أطباء صحة نفسية: يجب تغيير فكر المجتمع تجاه أطفال «دور الرعاية»
«مكى»: وسائل الإعلام عليها دور كبير لمجابهة التنمر
إيمان
أكد عدد من أطباء الصحة النفسية أهمية دور وسائل الإعلام فى التوعية بمخاطر التنمّر وتأثيره السلبى على الفرد والمجتمع، إذ قال أحمد مكى، استشارى الأمراض النفسية، إن تعرّض الأطفال للتنمر له عواقب كبيرة قد تكون مأساوية أحيانا.
وأوضح أن الظاهرة أصبحت فى حالة متنامية، رغم جهود التصدي لها، وباتت مصدر قلق متزايد فى ظل انتشارها بالشارع والمدرسة والمنزل، كما أنها ازدادت مع زيادة وصول الأطفال إلى وسائل التواصل الاجتماعى التى أسهمت فى انتشار هذا السلوك السلبى الذى يعود على الطفل بعواقب وخيمة تؤثر فى ذاته أو مزاجه أو ثقته بنفسه أو علاقاته مع الآخرين، كما يمكن أن يسبّب سلوك التنمر مشكلات أو إصابات جسدية أو ضائقة نفسية، معتبراً أنها ظاهرة تستمر آثارها السلبية مدى الحياة، لذا على الآباء والأمهات مساعدة أطفالهم لرفض التنمر.
ووصف استشارى الأمراض النفسية والعصبية خلال حديثه مع «الوطن» مبادرة «ضمة مش فصلة» بأنها جزء من جهود الدولة فى الاهتمام بوعى المواطنين وصحتهم.
واعتبر أن العمل على تعديل السلوكيات بين الأطفال والاهتمام بدحر التمييز والوصم الاجتماعى بالغ الأهمية ويرفع عنهم شعور الوحدة، خاصة أطفال الرعاية الاجتماعية الذين يعانون من جوانب كثيرة وتغيير الفكر الخاطئ والسائد عنهم يُحقق لهم الاستقرار الذاتى وإنقاذهم من الشعور باليأس والإحباط.
وفى السياق نفسه، قالت استشارى الطب النفسى الدكتورة إيمان الريس إن ظاهرة التنمر موجودة بين غالبية الأطفال وبأشكال مختلفة مع اختلاف المسميات، فيأتى التنمر أحياناً تحت اسم «التريقة» أو السخرية والدعابة، وهذا يحتاج إلى العمل على وعى الطفل ليرفض أن يمارس التنمر أو يصده، لأن المتنمر يعرف جيداً الشخصية التى سيمارس عليها التنمر ويختارها من بين الشخصيات، وهى الشخصية الضعيفة، وقليلة الثقة بالنفس، ويبدأ فى مضايقتها ويمارس عليها أفعال الإيذاء أحياناً تصل إلى العنف والاضطهاد.
وأضافت، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن ظواهر العنف والتمييز والتنمر فى مجتمعنا أصبحت تنتشر بشكل كبير والحملات التى تطلقها وزارة التضامن ومؤسسات الدفاع الاجتماعى بشأن تلك الظواهر سيكون لها صدى كبير وندعمها مثل كل المبادرات والحملات الإعلامية لرفع الوعى المجتمعى والتعريف بخطورة هذه الظواهر التى تحتاج إلى تحدٍّ كبير لمواجهتها وتوعية الناس بقضايا «أطفال الرعاية».
وتابعت «الريس»، فى حديثها، قائلة إن وسائل الإعلام لها الغلبة والسيطرة على توعية الأطفال ونحن فى حاجة إلى تغيير الوصمة التى يقوم بها المجتمع تجاه عدد كبير من القضايا التى تخص أطفال الرعاية الاجتماعية أو البالغين.