أحمد رزق: مسلسل «حضرة العمدة» مليء بالغموض والتشويق.. وشخصية «جلال الفارس» مركّبة
أحمد رزق
نجاح كبير حققه الفنان أحمد رزق فى موسم دراما رمضان لهذا العام، من خلال شخصية «جلال الفارس» التى يُجسدها داخل مسلسل «حضرة العمدة»، حيث يطل على جمهوره بشكل جديد ومختلف، يتسم بالشر والقوة وإعلاء المصلحة الخاصة على العامة، فقد حظى بردود فعل واسعة منذ الحلقات الأولى.
الفنان أحمد رزق يتحدث خلال حواره مع «الوطن» عن تجربته فى مسلسل «حضرة العمدة» وتجديد تعاونه مع «روبى» بعد غياب 23 عاماً، وكذلك الحديث عن تجربته مع الثنائى إبراهيم عيسى وعادل أديب، وكواليس التحضير لشخصية «جلال الفارس»، كما يتطرق إلى أسباب غيابه عن السينما، وتفاصيل تجربته الجديدة مع الفنانة إسعاد يونس خلال الفترة المُقبلة، وإلى نص الحوار
فى البداية حدثنا عن ردود فعل الجمهور حول شخصية «جلال الفارس» فى مسلسل «حضرة العمدة».
- سعدت بكل ردود فعل الجمهور الحمد لله منذ اليوم الأول للمسلسل، والتى فاقت التوقعات، حيث كان هناك تفاعل مع شخصية «جلال الفارس» بشكلٍ مميز، خاصة أن التجربة جديدة ومختلفة علىّ، وبها مساحة من الشر نوعاً ما، لذلك أعتقد أنّ الدور كان مفاجئاً بالنسبة لهم، كون الأحداث بشكلٍ عام مليئة بالغموض والإثارة والتشويق، تحمل بصمات إبراهيم عيسى، المعروف عنه الكتابة باحترافية شديدة، والتناول المختلف للقضايا المجتمعية، ولمست ذلك من خلال المُتابعين، سواء فى الشارع أو عبر منصات التواصل الاجتماعى، وأتمنى أن أكون دوماً على قدر تلك الثقة والمسئولية، خاصة أننى حريص دوماً على انتقاء تجاربى الفنية بعناية شديدة، احتراماً لجمهورى.
وما الذى دفعك للمُشاركة فى «حضرة العمدة»؟
- فى الحقيقة هناك أكثر من سبب دفعنى للمُشاركة فى المسلسل، أولاً إعجابى الشديد بالقصة والسيناريو، منذ القراءة الأولى للمشروع، عندما عرض علىّ المنتج ريمون مقار الوجود فى العمل، وشرح لى الفكرة بشكلٍ سريع، خاصة أننى وقتها لم أكن موجوداً فى مصر، كما أرسل لى 15 حلقة تقريباً للقراءة والاطلاع وتحديد موقفى من المُشاركة، وفوجئت بحالة الإثارة والتشويق الموجودة فى الشخصية وكذلك باقى الشخصيات، وكنت أقرأ بأريحية شديدة وفى حالة استمتاع، إذ إننى وقعت فى غرام العمل، ووافقت على العرض فوراً، كون العمل مليئاً بالأحداث التشويقية برصده للعديد من القضايا المجتمعية المهمة، فضلاً عن أنها التجربة الأولى التى تجمعنى مع المنتج ريمون مقار، من خلال شركة «فنون مصر»، كذلك تحمست للمُشاركة لوجود المخرج عادل أديب، وكذلك الكاتب إبراهيم عيسى، الذى يطرح دوماً قضايا مختلفة وأحداثاً دسمة وثرية ومليئة بالمفاجآت عبر أعماله.
وماذا عن كواليس فترة التحضير للشخصية؟
- بجانب القراءة الجيدة للسيناريو، جمعتنى جلسات عمل مكثفة مع الكاتب إبراهيم عيسى وكذلك المخرج عادل أديب، للوقوف على تفاصيل الشخصية، وكذلك الشكل الذى تظهر به على الشاشة، وكذلك التعرف على أبعادها النفسية والاجتماعية وعالمها الخاص، كون الشخصية مركّبة وثرية ومحورية، حيث إنّ شخصية «المستشار جلال الفارس» المحامى ذى الأصول الريفية وصاحب النفوذ الواسع والذى لديه العديد من المصالح الخاصة التى يسعى للحفاظ عليها طوال الوقت، جديدة علىّ تماماً ولم يسبق لى تقديمها عبر شاشات التليفزيون خلال مشوارى الفنى كله.
عادل أديب له بصمة فنية خاصة
وكيف ترى تجربتك مع المخرج عادل أديب فى «حضرة العمدة»؟
- سعدت بالتعاون معه لأقصى درجة، كونه يهتم بأدق التفاصيل، ويسعى دوماً لخروج المشهد بشكلٍ مميز واحترافى، وله بصمة فنية خاصة، وذلك ساعد على وجود أجواء أسرية مليئة بالود والاحترام والتعاون داخل الكواليس، فالجميع يعمل على قلب رجل واحد، ويجمعهم هدف تقديم مسلسل اجتماعى مميز، يدعم المرأة، ويُسلط الضوء على عدة قضايا تُشكل ناقوس خطر فى المجتمع.
وماذا عن تجربتك مع الفنانة روبى داخل العمل؟
- سعيد جداً بالتعاون معها مُجدداً، خصوصاً أنّ «حضرة العمدة» يجمعنى بها بعد مرور 23 عاماً تقريباً على تجربتنا الأولى «فيلم ثقافى»، فأنا أعتبرها بمثابة أخت وصديقة لى، وهى مجتهدة فى عملها بشكلٍ كبير وعلى قدر عالٍ من الالتزام والاحترافية وكذلك الهدوء داخل الكواليس، إذ إنها تخطو خطواتها بطريقة مدروسة ومميزة، وأتمنى بالتأكيد تجديد التعاون معها فى مزيد من الأعمال على مستوى السينما والتليفزيون خلال الفترة المقبلة.
فى رأيك، ما الذى يميز «حضرة العمدة» وجعله يحظى باهتمامات الجمهور طوال عرضه فى رمضان؟
- أعتقد أنّ أبرز ما يُميز «حضرة العمدة» أنه ثرى جداً فى القضايا الاجتماعية التى يتناولها، فالقضايا لا تستهدف فئة مجتمعية دون غيرها، أو منطقة دون الأخرى، فالعمل يُسلط الضوء على العديد من المشكلات للتصدى لها والتوعية بمخاطرها، مثل الهجرة غير الشرعية، وختان الإناث، وزواج القاصرات، وتوظيف الأموال، علاوة على القضية الرئيسية وهى تمكين المرأة، وكذلك مناقشة تأثير تولى سيدة منصباً وكيف ينعكس ذلك على المجتمع والتحديات والمعوقات التى تقف أمام منح المرأة المساحة والفرصة للتأثير فى مجتمعها.
«تمكين المرأة» دفعنى للمُشاركة فى رمضان ولا أشغل بالي بفكرة المنافسة ولا فكرة البطولة المطلقة
هل تدعم فكرة تمكين المرأة بالمجتمع؟
- بكل تأكيد، أدعم فكرة تمكين المرأة وتوليها المسئولية، وأنا مؤمن بذلك جداً، فهى أساس المجتمع، ولها دور فعال فيه وكذلك داخل الأسرة وفى كل شىء.
هل ينشغل أحمد رزق بالمنافسة فى رمضان باعتباره الموسم الدرامى الأضخم على مدار العام؟
- لا أشغل بالى إطلاقاً بهذه الفكرة، بقدر اهتمامى بقيمة الموضوع الذى أقدمه، فأنا أعتبر نفسى مُمثلاً يرتبط بفنه بشكلٍ كبير جداً، ويسعى لتطوير نفسه وموهبته طوال الوقت، تقديراً واحتراماً لجمهورى، كما أننى لا أشغل بالى بفكرة البطولة المطلقة أو غيرها، والأهم بالنسبة لى قيمة العمل نفسه، لذلك لا أحب كلمة «المنافسة»، فأنا أنافس نفسى فقط.
ما رأيك فى البطولة الجماعية داخل «حضرة العمدة»؟
- أعتقد أنها تجربة حققت مردوداً ونجاحاً كبيراً، وثرية للغاية، حيث إنّ فكرة الاستعانة بعدد كبير من النجوم ومن أجيالٍ فنية مختلفة، تضفى قيمة كبيرة للعمل، خاصة فى ظل وجود سميحة أيوب وأحمد بدير وصلاح عبدالله ولطفى لبيب، وأظن أنّ هذا توجه داخل شركة «فنون مصر» وليست التجربة الأولى لهم فى ذلك، حيث يحرصون من خلال أعمالهم على الدفع بعدد كبير من النجوم ومن أجيال فنية مختلفة، بجانب منح الفرصة للأجيال الجديدة من الشباب ذوى المواهب العالية.
بشكل عام.. ما رأيك فى موسم دراما رمضان 2023؟
- موسم درامى ثرى ومتنوع جداً، ما بين الدراما، والأكشن، والكوميدى، والاجتماعى، والتاريخى، والدينى، وحتى دراما وطنية وغيرها، فأنا سعيد جداً بالمشهد الدرامى الحالى، كونه يعود بالأثر الإيجابى على الصناعة بشكلٍ عام، ويجذب فئات الجمهور المختلفة، وأرى أنّ الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بذلت جهوداً ضخمة لخروج الموسم بمستوى عالٍ من الاحترافية والتميز.
غيابي عن السينما ليس مقصودا
وبالانتقال إلى السينما.. لماذا سجلت غياباً نوعاً ما فى السنوات الأخيرة؟
- فعلاً آخر تجاربى السينمائية كانت من خلال فيلم «200 جنيه» الذى عُرض عام 2021، وهذا الغياب ليس مقصوداً، فأنا أبحث دوماً عن القصة الجيدة والسيناريو المختلف والمميز لأطل به على جمهورى، فأنا أعشق السينما بشكلٍ كبير، وأدقق فى اختياراتى، حفاظاً على النجاحات التى حققتها على مدار السنوات الماضية فى أفلامى، فلا يمكن المُشاركة فى فيلم ما بهدف الوجود فقط، فيجب أن تجذبنى الفكرة وأتحمس لها وتستفزنى لتصويرها.
هل هناك عروض سينمائية جديدة؟
- هناك مشروع سينمائى مرتقب خلال الفترة المُقبلة، فأنا خلال العامين الماضيين، تلقيت عشرات الأعمال للمشاركة بها، لكن اعتذرت عنها جميعها كونها دون المستوى، وأعتقد أنّ اعتزازى الشديد بتجربتى فى فيلم «الممر» جعلنى أدقق فى اختياراتى السينمائية بشكلٍ استثنائى.
«عصابة عظيمة» يجمعني بإسعاد يونس
وماذا عن تفاصيل فيلمك الجديد الذى يُعيدك للسينما بعد غياب عامين؟
- فيلمى الجديد يحمل اسم «عصابة عظيمة» من إخراج وائل إحسان، وتأليف هاجر الإبيارى، والمفاجأة أنه من بطولة الفنانة الجميلة إسعاد يونس، حيث يُعيدها هذا العمل إلى البطولة السينمائية بعد غياب سنوات، كما أنه من إنتاجها أيضاً، ويُشاركنا البطولة عدد كبير من الفنانين، منهم حمدى الميرغنى، وهنادى مهنا، وأسماء أبواليزيد، ومحمد محمود، وعمرو وهبة، بينما العمل ما زال فى مرحلـة التحضيرات حالياً، وموعد التصوير لم يُحـدد بعد، حيث إنّ العمل تدور أحـداثه فى إطار كوميدى اجتماعى، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور فور طرحه فى السينما
عادل أديب
أود توجيه الشكر للمخرج عادل أديب على اهتمامه بكل صغيرة وكبيرة أثناء التصوير، فهو لم يدخر مجهوداً فى سبيل خروج المسلسل بأفضل صورة ممكنة، كما أنه مخرج يهتم بالممثل ويحبه ويسعى لإبراز أجمل ما لديه من أداء، وعن نفسى أحب التعاون مع هذه النوعية من المخرجين لأنهم يضيفون لى ويحفزوننى على تقديم الأفضل دوماً، ما ينعكس بالتبعية على إرضاء الجمهور الذى يحب مشاهدة الممثلين فى أدوار مختلفة وجديدة.