بيت «آل محسن» يكرم ضيوف الإمام الشافعي: نخدم منذ 30 عاما «في حب مولانا»
مسلسل رسالة الإمام الشافعي
رسالة الإمام نموذج فريد من الدراما قدمته الشركة المتحدة ضمن السباق الرمضاني، ولقي استحسانا وتفاعلا واسعين من المشاهدين منذ عرض أولى حلقات المسلسل، وهو ما رصدته «الوطن» في محيط بيت خدمة رواد مسجد وضريح الإمام الشافعي، والذي قدم في مصر تجربة فريدة في التجديد الديني، وألقى المسلسل الضوء على حياة الإمام الشافعي كاشفا عن الوجه الآخر من حياته، فكان شاعرا، وعمل في أكثر من مجال منها القضاء والشعر فأصبح في أصول الفقه مؤسسًا، وفي علم الحديث إمامًا، وفي باب الاجتهاد صاحب مذهب، عمل في القضاء ونظم الشعر وارتحل بين البلاد يأخذ العلم ويعطيه، حتى قيل فيه: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس».
بيت خدمة الإمام الشافعي
وظهر حب المصريين للإمام الشافعي في محيط ضريح ومسجد الشافعي بالتزامن مع عرض مسلسل رسالة الإمام، فمع أذان الفجر من كل جمعة تتوجه شادية أحمد إلى عملها في بيت الخدمة الموجود على بعد خطوات معدودة من قبة الإمام الشافعي الضريحية، تبدأ في إعداد الطعام بكميات وفيرة، وتجهيز الأطباق والطاولات، استعدادا لإطعام ضيوف الإمام الشافعي بعد انقضاء صلاة الجمعة، حوالي 7 ساعات تقضيهم شادية وعدد من السيدات الموجودات في بيت الخدمة، في الطهو وإعداد الطعام بكميات كبيرة، لتكفي كل من يزور المسجد والضريح.
ومع اقتراب صلاة الجمعة من انتهاءها، تبدأ شادية والسيدات في وضع الطعام على الطاولات وتغليف الأطعمة التي سيتم توزيعها، ومع نطق الإمام بالتحيات في نهاية الصلاة: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، تنخرط برفقة كل من معها في توزيع الطعام وإرشاد الموجودين في رحاب الإمام إلى أماكنهم على الطاولة والتأكد من أن كل شيء جاهز ولا يوجد أخطاء، والجميع تناول الطعام حتى شبع.
مسجد الإمام الشافعي
هو بيت «آل محسن» الكائن داخل صحن مسجد وضريح الإمام الشافعي، وتقول شادية صاحبة الـ60 عاما لـ«الوطن» إن منزل «آل محسن» مفتوح للخدمة وتقديم المساعدات للأكثر احتياجا من طعام وشراب وغيره، منذ نحو 30 عاما، دون أي تغيرات، تخدم بنت محافظة القاهرة في هذا المنزل منذ 20 عاما من أجل إشباع الغلابة وإكرام ضيوف الإمام وأضافت: «كلنا هنا بنخدم لوجه الله، وعيلة آل محسن هم مصدر التمويل الأساسي للبيت ديما بيحرصوا على توفير الأكل والفلوس عشان نساعد الغلابة والخير مايتقطعش من هنا أبدا».
ضيوف الإمام الشافعي
في يوم الجمعة من كل أسبوع يتم إعداد سفرة ضخمة لضيوف الإمام الشافعي، تبدأ في استقبال الناس مباشرة بعد صلاة الجمعة، أما عن شهر رمضان، فيتم إعداد مائدة رحمان بشكل يومي، بالإضافة إلى توزيع شنط رمضان وتوصيل الطعام لبيوت الأهالي الأكثر احتياجا الموجودين في المنطقة ونطاق مسجد الإمام الشافعي، وتحكي أحمد عن تاريخ البيت وأهله وتقول إن قانطي هذا المنزل كانوا لا يتوقفون عن عمل الخير ومساعدة كل محتاج.
وبعد أن توفى الجدود استمر المنزل على ماهيته، ولم يتوقف عن تقديم المساعادات المختلفة لكل محتاج، فحرص الأحفاد على ألا تنقطع العادة واستكمال مسيرة الأجداد في الخير، فتركوه مفتوحا حتى الآن لإطعام الغلابة.
وتابعت: «بنعتبر نفسنا من أهل الإمام لأننا موجودين وعايشين في رحابه، كمان مقابر آل محسن موجودة جوا الإمام الشافعي، وتعبيرا عن حبنا الكبير للإمام الشافعي هو إكرام ضيوفه »، وكُتب على أحد اللوحات الإرشادية الموجودة على مدخل القبة الضريحية للإمام الشافعي، أن مدفن آل محسن موجود في نطاق ضريح الإمام والقبة، كما كُتب أيضا: «مدافن خدام قبة الإمام الشافعي وهم أصحاب وهم أصحاب المنزل الذي يحد الساحة الإمامية من جهة الجنوب».
الإمام الشافعي
«حبي لمولانا الإمام الشافعي هو الذي قادني للتواجد والعمل هنا، وكان الدافع اللي بيخليني أكمل رغم التعب والجهد طول السنين اللي فاتت، واحنا عايشين في رضا من ربنا»، هكذا وصفت شادية قدرة تحملها لطهو هذه الكميات الكبيرة من الطعام على مدار النهار رغم كبر سنها، مؤكدة أنه بالرغم من الظروف الاقتصادية إلا أنها أصرت على استمرار هذا الدول.
فرحة الضيوف هي ما يدفع شادية للاستمرار، تقول: «فرحة الناس الغلابة وهما بياكلوا وشبعانين، بتهون عليا تعب اليوم كلو والوقفة على رجلي أكتر من 6 ساعات تقريبا، كل دا بيختفي لما بشوف بسمة على وش طفل كان جعان وشبع أو أسمع دعوة حلوة من حد من الموجودين».