مصطفى يتحدى فقدان البصر بحفظ كتاب الله.. ويحلم بـ«إذاعة القرآن الكريم»
مصطفى محمود طعيمة
لم تمنعه إعاقته البصرية من حفظ القرآن الكريم كاملاً منذ أن كان طفلاً صغيراً حتى كبر وأصبح شاباً، وواصل مسيرته في تلقي علوم القرآن الكريم وفهم مقاصده ومعانيه، بل حرص أيضاً على تعلم قراءات القرآن الكريم العشر.
مصطفي محمود طعيمة، صاحب الـ21 عاماً، ابن مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، والذي وُلد كفيفاً، وتحدى نفسه حتي التحق بالتعليم الأزهري، ومنه إلى كلية أصول الدين فرع جامعة الأزهر بالمنصورة، حيث تسلح بالقرآن في محاربة ظلام البصر حتي أنار حياته وأصبح نبراساً له.
حفظ القرآن الكريم في سن 7 سنوات
«وُلدت كفيفاً، ولكني تحديت نفسي وحفظت القرآن الكريم وأنا في سن 7 سنوات، وختمته وأنا في سن 13 سنة، أي في 6 سنوات، وحفظت القرآن سماعي بأصوات عدد من القراء المصريين، والتحقت بالجامعة، وما زال عندي الكثير من الأحلام التي أسعي لتحقيقها»، بهذه الكلمات بدأ مصطفي طعيمة، حديثه لـ«الوطن».
ويضيف «طعيمة»، «اكتشفت أُسرتي إصابتي بفقدان البصر منذ أن كان عُمري أياما قليلة، وبدأت منذ هذا الوقت تؤهلني وتُساعدني، حتى أستطيع أن أتأقلم مع هذه الإعاقة التي لم تعوقني أبداً بل تحديتها، وألحقتني أسرتي بالأزهر الشريف، وحفظت القرآن الكريم على يد عِدة مشايخ منهم إبراهيم الشحات، وعبد السلام الهواري، ويوسف فراج، ومحمود فراج، حفظهم الله تعالي، حتى حفظت القرآن الكريم كاملاً، والتحقت بكلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بالمنصورة».
سر نجاح «طعيمة»
والدة «طعيمة» هي سر نجاحه الكبير، وهي العين التي يُبصر بها، وفقاً له: «والدتي هي سر نجاحي وعيني التي أُبصر بها، حيث أنها كانت تبذل كل الجهد في مساعدتي على حفظ القرآن الكريم، فضلاً عن مذاكرة دروسي، وحتى أنها الآن ما زالت تصطحبني وترافقني من مدينة بيلا إلي مدينة المنصورة، وتقطع أكثر من 30 كيلومتراً من أجل توصيلي يومياً إلي الكلية وانتظاري حتي أُغادر معها».
ويتابع «طعيمة»، «أيضاً والدي وشقيقاي محمد وآدم لهم دور كبير في حياتي، ودائماً يصطحبوني إلي المسجد بشكل يومي لأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، كما يذهبون بي إلى دروس القرآن حينما يكون عندي مراجعة، وكانوا في الفترة الأخيرة يذهبون معي يومياً إلي مسجد المرسي ببيلا وذلك للتسميع والمراجعة علي يد الشيخ محمد البيلي فرج، إمام وخطيب المسجد، حتى حصلت معه علي إجازة في القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم»، مشيراً إلي أنه يقوم بإمامة المصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان بمسجد البسيوني ببيلا.
يُفضل الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم
إذاعة القرآن الكريم أكثر ما يستمع إليه «طعيمة»، ويشغل وقته ويؤنسه دائماً: «القرآن الكريم هو كل حياتي وإذاعة القرآن الكريم من القاهرة لها دور كبير في تثقيفي من خلال برامجها الرائعة، وخاصةً برنامج (وبشر الصابرين)، الذي يُقدمه الإذاعي الدكتور أحمد القاضي، والذي يتحدث فيه عن ذوي الهمم، وأكثر ما أستمع إليه في يومي هو الإذاعة، وأُحب سماع القرآن بصوت الشيخ أبو العينين شعيشع، والشيخ محمد صديق المنشاوي».
أُمنيات «طعيمة» مُتعددة وكثيرة لا تنفذ ولا تنضب: «أتمنى أن أنهي دراستي الجامعية وأعُين إماماً وخطيباً أو إذاعياً في إذاعة القرآن الكريم، كما أتمنى أيضاً أن أحصل علي الإجازات المتبقية من القرآن الكريم بعد حصولي علي إجازة في القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم خلال شهر أكتوبر 2022، وأن أُقابل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف».