تقف «أم فرحة» في سوق المدبح بالسيدة زينب، ويجلس زوجها إلى جوارها على كرسي بسبب مرضه، لتنادي بأعلى صوتها على بضاعتها، من «الممبار والكرشة والكلاوي والعكاوي والكبدة»، بأسعار تنافسية وجودة نظافة عالية، ليتهافت الزبائن على الشراء.
تعمل «أم فرحة» في مهنة الجزارة منذ 20 عامًا، إذ تعلمت المهنة من زوجها، وقررت أن تساعده بسبب عدم قدرته على العمل بشكل متواصل، خاصة بعد تعرضه لحادث سير أثر على عظامه بطريقة سلبية، ومن هنا تشبعت بأسرار المهنة، لتمسك السكين في يدها، وتتعلم الذبح والتقطيع و«التشفية»، بحسب حديثها لـ«الوطن»: «الحمد لله اتعلمت كل حاجة، كان لازم أقف جمب جوزي في تعبه».
تنفق «أم فرحة» على بناتها الأربعة
تحاول «أم فرحة» القيام بمهام عديدة للإنفاق على بناتها الأربعة، دون مساعدة أحد، تربي الجاموس والبقر وتوفر له مرعى جيدا، وتبيع جزءا منها والبقية للذبح والتقطيع، ثم تذهب إلى «النصبة» المخصصة لها مع زوجها في سوق السيدة زينب، تنادي على الحلويات وتبيع كيلو الممبار بسعر 100 جنيه، والكرشة بـ50 جنيها، والكلاوي بـ100، أما العكاوي بـ180 جنيها، والكبدة 250 جنيها: «ببيع كل حلويات المدبح حتى الفشة ولحمة الرأس والأوزي، والحمد لله الحاجات دي ليها زباينها».
السر في جودة منتجات «أم فرحة»
تجذب «أم فرحة» الزبائن من خلال جودة المنتجات، إذ ترتدي القفازات وتقطع اللحمة بأنواعها، وتنظف الممبار والكرشة، في المياه والملح والليمون، مما يقضي على الروائح غير المستحبة التي تصدر منها :«لما الزبون يجي يشتري بحط الكرشة تحت سناني، عشان يعرف إن هي متنضفة والحاجة موثوق فيه ومضمونة، أما الفشة لازم تكون زي السفنج وناشفة، مفهاش أي مية خالص».
تعليقات الفيسبوك