رئيس جامعة الأزهر يستنكر إبادة الأطفال والنساء في غزة: عدوان همجي
الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر
استنكر الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، الإبادة التي يتعرض لها الأطفال والنساء في غزة منذ ما يربو على خمسة أشهر من العدوان الصهيوني الغاشم.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي السادس عشر الذي تنظمه كلية الهندسة بنين جامعة الأزهر بالقاهرة برعاية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والذي يقام تحت عنوان: «التطبيقات الهندسية الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة».
ليلة النصف من شعبان
وقدم رئيس الجامعة التهنئة للحضور جميعًا والعالم الإسلامي بليلة النصف من شعبان التي ينزل فيها ربنا إلى السماء الدنيا فيغفر لكل مستغفر إلا المشرك والمشاحن، فأروا الله تعالى من أنفسكم خيرًا، كما قدم التهنئة بقرب حلول شهر رمضان المبارك، داعيًا المولى -عز وجل- أن يبارك لنا في رجب وشعبان وأن يبلغنا رمضان.
التطور العلمي
وقال الدكتور سلامة داود: إن التطور العلمي الذي يشهده العالم ينبغي أن يكون معينًا للإنسان على عمارة الكون والانتفاع بما أودع الله فيه من نعم ظاهرة وباطنة، وهي أوسع من أن تُحصى.
وبيّن رئيس جامعة الأزهر أن كل ما اخترعه الإنسان على مر التاريخ من نتاج العقل ومن ثماره وحصاده، والعقل من صنع ربي، لم يدَّع أحدٌ أنه خلق العقل الذي بهر العالم بمنجزاته، كما لم يدَّع أحدٌ أنه خلق الإنسان.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي ذكاءٌ صنعه العقل البشري، ذكاءٌ صنعه الذكاءُ البشري، والذكاء البشري صنعةُ الله وآيتُه ومعجزتُه وحكمتُه، قائلًا: أعذروني أني كررت التنبيه على ذلك؛ حتى لا ننخدع بمنجزات العقل البشري وننسى أن هذه المنجزات ما كانت لتكون لولا هذا العقل البشري الذي هو نعمة الله وصنعته وآية قدرته وعنوان ربوبيته ودليل ألوهيته، مشيرًا بأن عقول الخير تنتج للإنسانية الخير والسعادة، وعقول الشر تنتج للإنسانية الشر والدمار.
وتعجب رئيس جامعة الأزهر مما تناقلته وسائل التواصل صباح اليوم من أن وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية ماي غولان تقول: إنها فخورة بالدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي في غزة، هذه هي العقول الشيطانية التي اتخذها إبليس جنودًا؛ عقول انطفأت فيها أنوار الحق والعدل والرحمة، وأوقدت فيها نيران الحقد والكراهية، فكان ما كان من التدمير والقتل والدماء، وإذا كان هذا تفكير وزيرة المساوة الاجتماعية فأقم على المساواة مأتمًا وعويلًا.
كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن نحو خمسة أشهر مضت على أهل غزة وهم في طواحين الإبادة الجماعية التي حكمت عليهم بها إسرائيل وصدقت على هذا الحكم أمريكا، لافتًا إلى أن أصوات دعاة السلام في العالم بُحت دون فائدة، وإنا نجأر إلى الله الذي ﴿أهلك عادًا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى﴾ نجأر إليه -جل جلاله- أن يهلك عادًا الثانية وأعوانها وأبناءها وحفدتها وأن يصب عليهم سوط عذاب؛ لأنهم طغوا في البلاد.
وتساءل رئيس جامعة الأزهر: ما ذنب الآلاف من أطفال غزة أن يقتلوا؟ ما ذنب آلاف النساء أن يقتلوا؟ ما هذا العدوان الهمجي الذي لم يشهد له العالم مثيلًا؟ أين الحرية التي صدعنا العالم الحر بها على مدار العقود الماضية؟ أين العدل الذي أقيمت له محكمة قاصرة عاجزة عن تطبيقه؟.