معلومات عن مسجد «عبد الرحيم القنائي» في كفر الشيخ.. يضم أكبر مئذنة أثرية
مسجد عبد الرحيم القنائي بمدينة فوه بكفر الشيخ
يُعد مسجد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي، والشهير بمسجد «القنائي» بمدينة فوه، بمحافظة كفر الشيخ، أحد أهم وأقدم المساجد الأثرية في مصر، وهو يُعتبر أقدم من مسجد «القنائي» الذي أُنشئ في محافظة قنا فيما بعد.
وبحسب ياسر الكردي، مدير عام منطقة آثار فوه، فإن المسجد يُنسب إلى سيدي عبد الرحيم القنائي وهو أحد أولياء الله الصالحين، الذي وُلد في «ترغاى» بإقليم «سبتة» في المغرب الأقصى وذلك سنة 521هـ - 1127م، وتلقى العلم في جامع «ترغاى» الكبير على يد والده، وسافر إلى دمشق وقضى بها عامين، وعاد إلى موطنه مرة أخرى وأخذ يُحاضر بجامع «ترغاى»، ونزل بقوص ثم رحل إلى قنا حيث اعتكف عامين بخلوته مُتعبداً زاهداً وتم تعيينه شيخاً لقنا، وأصبح يُسمى بـ«القنائي».
توجه «القنائي» من قنا إلى «فوه» عن طريق النيل لزيارة «سيدى سالم أبو النجاة»، لأخذ العلم ليديه، ونزل بـ«فوه» وأقام في خلوة على النيل، هى موضع مسجده الحالى، وبعد ذلك رحل إلى «قنا» وتُوفي بها عام 593هـ.
ومسجد «القنائي» عبارة عن مساحة مُستطيلة مُقسمة إلى 4 أروقة عن طريق ثلاث مجموعات من أعمدة رخامية وجرانيتية «أحد هذه الأعمدة عليه زخارف فرعونية»، تحمل الأعمدة عقوداً مُدببة تسير مِوازية لجدار القبلة، ويوجد بجدار القبلة 3 محاريب.
للمسجد 4 واجهات حُرة
وللمسجد 4 واجهات حُرة وهى جميعها واجهات غير مُنتظمة، حيث تتعدد الانكسارات بها، فضلاً عن 4 مداخل، الرئيسى منها في الضلع الشمالى الغربى مُتوج بعقد مدائنى ومُزخرف بزخارف الطوب المنجور وشغل قلبه بمُقرنصات، أما المدخل الثانى فيقع على نفس الضلع وهو عبارة عن فتحة مُستطيلة بسيطة، والمدخل الثالث يقع بالجهة الشمالية الشرقية، أما المدخل الرابع فيقع بالجهة الجنوبية الغربية ومُتوج كذلك بعقد ثلاثى مدائنى مُزين بزخارف الطوب المنجور.
يحتوى المسجد على 3 مراسيم رخامية من العصر المملوكى، اثنان من عصر السلطان «فرج بن برقوق» والثالث من عصر السلطان «الغورى»، كما يحتوى المسجد على ساعة أثرية من الساعات التى أهداها محمد على باشا لمدينة «فوه»، وتتميز «المئذنة» بارتفاعها وتتكون من ثلاث دورات محمولة على مُقرنصات أسفل كل منها زخرفة المنجور ولها قمة مُفصصة وتتميز هذه المئذنة بزخارفها المُتنوعة وهى بموقعها على شاطئ النيل بمثابة منارة للملاحة، كما يحتوى المسجد على «مزولة رخامية» لمعرفة مواقيت الصلاة وهى مُثبتة على قاعدة المئذنة أعلى سطح المسجد.
استخدامان للمئذنة
كان للمئذنة استخدامان؛ أحدهما لإعلام المواطنين بأوقات الصلاة والثانى لإعطاء الإشارات الضوئية وقت الحروب، حيث تدل على وجود هجمات على المدينة أم لا بحُكم موقعها على شاطئ نهر النيل، فضلاً عن استخدامها كمنارة للسفن التجارية التى كانت تقبل على «فوه» في العصور السابقة، كما تحتوى على «المزولة» لتحديد مواقيت الصلاة، والتى أُنشئت في القرن الـ13 للهجرة.
ويُعتبر مسجد «القنائي» بمدينة فوه أقدم من مسجد «عبد الرحيم القنائي» الموجود في قنا، حيث أُنشئ مسجد فوه في القرن الثامن الهجرى، أما مسجد قنا أنشئ في القرن الثالث عشر الهجرى.
ويقصد مسجد العارف بالله سيدى عبد الرحيم القنائي، بمدينة فوه، المُريدون من أنحاء الجمهورية، من الصعيد والوجه البحرى، لما له من شهرة واسعة في كفر الشيخ وقنا، باعتبار «القنائي» أحد الأولياء الصالحين وأحد أهم أقطاب الصوفية.
لمحات من حياة العارف بالله سيدى عبد الرحيم القنائي
و«الوطن» تنشر لمحات من حياة العارف بالله سيدى عبد الرحيم القنائي، الذى يقع مسجده الأول بمدينة فوه، ومسجده الثانى وضريحه في محافظة قنا، فهو السيد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب، صهر النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
معلومات عن عبد الرحيم القنائي
وُلد عبد الرحيم القنائي، في الأول من شهر شعبان عام 521 هجرية - 1127 ميلادية، بـ«ترغاى» بإقليم «سبتة» في المغرب الأقصى، وتلقى العلم في جامع «ترغاى» الكبير بالمغرب على يد والده وكبار العلماء، وذاع صيته بعد إلقاءه للدروس الدينية في العشرين من عُمره بعد إصرار من العلماء على استكمال طريق والده، وعقب وفاة والده الذى تأثر بشِدة لوفاته، نصحه الأطباء بالابتعاد عن المكان، فتوجه إلى دمشق حيث أخواله هناك، ومنها إلى الحجاز لحج بيت الله الحرام، والتقى خلال فترة وجوده بمكة بالشيخ «مجد الدين القشيرى» من مدينة قوص بمحافظة قنا في صعيد مصر، والذى أصر على صُحبته معه إلى مدينة قوص وبعد ثلاثة أيام رحل إلى قنا، واستقر بها وذاع صيته بين أهالى المدينة وما حولها، واعتمد القطب الصوفي الكبير على نفسه في تدبير نفقات معيشته فقد كان يعمل تاجراً بجانب دوره في توعية الناس بتعاليم الدين
وقد صدر قرار من والى مصر بتعيين القنائي شيخاً لقنا وأصبح من ذلك اليوم يسمى بـ«القنائي»، وكان له مدرسته الصوفية الخاصة التى تسمح للطرق الصوفية الأخرى بالأخذ منها، وتُوفي العارف بالله سيدى عبد الرحيم القنائي يوم الثلاثاء 19 صفر سنة 592 هجرية الموافق 23 يناير 1196 ميلادية بعد صلاة الفجر وعُمره 71 عاماً قضى منها 41 عاماً في الصعيد ليُقام له أكبر مسجد وضريح بوسط مدينة قنا، والذى تحول في الفترة الأخيرة إلى مزار يقصده آلاف المُحبين والمُريدين، وأصبح بداية شهر شعبان من كل عاماً موعداً للاحتفال بالقطب الصوفي الراحل ولمُدة 15 يوماً تنتهى بليلة كبيرة تختلط فيها الاحتفالات الشعبية بالرسمية.
باحثة أثرية: مسجد «القنائي» من أهم المساجد التاريخية في فوه
ومن جانبها، أكدت الباحثة الأثرية الدكتورة عزة شحاتة، في تصريح لـ«الوطن»، أن مسجد العارف بالله سيدى عبد الرحيم القنائي، والشهير بمسجد «القنائي»، يُعد من أهم المساجد التاريخية في مدينة فوه، بمحافظة بكفر الشيخ، مشيرةً إلى ضرورة تحويل مدينة فوه لمدينة ذات طابع خاص تتبع مجلس الوزراء، حفاظاً على مساجدها القديمة وآثارها الهامة.