محمد الكحلاوي.. «شيخ المداحين»
محمد الكحلاوي
هب صوته فى حب النبى وقضى أكثر من نصف حياته فى مدح المكمّل، فأحبه الناس لصدق مشاعره وأطلقوا عليه «مداح الرسول»، محمد الكحلاوى واحد من أشهر من مدحوا النبى، فلم يكن مُنشداً دينياً فى بداية حياته، بل كان مطرباً وممثلاً قبل أن يتّجه إلى عالم الغناء الدينى، ويقرّر التفرّغ للمديح النبوى، ولم يغنِّ سواه، واشتهر به حتى لقّبه البعض بـ«شيخ المداحين».
اسمه بالكامل محمد مرسى عبداللطيف، وُلد فى منيا القمح بمحافظة الشرقية، فقد والدته مبكراً بعد أن توفيت أثناء ولادته، ولم يكد يكمل عامه الثانى من عمره حتى فقد والده، وهنا تناقلته عائلته بينها حتى أصبح عمره 3 سنوات، لتكون هذه المرحلة العمرية هى المحطة التى غيّرت مسار حياته، لكونه استقر مع خاله الفنان محمد مجاهد الكحلاوى فى حى باب الشعرية الشعبى بالقاهرة، والذى أثّر فيه كثيراً.
تمكّن محمد الكحلاوى من حفظ القرآن الكريم مجوداً، وهو لم يكد يكمل عامه السادس، ليُقرر خاله أن يُلحقه بالتعليم الأزهرى، وتمكن خلال تلك المرحلة من إتقان اللغة العربية، وضبط مخارج الحروف واستيعاب الشعر العربى، الأمر الذى مكّنه من إلقاء الشعر والمدائح النبوية ببراعة منقطعة النظير.
برزت موهبة «الكحلاوى» بشدة فى الغناء والتمثيل، قبل أن يُقرر الاكتفاء بالغناء الدينى ومدح النبى، فقدَّم مئات الأغانى التى تنوعت بين إنشاد وسيرة ومدح، ومن أشهر أغانيه «مدد يا نبى، قاصدك وأنوى أتوب، لاجل النبى، ويا قلبى صلِّ على النبى»، ومن أروع ألحانه الدينية الملحمة النبوية، تلك التى غنّاها بصوته وبرع فيها بشدة، ولحن «الكحلاوى» أكثر من 600 لحن دينى من مجمل إنتاجه الذى قارب 1200 لحن.