بعد اكتشاف المئات من جرار النبيذ.. ما سر منطقة «أم القعاب» في سوهاج؟
منطقة أم القعاب بأبيدوس
قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن الكشف الأثري لمئات من جِرار النبيذ في منطقة «أم القعاب» بأبيدوس في سوهاج، سلط الضوء على أم الجعاب المصرية القديمة التي كانت تسمي «بيقر»، وهي عبارة عن جبانه بسيطة يدفن فيها المصريون القدماء من عصر نقادة، ثم استخدمت كمنطقة لدفن ملوك وأمراء عصر ما قبل الأسرات، حتى انتهت خلال الأسرة الثالثة، وكانت تحت حماية الإله خونتامنتي، وكانت الناس تحج إليها في العصور المتأخرة، وجرى اكتشاف مقابرها من 1885 إلى 1899.
العثور على بعض اللوحات لأعيان الدولة
وأوضح خلال حديثة لـ«الوطن» أن أبيدوس تغير حالها خلال عصر الأسرة الخامسة، نظرا إلى شيوع أسطورة إيزيس وأوزوريس، وعبادة الإله رع، فضلا عن العثور على بعض اللوحات لأعيان الدولة وعليها تقديس أوزوريس.
7 هياكل في معبد سيتي الأول
وتابع «عامر» أن أبيدوس كانت العاصمة الأولى فى نهاية عصر ما قبل الأسرات، وخلال عهد الأسرات الأربع الأولى، ويرجع تاريخها إلى خمسة آلاف عام، ويعتبر سيتى الأول ومن أهم المعابد المصرية، إذ احتفظ بالكثير من نقوشه وخاصة في محيط السقف، كما يوجد بالمعبد 7 هياكل، بالإضافة إلى نقوش قائمة بالملوك التي تحتوى على 76 ملكا، وتعتبر هذه القائمة من أهم مصادر التاريخ المصرى القديم، وتبدأ بالملك مينا موحد القطرين، وتنتهي باسم الملك سيتي الأول.
إن صناعة النبيذ ترجع لعصر الدولة المصرية القديمة، كما أن صناعة النبيذ تعتبر من أهم الخمور عند قدماء المصريين، وهناك بعض الكلمات في اللغة المصرية القديمة دلت على النبيذ باعتباره من السوائل الهامة والقرابين المهمة، لافتا إلى أنه عبارة عن عُصارة من الكروم.
وأضاف أن النبيذ في النصوص المصرية القديمة كان يقصد به نبيذ العنب، وهناك أمثلة من عهد الأسرة الخامسة وأخرى من عهد الأسرة السادسة، وأيضا الثالثة من عهد الأسرة الثانية عشرة بالبرشا، بالإضافة إلى الكثير من مقابر بني حسن، حيث كانت تمارس صناعة النبيذ في مناطق الاستقرار السكاني بالإقليم، والكثير من عهدي الأسرة الثامنة عشرة والأسرة التاسعة عشرة في جبانة طيبة، لافتا إلى أنهم كان يتناولونه في الحفلات الرسمية والدينية.
صناعة نبيذ العنب في مصر القديمة
وتابع «عامر» أن صناعة نبيذ العنب في مصر القديمة كانت عبارة عن عصر العنب وتلخيص العصير، ما قد يكون عالقا به من السويقات والقشور والبذور، وفي المرحلة الأخيرة يترك العصير ليتخمر من تلقاء نفسه ولا سيما بتأثير الخمائر البيرية، ولكن التخمر يحدث أيضا إلى درجة معينة بفضل الإنزيمات التي توجد في العصي.
واستكمل: نجد أن اليونانيين القدماء ابتكروا طرقًا جديدة في زراعة الكرمة وإنتاج النبيذ، بل واستطاعوا تبريدها عن طريق هواء الأنهار، أما النبيذ المصري فكان أفضل ما يُقدم للفراعنة والآلهة، وجرى تقديسه وكان يُحفظ مع الموتى، وكان اسمه الفرعوني هو «يورب».