أبناء «وادي النيل» في حماية «أم الدنيا»
المواطنين السودانيين
مع تسارع التطورات الأخيرة فى السودان، لم تترك مصر تحركاً لاحتواء الأزمة إلا وسارت فيه، بينما كان هناك تحرك عاجل وضرورى شرعت فى إنجازه بكفاءة ومسئولية، تمثل فى العمل على إجلاء المواطنين المصريين المتضررين من الاشتباكات المسلحة فى السودان، ومساعدة الرعايا الأجانب على الانتقال إلى بلدانهم عبر مصر، فضلاً عن تسهيل دخول المواطنين السودانيين الفارين من مناطق النزاع، وتقديم المساعدات اللازمة لهم فى مصر.
على المستوى السياسى، واصلت مصر جهودها للحفاظ على أمن واستقرار السودان والحفاظ على كيان الدولة ووحدة الأراضى السودانية، والاحتكام للغة الحوار، والحرص الدائم على دعم البلد الشقيق إقليمياً ودولياً، انطلاقاً من الارتباط الوثيق للأمن القومى المصرى والسودانى والروابط التاريخية لشعبى وادى النيل.
عودة الاستقرار إلى السودان لا شك تصب فى صالح دول الجوار والإقليم، بل والعالم كله، وفى المقدمة مصر التى أكدت فى أكثر من مناسبة أن السلاح لن يحل الأزمة، وأن وقف إطلاق النار والتهدئة والتوافق بين الأطراف السودانية هو السبيل الأكيد للحفاظ على الدولة السودانية، وهو الدور الذى تؤديه مصر بحكمة ومسئولية عن طريق مساندة دول الجوار فى الضغط والتأثير على الأطراف السودانية بالشكل الذى يسهم فى إنهاء الأوضاع القائمة وبدء مرحلة جديدة من التهدئة والاستقرار، وقطع الطريق على أى تدخل خارجى.
دور تاريخى تضطلع به مصر مع السودان، حيث تربط الدولتان علاقات وثيقة وتاريخية وجذرية، مرت بمحطات ومنعطفات حرجة فى كثير من المراحل التاريخية، لكنها لم تؤثر أبداً على وحدة شعبَى وادى النيل الباقية دوماً طالما بقيت المياه فى هذا النهر العظيم تروى الأخوَّة والعروبة من معين واحد.