«الوطن» تحتفي بذكرى مولد النبي.. مدد يا رسول الله (ملف خاص)
مواكب الصوفية تجوب المحافظات احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف
«وأجمل منك لم تر قط عينى.. وأكمل منك لم تلد النساء»، من حسان بن ثابت، شاعر الرسول، إلى أحمد شوقى، أمير الشعراء، تبارى المادحون فى مدح خير الخلق «سيدنا محمد»، كامل الذات، وجميل الصفات.. اصطفاه ربه رحمة للعالمين، فكان قرآناً يمشى على الأرض، وهيئته تمام الخِلقة والجمال، ورسالته الحب، وغايته مكارم الأخلاق، يبدر التسامح والرحمة أينما حلَّ وارتحل.
بين شعاب «مكة» كان الميلاد فسعدت به الكائنات.. وفى المدينة كان الوداع وروضة من رياض الجنة.. وفى مصر كان العشق والحب والمدد والعترة المطهرة.. هنا يستفتح المصريون صباحاتهم بالصلاة على النبى، ويتباركون بها فى البيع والشراء، وفى شدتهم ورخائهم تلهج ألسنتهم بذكره.. توارثوا الاحتفاء بميلاده قرناً بعد قرن، فتعددت فى حُبه السبل.. أفراح ومدائح وحلقات ذكر ومجالس علم ومواكب تجوب البلاد، وحلوى للمولد يتشارك فيها مسلمون وأقباط.
أحبَّ أهل مصر نبى الإسلام دون أن يروه، فأنعم الله عليهم بأن تكون المحروسة مقاماً ومأوى لطيفاً واسعاً لآل البيت الكرام، بدءاً من السيدة زينب، وأخيها الإمام الحسين، والمُعلمة الكبرى السيدة نفيسة، وغيرهم كثيرون توافدوا على مصر، حتى قالت «ستنا» السيدة زينب: «يا أهل مصر.. نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله»، وتظل هذه الدعوات المباركات حصناً حامياً للمصريين من كل سوء.
«مدد يا رسول الله».. دعاء ورجاء وأمل، بأن يمدنا المولى عز وجل بمدد رسوله الكريم، ويفيض علينا من بركاته فى هذه الأيام المباركة. و«الوطن» إذ تحتفى اليوم بذكرى مولد النبى الأكرم، فإنها تقدم لقارئها عدداً خاصاً تستعرض به المكانة الخاصة للنبى فى وجدان المصريين، وكرامته مع المحروسة، ووصيته بحسن معاملة أهلها، ونسبه وحسبه فيها، وتشريف عترته المطهرة لأرضها، وطقوس المصريين فى محبتهم، مع مساهمات لعلماء وأكاديميين استلهموا فى مقالاتهم المعانى السامية للذكرى العطرة وصفات الرحمة المهداة للعالمين.
البردة الشريفة
محمدٌ سيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْنِ.. والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ
نبينَّا الآمرُ الناهى فلا أحدٌ.. أبَرَّ فى قَوْلِ «لا» مِنْهُ وَلا «نَعَمِ»
هُوَ الحَبيبُ الذى تُرْجَى شَفَاعَتُهُ.. لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ.. مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
فاقَ النبيينَ فى خلْقٍ وفى خُلُقٍ.. ولمْ يدانوهُ فى علمٍ ولا كَرَمِ
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ.. غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ.. من نقطة ِ العلمِ أو منْ شكلةِ الحكمِ
فهْوَ الذى تَمَّ معناهُ وصُورَتُه.. ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارئ ُ النَّسمِ
مُنَّزهٌ عن شريكٍ فى محاسنهِ.. فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيهِ غيرُ مُنْقَسِمَ
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى فى نَبيِّهِمِ.. وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
وانْسُبْ إلى ذاتِهِ ما شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ.. وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ.. حَدٌّ فيُعْرِبَ عنه ناطِقٌ بفَمِ
الإمام البوصيرى