منى تعيد تدوير بواقي الأقمشة والملابس المستعملة لتنفيذ موديلات عصرية
منى وصفي
من قصاصات الأقمشة والملابس المستعملة استطاعت ابنة دمياط أن تدخل في تعداد قائمة السيدات الموهوبات المكافحات، وتكون قدوة للأخريات، إذ واجهت صعوبات الحياة برفقة زوجها، وتعلمت فن الخياطة وأصبحت من أشهر مصممات الملابس في المحافظة.
منى وصفي، 35 عاما، من قرية الشيخ درغام بدمياط، لها قصة كفاح مع قصاصات الأقمشة والملابس المستعملة، حيث تعلمت التفصيل والخياطة منذ طفولتها، ولكنها تزوجت من صياد وأنجبت طفلا وأصبحت ربة منزل، وتركت الخياطة لفترة طويلة ثم عادت إليها لتكون من أشهر مصممات الملابس من إعادة التدوير.
ظروف عمل زوجي بالبحر وغيابه كان سببا لفكرة المشروع من البداية
وتحكي منى لـ«الوطن» قصة كفاحها، قائلة: «يعمل زوجي بالصيد وهي حرفة تجعله يغيب بالأيام والأسابيع في البحر، كما أن دخلها غير مستقر، فيوما يزداد الرزق ويوما لا، فجاء يوم العيد وزوجي في رحلة صيد طويلة وكنت أحتاج ملابس لابني كبقية الأطفال فصممت له من ملابس زوجي المستعملة ملابس جديدة، لن يصدق أحد أنها من صنع يدي وأنها إعادة تدوير، من وقتها وطلب مني الأقارب والأصدقاء والجيران أن أصنع لهم وأعيد تدوير الملابس المستعملة، وفرح بي زوجي لأنه يعلم مدى حبي للخياطة والتفصيل فاقترحت عليه أن أفتح مشروعا صغيرا أقضي فيه وقت فراغي وأساعده على أعباء المعيشة».
زوجي أكبر داعم لي
وأضافت: «وافق زوجي وشجعني لأني أحب حرفتي كثيرا، وذاع صيتي داخل القرية والقرى المجاورة في إعادة التدوير فياتي إلى السيدات بملابسهن المستعملة لأعيد تدويرها بتصميمات جديدة لأبنائهن».
إنتاج شنط صديقة للبيئة من شباك الصيد
لم تكتف منى بالعمل بمفردها في إعادة تدوير الملابس المستعملة، بل دربت غيرها من السيدات على فن الخياطة، قائلة: «أراد عدد كبير من السيدات التعلم، ولن أتردد لحظة لأعلمهن إعادة تدوير الملابس، لمساعددة أزواجهن كما فعلت، ولكني طورت من نفسي عندما ذهبت لمشروع مدن صديقة للنساء، لأتعلم الجديد بدأت استخدم شباك الصيد والقصاصات من بواقي المصانع، لإنتاج شنط صديقه للبيئة، مصاف إليها الصدف لتعطي الطابع الساحلي وتعبر عن الهوية البصرية لبلدنا».
ابنة دمياط: برنامج «ابدأ» مشروع أهلني لمسابقة رواد أعمال دمياط
شاركت منى بتلك المنتجات في معارض المجلس القومي للمرأة بدمياط وخارج دمياط، حتى أشاد الجميع بمنتجاتها، موضحة: «محدش صدق إنها إعادة تدوير»، وأضافت التحقت ببرنامج «ابدأ» مع المجلس القومي للمرأة وجهاز تنمية المشروعات ومنظمة العمل الدولية.
واختتمت: «خضت تجربة المشاركة في مسابقة رواد أعمال دمياط بمشروع مصنع ملابس قائم على إعادة تدوير هادر أقمشة المصانع والملابس القديمة، وتأهلت إلى مرحلة النهائيات ولكن لن يحالفني الحظ في الفوز لرهبة الوقوف أمام لجنة التحكيم، ولكني تعلمت كثيرا من هذه التجربة، ولن أمل في السعي لتحقيق حلمي لفتح هذا المصنع الذي أطمح أن أديره وأضم إليه سيدات دمياط، ولفتح فرص عمل حقيقية من ناحية، ومن أخرى لتقليل المخلفات وتحويلها إلى منتجات صديقة للبيئة وبأسعار مخفضة وبمنتج محلي لتقليل الشراء المستورد».