أهالي مطروح: الدولة وفرت الحماية للسكان من العطش بـ«محطات المياه والتحلية»
الدولة أنشأت عدداً من محطات مياه الشرب بمطروح لخدمة الأهالى
عانت محافظة مطروح، منذ تأسيسها من ندرة وجود مياه الشرب، وتحمل أهالى مطروح سنوات طويلة من عدم وجود مصدر مياه شرب دائم لهم حيث كانوا يعتمدون على الأمطار والتوجه إلى أقرب بئر فى الصحراء لملء الجراكن لتكفى بعض احتياجاتهم الأساسية من الطعام والشراب واستمر هذا الوضع أكثر من 100 عام يتناول خلاله أبناء القبائل مياه الأمطار التى كانت تشح فى سنوات الجفاف، إلى أن انتبهت الدولة خلال السنوات الأخيرة فقامت بإيجاد حل جذرى للأزمة.
«كنا زمان ننتظر المياه تأتى لنا عبر القطار»، هكذا تحدث أشرف فؤاد من أهالى مطروح، عن سنوات المعاناة، مضيفاً: «كنا نملأ البراميل والجراكن وننقلها إلى المنازل ونقوم باستخدامها عدة أيام وكانت أياماً قاسية لا يعرفها إلا الجيل القديم من أبناء مطروح، بينما الآن الحمد لله فى نعمة كبيرة، المياه فى الحنفية تصل المنازل بالمدينة، بعد إقامة مكثفات المياه والمحطات، وإنشاء شبكات المياه والصرف الصحى حيث وصلت لمعظم المناطق السكنية، مع تطوير البنية التحتية لمرسى مطروح».
«سنوسى»: «كنا بنمشى 10 كيلو لتعبئة المياه من أقرب بئر» و«المعبدى»: المياه المحلاة متوافرة حالياً
وقال عبدالقادر سنوسى: منذ الصغر ونحن نعانى من نقص مياه الشرب وتربينا على مياه الآبار فى الصحراء وننتظر سقوط الأمطار فى الخريف والشتاء ونقوم بتطهير الآبار ومجرى السيل ونقوم بملء الآبار وتركها 15 يوماً كى يتم تنقيتها ونستطيع الشرب من البئر.
وأضاف: «كنا نقوم بحمل الجراكن على ظهر الحمار والتوجه إلى أقرب بئر للمنزل وملء عدة جراكن بمياه الأمطار والعودة لمسافة حوالى 10 كيلومترات ذهاباً وإياباً، وكان هذا حالنا يومياً بإحضار المياه من البئر وكان آباؤنا يرحلون إلى مناطق أخرى فى السنوات التى يوجد بها جدب ولا تسقط بها أمطار لأماكن أخرى بحثاً عن المياه، وظل هذا الوضع إلى أن أكرمنا الله بمد خط مياه من الإسكندرية وإنشاء محطات تحلية لمياه البحر».
وتابع سالم المعبدى من قرية بقبق بالسلوم: «لم نكن نعرف مياه التحلية إلا منذ عامين، وكنا نشرب قبل ذلك من الآبار الرومانية القديمة التى نشأنا على وجودها فى قريتنا والمناطق المجاورة لنا، إلى أن جاءت لجنة من محافظة مطروح ومجلس مدينة السلوم، وقاموا بمعاينة الوضع على الطبيعة، وأنشأوا محطة رفع مياه جوفية للاستفادة منها ومعها محطة تحلية للملوحة، وافتتحها اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، وجرى توفير المياه ونقلها بتانكات مياه على سيارات وجرارات إلى المنازل من خلال عمل كارتة لكل منزل وتسجيل أسماء جميع الأهالى، وتوزيع المياه على جميع أهالى القرية، وهى نعمة كبيرة افتقدناها طول عمرنا وشعرنا بها وبجهود الدولة بعد توفيرها».
وأضاف عبدالخالق الشتورى من أبناء قرية المتانى، أن مشروع تنمية موارد مطروح قام بحفر آبار لنا للاستفادة من مياه الأمطار، ونعيش عليها على مدار العام وعندما نحتاج فى بعض الأوقات فى نهاية العام فى فصل الصيف لمياه نتوجه إلى محطة تحلية مياه البحر فى مدينة النجيلة، ونقوم بقطع إيصال مياه وتنقل لنا سيارة مياه 20 طن تكفى احتياجاتنا فترة طويلة.
وأكمل صالح عبدالله من أهالى مطروح: «أسكن فى الكيلو 7 بحى الشروق وهى أكبر المناطق السكنية من حيث الكثافة السكانية، وأكثرها ازدحاماً وتبعد عن وسط المدينة 20 دقيقة فى المواصلات، وعلى الرغم من ذلك تصل لنا مياه الشرب بانتظام حسب الجدول الذى تنشره شركة مياه الشرب بمطروح على صفحتها الرسمية بشكل يومى لجميع الأحياء ويتابعه الجميع ليفتح ويملأ خزانه الأرضى ويقوم بتخزين المياه التى يحتاجها هو وأسرته، ويأتى إلينا المصطافون للسكن ويستمتعون معنا بجميع الخدمات».
«محطات التحلية فرقت كثيراً مع مرسى مطروح»، حسب تأكيد نجلاء عبدالعزيز من مصطافى مطروح، وقالت: «نذهب إليها كل عام فى موسم الصيف منذ سنوات طويلة، وكنا فى التسعينات لا نجد بها مياهاً، ونشترى المياه بالبراميل، لكن تغير الأمر فى العشر سنوات الأخيرة وتوافرت بها المياه، فى جميع المناطق السكنية فى الفيروز، وعلم الروم، والعوام، رغم وجود أعداد غفيرة من المصطافين فى يوليو وأغسطس».