس مجلة «المدينة المنورة» الحاملة للواء العلم واستمرت لسنوات طوال بعد انتقاله إلى جوار ربه.
ما الهدف من تأسيس الاتحاد الصوفى العالمى.. وما أسسه؟
- تأسيس الاتحاد الصوفى العالمى كان له صدى كبير فى نشر الإسلام الوسطى والفكر الصوفى فى دول متعددة حول العالم، سواء فى أوروبا وأفريقيا ودول آسيا، استجابوا للتوجه الوسطى، وكان هدفه فى الأساس نشر الصوفية وتوطيد العلاقات والتماسك بين الصوفيين فى مصر، المتمثلين فى 100 طريقة صوفية، مسجل منها 74 طريقة فى مشيخة عموم الطرق الصوفية، والبقية غير مسجلة، وهو النشاط الذى تعتمده الطريقة العزمية لنشر النشاط الدعوى القائم على مبادئ سليمة، بجانب العديد من أنشطة الزكاة، وتعليم القرآن فى مصر وخارجها، وغيرها من الأنشطة الإنسانية والاجتماعية، وتقديم المساعدات للمحتاجين والفقراء.
سر خلافه مع الملك فؤاد
فى عام 1924 أصدرت الجمعية الوطنية فى أنقرة قراراً بعزل الخليفة عن تركيا، ونظراً لظهور أسماء عديدة تدعى الخلافة آنذاك، وبصفته داعياً لنشر الوسطية والمحبة بين الناس، بخلاف تيارات التطرف والإرهاب التى لا تعرف سوى سفك الدماء، قرر أن يدعو جموع رموز العالم الإسلامى لمؤتمر بمكة سنة 1926 تمثل فيه جميع الشعوب الإسلامية لعودة الخلافة مرة أخرى، الأمر الذى أغضب الملك فؤاد، وهو القرار الذى اعتبره ظالماً فى ظل الاستعمار، وفى ظل هذه الشرذمة من الحكام، أن يتصدر ملكها عرش الخلافة الإسلامية.