تراث «ماسبيرو» في أيدٍ أمينة.. منصة «watch it» تحمي روائع التليفزيون من السطو الفكري
تراث «ماسبيرو»
بين نوستالجيا الدراما والأفلام الكلاسيكية وفوازير نيللى وشريهان وألف ليلة وليلة، استطاعت منصة «watch it» إحياء تراث «ماسبيرو» من جديد، عبر عرض مسلسلات وأفلام الزمن الجميل رقمياً، لحماية هذه الكنوز التراثية من السطو الفكرى والثقافى، من قبَل بعض الشركات المجهولة، التى ترفض تجديد حقوق الانتفاع.
«خطاب»: أتاحت الفرصة للاستمتاع بباقة متميزة ومختلفة من أفلام الزمن الجميل تناسب الجماهير باختلاف أذواقهم
ترى خديجة خطاب، إعلامية فى التليفزيون المصرى، أن منصة «watch it» أتاحت الفرصة للاستماع إلى باقة متميزة ومختلفة من أفلام الزمن الجميل، تناسب الجماهير باختلاف أذواقهم، واستطاعت أن تُمكن كل شخص من صناعة تليفزيون خاص به، ليتماشى مع التطورات السريعة والمتلاحقة التى أدت لاختفاء التليفزيون المصرى، وأصبح وجود بعض القنوات، مثل قناة «ماسبيرو زمان»، مجرد شاشة لعرض بعض الأفلام القديمة: «منصة watch it عملت ميزات مهمة جداً للجمهور، أهمها إن كل شخص يشوف الفيلم اللى هو عايزه».
تحولت منصة «watch it» إلى قناة تليفزيونية ولكن بنظام تحكم مختلف يخضع لرغبات الجمهور فى اختيار نوعية الأفلام التى يريد مشاهدتها، مما أحدث رقياً فى الأذواق المتنقلة بين الجديد والقديم، بدون أن يجبر أحد على مشاهدة لون معين من الدراما، لا يستهوى عقله أو قلبه، ومن هنا أصبحت حرية المشاهد هى الميزة الأهم، وأتيحت له الفرصة لاختيار ما يفضله ضمن قائمة كبيرة من الأفلام القديمة، فى المواعيد التى يحددها بما يتوافق مع اهتماماته الدراسية أو العملية وغيرهما: «المنصة وفرت لكل شخص الحرية فى اختيار المسلسل أو الفيلم اللى عايز يشوفه وفى الميعاد المناسب ليه، ودى حاجة مش موجودة فى التليفزيون المصرى، لأنه بيعرض الأفلام والمسلسلات القديمة بحسب خطته».
تنظيم بين المنصة والتليفزيون المصري
هناك تنظيم بين المنصة والتليفزيون المصرى ليس فقط فى حقوق الملكية، بل أيضاً الاتفاقيات بينهما وبين الجهات التى سيعرض عليها الإنتاج السينمائى أو الدرامى، مما يعنى ميزات عديدة لخدمة المشاهد فى الحصول على فرص كثيرة تتيح التعرض لمحتويات متنوعة بين الجديد والقديم، لتناسب جميع الفئات العمرية حتى الأطفال، من برامج ومسلسلات كرتونية.
حافظت منصة «watch it» على تراث «ماسبيرو» بعرض الأفلام القديمة بشكل رقمى، بدلاً من انتهاك الحقوق الفكرية والثقافية التى تتمثل فى الحصول على بعض المقتطفات والفيديوهات من الأفلام والمسلسلات وعرضها عبر مواقع التواصل الاجتماعى دون أى حق، ولكن المنصة استطاعت أن تخفف من هذا الأمر، بالحفاظ على التراث واستدعائه فى أى وقت يفضله المشاهد من أى مكان فى العالم، بدلاً من شراء الشرائط التى تربعت على العرش لفترة من الزمن، ثم انتهى أمرها بسبب التطور التكنولوجى الذى طرأ على هذه الصناعة: «المشاهد النهارده هيقعد قدام الموبايل، ويستدعى الفيلم أو المسلسل اللى هو عايزه فى أى وقت، وده بيساهم فى الحفاظ على تراث التليفزيون المصرى، اللى ممكن يعرض الفيلم كل كام سنة مرة».
فى الفترة الأخيرة تعرّض جزء كبير من تراث «ماسبيرو» للبيع، وخسر التليفزيون المصرى مجموعة من الأفلام والمسلسلات لصالح بعض القنوات والشركات، مما أدى لفقدان جزء من تراث التليفزيون، لأن المالك أصبح المتحكم الأول والأخير بموجب وثائق رسمية، إذ يمكنه إذاعة الفيلم أو قطع بثه أو حجبه عن مناطق معينة، ونتج عن ذلك نسيان بعض الأفلام المهمة لعدم العثور على أى نتائج لها عند البحث عنها، ولكن منصة «watch it» قررت إحياء هذا الفن من جديد، لحمايته من بعض الشركات المجهولة التى تستغل الوضع لصالحها وترفض تجديد حقوق الانتفاع: «فيه أفلام معينة مابقتش موجودة خالص فى التليفزيون، ومهما ندوّر عليها على النت مش بنعرف نوصل لها، لكن النهارده منصة watch it بتحافظ على التراث ده من الاختفاء».
ويرى خالد المرصفى، مصمم جرافيك فى التليفزيون المصرى، أن الأفلام التى تعتمد على النصوص الأدبية أصبحت مجرد شرائط غير مجددة أو غير صالحة للإذاعة بسبب بيع أو تسريب أو مسح بعض الشرائط للحصول على أموال باهظة، ويمكن اعتبار ذلك نوعاً من أنواع السطو على رأس المال، مع وجود بعض العناصر التى تريد تدمير التراث وعدم الحفاظ عليه بأى طريقة، فضلاً عن عدم معرفة النوايا الحقيقية الخفية لبعض الجهات لتتغير ريادة «ماسبيرو» بعد أن كان رائداً فى الفن والإعلام إلى تدهور فى الإمكانيات المادية: «أفلام كتيرة اتعرضت للبيع ومنها اللى اتسرب، ده طبعاً أثر بشكل كبير على تراث ماسبيرو، عشان كده لازم نحافظ على اللى باقى».
ووجدت الدكتورة ماجى الحلوانى، عميد إعلام القاهرة الأسبق، أن التعاون بين «ماسبيرو» ومنصة watch it خطوة للأمام، بسبب إحياء المنصة تراث «ماسبيرو» مرة أخرى، وعرضه للجيل الجديد بإمكانيات واختيارات مختلفة، خاصة البرامج الثقافية التى ما زالت خالدة فى الوجدان، ويحتاج التليفزيون المصرى إلى دعم كبير للحفاظ على الهوية والتراث: «ماسبيرو محتاج لدعم مادى كبير جداً عشان يرجع زى الأول، واحتفاظ منصة watch it بجزء من التراث شىء مهم، ولازم كلنا نشجع اللى بيحصل»، إضافة إلى امتلاك المنصة جمهوراً كبيراً، نتج عن التعرض للمحتوى بدون أى إعلانات.