بليغ حمدي
«حاسيبك للزمن لا عتاب ولا شجن، تقاسي م الندم وتعرف الألم، تشكي مش حاسأل عليك، تبكى مشغ حارحم عنيك».. بتلك الكلمات شدت أم كلثوم كلمات من أجمل أغانيها التي كانت من تلحين الموسيقار الكبير رياض السنباطي، ولا يعلم كثيرون أنها كانت من نصيب الراحل بليغ حمدي ليلحنها، الذي رفض تقديمها لسبب يعد رومانسيا بعض الشيء.
وتزامنا مع ذكرى رحيل الموسيقار بليغ حمدي، الذي مر على وفاته نحو 30 عاما، لا يمكن أن ننسى توضيحه عن سبب رفضه تلحين أغنية أم كلثوم، التي كانت من كلمات صديقه محمد عبدالوهاب، حيث قال في لقاء نادر إن كلمات الأغنية تعد بالنسبة له «قسوة على الحبيب»، على حد قوله.
وأوضح بليغ حمدي في لقاء نادر: «إزاى حبيب يقول لحبيبه هسيبك للزمن.. إبكى مش هسأل عليك اشكى مش هرحم عينيك.. أنا مقدرش أقول كدة لحبيبي مهما حصل.. الحب حنية مش قسوة وعلشان كدة رفضت تلحين الأغنية لأني مقتنتعتش بكلامها».
وتعاون بليغ حمدي، مع الفنانة الراحلة أم كلثوم، ولحن عددا من الأغاني وصل عددها إلى 11 أغنية، ومنها «حب إيه» من كلمات عبد الوهاب محمد 1960، و«أنساك» من كلمات مأمون الشناوي.
وكان بليغ حمدي يرى أن الفنان لا يموت بسبب أعماله التي يرتكها، إذ قال في لقاء نادر أعيد عرضه على قناة «ماسبيرو زمان»: «الفنان لا يموت لأن طول ما أغانيه في التليفزيون والراديو موجودة هو باقي وكل حد اشتغلت معه عمل فنى هو أنا ولو بعت لحد فيهم جواب هقوله ازيك يا أنا لأنه عاش معايا فترة».
ويعد بليغ حمدي، من مواليد شبرا بالقاهرة عام 1931 ﻷب عالم في مجال الطبيعيات وحائز على جائزة الدولة، أحب الموسيقى والعزف على العود منذ الصغر، وطلب من والده عود وهو لا يزال في الثامنة من عمره.
وحاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي لكنه لم يستطع لصغر سنه حينئذ، درس الموسيقى في مدرسة عبدالحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، كما التحق بكلية الحقوق التي كانت عامرة باﻷنشطة الفنية.
وبعد رفضه من اﻹذاعة، سجل أغاني لصالح بيضا فون للأسطوانات، كما شارك بالتلحين والغناء في فرقة ساعة لقلبك، وبعدها عمل ملحنًا مع الفنان محمد فوزي في شركته نصر فون.
وأثرى الحياة الفنية بمشاركاته الموسيقية وألحانه في العديد من الأعمال الفنية، ومن أبرز الأفلام التي لحن موسيقاها (شوارع من نار، العمر لحظة، مسافر بلا طريق، شيء من الخوف، آه يا ليل يا زمن).
كما ألف الموسيقى لمسلسلات (ليلة القبض على فاطمة، بوابة الحلواني، محمد رسول الله).
وتوفي بليغ حمدي في مثل هذا اليوم من عام 1993.
تعليقات الفيسبوك