الزينة تملأ البيوت في المحافظات وبائعو السعف ينتشرون في الميادين والشوارع
مشغولات السعف تزين شوارع أسيوط احتفالاً بأحد السعف
احتفل الأقباط فى جميع محافظات الجمهورية بأحد الشعانين، الذى يعتبر بداية أسبوع الآلام، تذكيراً بدخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استقبله الأهالى بالسعف والزيتون المزين، ومن هنا يُستخدم السعف والزينة فى معظم الكنائس للاحتفال.
وبدأت الاحتفالات اليوم، فى المحافظات، بصلوات قداس أحد الشعانين فى تمام الساعة السادسة صباحاً، بجميع الكنائس المختلفة، إذ يعتبر أحد السعف فى الأحد السابع من الصوم الكبير، والأخير قبل عيد القيامة، وهو ذكرى دخول المسيح إلى القدس.
إجراءات مشدّدة لتأمين قداسات الصلاة على مستوى الجمهورية
وفى وقت سابق، اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات مشدّدة لتأمين الكنائس، وتم تمشيط المناطق المحيطة بها، كما تم التأكيد على عدم ترك السيارات بالقرب من الكنائس وعدم حمل الألعاب النارية أو الشماريخ أو المحدثات الصوتية أثناء الدخول إلى الكنائس.
الاحتفالات تشمل الصلوات والتراتيل الدينية وأنشطة للأطفال والعائلات
ففى محافظة المنيا، قال مايكل وديع، أحد المواطنين، إن الاحتفالات بأحد الشعانين تشمل الصلوات والأغانى والتراتيل الدينية وتزيين الكنائس بالأزهار والأشجار وسعف النخيل والزيتون، ويحرص المحتفلون على تناول وجبات خفيفة مثل الفطائر والكعك والحلويات الخاصة بالمناسبة، كما يتم توزيع سعف النخيل والزيتون على الحضور بعد الصلوات.
وقال بدر أنور إن الجميع يحرص على المشاركة فى الاحتفالات بأحد الشعانين داخل وخارج الكنائس، لأهمية سعف النخيل والزيتون كرمز للانتصار على الموت والظلمة، وللدلالة على حب الله ورحمته تجاه البشرية.
وفى القرى يحرص الأهالى على حمل سعف النخيل وأغصان الزيتون ويردّدون التراتيل الدينية، كما يتم إطلاق الألعاب النارية والألعاب الشعبية فى بعض المناطق، كما تُنظم بعض الكنائس فعاليات ترفيهية ونشاطات للأطفال والعائلات، مثل الألعاب والمسابقات والأنشطة الفنية.
وقال مينا أبانوب، البالغ من العمر 29 عاماً، إنه يحرص على لقاء أصدقائه لمدة يومين فى كل عام بمدينة المنيا، لتصنيع المطارح والصلبان، وفقاً لتقليد ورثوه من آبائهم وأجدادهم، مضيفاً: «جميع من يصنعون السعف يعملون فى مهن أخرى، لكنهم تعاهدوا أن يحافظوا على هذا التقليد، إذ يشاركون فى العمل وجمع الأموال وشراء السعف من الحقول وبعد بيع منتجاتهم، يقومون بتقسيم الأرباح بالتساوى».
ويصنع جرجس، 42 عاماً، أشكالاً مختلفة من السعف معظمها تتميز بالطابع القبطى مثل الصلبان والمطارح والقرابين، حيث يشير إلى أن حركة البيع تراجعت فى السنوات الأخيرة لارتفاع أسعار السعف وتكاليف النقل، إلا أن بعض الأطفال يحرصون على شراء السعف خلال احتفالات أحد الشعانين، رغم تراجع المكاسب، إلا أنه يحرص على الاحتفاظ بهذا التقليد الذى ورثه عن آبائه وأجداده.
وفى أسيوط، احتفل الأقباط بأحد الشعانين وبدء أسبوع الآلام، بصلوات طقس الشعانين بالأديرة والكنائس المنتشرة على مستوى مراكز ومدن المحافظة، بحضور الآلاف من الإخوة الأقباط، وانتشر بائعو السعف بالميادين والشوارع وبمحيط الكنائس لبيع الأشكال المختلفة التى صمموها من سعف النخيل، احتفالاً بحد السعف.
وفى مشهد مبهج بشوارع أسيوط، زيّنت مشغولات السعف منازل الإخوة الأقباط والمحال، تزامناً مع انتشار زينة وفوانيس شهر رمضان المبارك وسط جو من فرحة أبناء الشعب الواحد بالأعياد المختلفة وتبادل التهانى كون أحد السعف ذكرى دخول المسيح إلى القدس، ويُسمى «أحد الشعانين» أو الزيتونة.
وترأس الأنبا يوأنس، أسقف أسيوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، صلوات قداس «أحد الشعانين» فى كاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بحى شرق أسيوط، بحضور آباء كهنة الكنيسة والشمامسة والمصلين، وترأس القمص تادرس الأورشليمى، أمين دير السيدة العذراء مريم بدير الجنادلة بجبل الغنايم، الصلوات وتم تنظيم دورة أحد الشعانين بفناء الدير وسط تعالى زغاريد السيدات.
وحول طقوس سعف حد الشعانين، قال شنودة موسى، أحد بائعى السعف الذى جاء من إحدى قرى مركز الفتح بمحافظة أسيوط لبيع منتجاته، إنه يأتى كل عام إلى مدينة أسيوط هو وبعض البائعين لعمل مشغولات من سعف النخيل زى الصليب والقلوب والتاج ويقبل المواطنون من الأقباط على شرائه كونه يرتبط بعيد حد السعف وتعتبر مناسبة عظيمة يحرص الأقباط على شراء سعف النخيل ووضعه بالمنازل بصحبة الأطفال لدخول الفرحة والسرور.
من جانبها، كثفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسيوط وجودها بمحيط الكنائس والأديرة بمختلف أنحاء مراكز ومدن المحافظة لتأمين احتفالات الأقباط بحد السعف غداً الأحد، وكذلك نشر الكمائن الثابتة والمتحركة بالميادين ومداخل ومخارج المحافظة لتأمين احتفالات الإخوة الأقباط.
وتبدأ فترة أسبوع الآلام من الأحد، حيث يتم تزيين الكنائس بالأشجار والأزهار، ويحتفل المسيحيون بدخول المسيح إلى القدس، ثم الخميس الأسود، وهو اليوم الذى يتم خلاله احتفال المسيحيين بالعشاء الأخير الذى تناوله المسيح مع تلاميذه، ويتم خلاله غسل أرجل الحضور والتذكير بأهمية الخدمة والتضحية.
ويشمل الأسبوع الجمعة الطويلة، وهو اليوم الذى توفى فيه المسيح على الصليب، ويتم خلاله الصلاة والتذكير بمعاناته وألمه، ثم السبت العظيم، وهو اليوم الذى يتم خلاله الاحتفال بوضع المسيح فى القبر، ويشهد اليوم الصلاة والتأمل فى الصلب والقيامة.
وعقب ذلك يتم الاحتفال بعيد القيامة بعد أسبوع من الآلام، ويتم خلاله تبادل التهانى وتناول الأطعمة الخاصة بالعيد والتجمّع مع العائلة والأصدقاء.