صابرين: «مسار إجباري» دراما اجتماعية غنية بـ«التحولات الجذابة»
وفضلت الغياب عن الظهور بـ«تيمات مستهلكة»
الفنانة صابرين
يملؤها الشغف وحب الحياة، تتألق فى أدوار متجددة، وإن ابتعدت قليلاً عن الشاشة تعود تارة أخرى بأعمال قوية تترك بصمتها لدى الجمهور، «صابرين» هى الورقة الرابحة التى يراهن عليها صناع الدراما فى إحداث الفارق وكسب مزيد من شرائح المشاهدين، تعود هذه المرة إلى دراما رمضان 2024، بتركيبة درامية جديدة إذ تقدم شخصية أم تتحول حياتها وتنقلب رأساً على عقب بعدما تصطدم بمفاجأة غير متوقعة تغير مسار حياتها خلال مسلسل «مسار إجبارى»، الذى يتضمن 15 حلقة فى دراما اجتماعية تشويقية، بعد غياب دام 4 سنوات عن الدراما الرمضانية منذ مشاركتها فى مسلسل ليالينا عام 2020.
وكشفت «صابرين» فى حوار لـ«الوطن»، عن أسباب حماسها ومشاركتها فى بطولة «مسار إجبارى»، على الرغم من تقديمها شخصية الأم فى أكثر من عمل درامى، وكيفية اختلاف النص فى معالجة مشكلات الشباب، بالإضافة إلى مشاركتها فى عمل درامى يحمل بطولته نجمان من الشباب، ومدى تأثير ذلك عليها، وتناول المسلسل لـ15 حلقة فى الموسم الرمضانى، ومنح الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الفرصة للشباب لأن يكونوا نجوم المستقبل، كما تحدثت الفنانة عن تجربتها الأولى مع المخرجة نادين خان، والرسائل التى يتناولها «مسار إجبارى»، وعن أنسب الطرق للتعامل مع جيل الشباب، فضلاً عن إمكانية خوضها مجال الغناء بشكل احترافى، وعن جديدها بالسينما والكشف عن تفاصيل فيلم «الملحد»، وأهم أدوارها فى مشوارها الفنى ورحلتها مع مسلسل أم كلثوم وعن التحضيرات لعمل سينمائى جديد عن كوكب الشرق، وإلى نص الحوار..
العمل مع أبطال شباب مثل «داش وعمر» «مش هينقّص نجوميتي» وأشكر «المتحدة» على منح الفرص للمواهب الحقيقية
بداية.. حدثينا عن سبب اختيارك لسيناريو «مسار إجبارى» دون غيره؟
- لأن الورق ممتع والشخصية بها تحولات مختلفة ولا تسير على نهج واحد، وهذه النوعية من الشخصيات تكون ممتعة للممثل والمشاهد فى الوقت نفسه، لأنه لا يشعر بالملل ويكون لديه حالة ترقب مستمرة لتطور تلك الشخصية وما سيحدث لها، كما أن نوعية المسلسل تنتمى إلى الدراما الاجتماعية الأسرية، وهو اختيار موفق للغاية من أجل الموسم الرمضانى، لأن الدراما الاجتماعية مرآة للواقع ويرى الجمهور نفسه خلالها.
وهل عدم وجود سيناريو بهذه القوة وراء ابتعادك عن الدراما الرمضانية 4 سنوات؟
- أعشق التمثيل وأقدمه كأننى أمارس هوايتى المفضلة وليس عملاً أؤديه بواجب مفروض، لذلك لا يهمنى الوجود كل عام سواء بالدراما أو السينما على قدر ما يهمنى أن يكون الموضوع مختلفاً، وأشعر خلاله بالمتعة أثناء قراءته لأن ذلك سينعكس على الجمهور وقت مشاهدته، لذلك أبتعد وأعود ولا أضع أمامى سوى الورق والسيناريو الجيد لأنه الأهم لنجاح أى عمل فنى.
وماذا عن شخصيتك فى أحداث «مسار إجبارى»؟
- أجسد شخصية والدة عصام عمر، وتدعى إحسان، وهو شاب يكتشف بالمصادفة سراً يغير مساره على نحو مفاجئ تكشف عنه الأحداث، ولذلك تم تسمية المسلسل بـ«مسار إجبارى»، ولم أتردد فى المشاركة فى المسلسل عندما عُرض عليّ، لأنه غنى بالتفاصيل والتحولات الجذابة فى جميع الشخصيات وليس دورى فحسب، والخيوط الدرامية للمسلسل مرتبطة ببعضها البعض، وكل حلقة تكشف عن مسار إجبارى لأبطاله يخوضونه فى الحلقات المقبلة بتسلسل تشويقى.
قدمتِ شخصية الأم أكثر من مرة.. فما المختلف فى «إحسان»؟
- بالفعل شعرت بأن شخصية إحسان فى مسلسل مسار إجبارى مختلفة لأنها تبدأ بمرحلة القوة، وبعدها تصطدم بالواقع وبأحداث مفاجئة تتعرض لها فى حياتها من أقرب الناس إليها وهو زوجها، فتشعر بالانكسار والخداع وتتحول إلى نقطة الضعف، لذلك هى شخصية ثرية، فأنا لا أحب تكرار الأدوار التى أقدمها، وإن تشابهت التيمة الرئيسية لها، فلا بد من وجود اختلاف، وإلا فلن أقبل بها، بدليل أننى أختفى عن الشاشة لسنوات متتالية.
«مفيش ست مبتاخدش بالها إنها بتتخان».. جملة ذُكرت فى برومو المسلسل وأحدثت ردود فعل قوية.. ماذا تعنين بها؟
- «دى حقيقة أى ست بتتخان بتكون حاسة، بس أوقات كتير بتعمل نفسها مش واخدة بالها علشان متهدمش بيتها، وخاصة لو كان عندها أسرة وأولاد وبقالها فيه 20 سنة وده بالنسبة لها عمر».. فشخصية إحسان تتعرض للخيانة من زوجها رغم أنها تحملت عنه عبئاً كبيراً طوال حياتها وتحملت مسئولية بيتها، وكانت تبرر بشكل مستمر لأبنائها أسباب غيابه عنهم وعدم وجوده فى مراحل حياتهم المختلفة، بأنه يراعى مصالحهم ويسعى لتلبية احتياجاتهم، ولكنها تكتشف مفاجأة وسراً يقلب حياتها رأساً على عقب بزواجه من امرأة أخرى منذ 20 عاماً وقد أنجب منها.
تدور أحداث «مسار إجبارى» حول شابين.. برأيك هل يستحقان الفرصة أم أنها مقامرة؟
- لا، على النقيض، فأنا مستمتعة للغاية، ودائماً أحب التعاون مع الأجيال المختلفة وبخاصة الشباب الذين يكون داخلهم طاقة ورغبة فى النجاح والإبداع، وأشكر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على منح الفرص للمواهب الحقيقية، فالثنائى عصام عمر وأحمد داش قدما عدة أعمال من قبل ونجحا فى كسب ثقة الجمهور وهو النجاح الأكبر لأى فنان مثل مسلسلى بالطو وجعفر العمدة، خاصة أن القبول هبة من الله، والمسلسل ملىء بالمشاعر المختلفة ما بين الضحك والتراجيدى والرومانسية، «مصر ولّادة» وأحب العمل مع الشباب، ولدىّ تجارب كثيرة فى العمل معهم سواء فى الدراما أو السينما، «لازم ندّيهم الدعم ونحس بالمسئولية تجاه الجيل الجديد».
«مسار إجبارى» بالنسبة لى بطولة جماعية وليس لشخص واحد أو غيره، وهذا هو التمثيل الذى تعودنا أنه لعبة جماعية، مهما كان هناك بطل رئيسى، فلا يمكن أن يحقق الفنان النجاح بمفرده فى العمل الفنى، وأتذكر عندما كنت أمثل فى سن الشباب ولم يتخط عمرى 20 عاماً، كان هناك من يساندنى من كبار النجوم، فهذه ليست منافسة أو أن وجودهما ينقص من نجوميتى أى شىء، كما أن المسلسل يشارك به نجوم شباب آخرون إلى جانب «عمر وداش».
المسلسل ينتمى لنوعية الـ15 حلقة.. كيف ترين تلك التجربة فى الموسم الرمضانى؟
- متحمسة للغاية وهى تجربة هائلة، وأؤيدها للغاية، لأن أحداثها تكون مركزة ولا يوجد بها مط أو ملل فى الأحداث، ولكن لا بُد أن نضع فى الاعتبار قصة العمل والورق، لأننى دائماً أرى أن الورق والسيناريو هو البطل الحقيقى للعمل وليس حجم دور الممثل، فإذا كانت قصة العمل تحتمل 30 حلقة وبأحداث مشوقة فهذا شىء جيد، أما إذا كانت لا تحتمل فالأفضل تقديمها فى إطار 15 حلقة والتى أصبحت منتشرة فى الفترة الأخيرة وحققت نجاحاً كبيراً، وعلى سبيل المثال كان آخر عمل درامى مسلسل «أعمل إيه»، والذى تم عرضه فى الأوف سيزون وكان ينتمى لنوعية الـ45 حلقة، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً.
بصفتك أمّاً.. ما أنسب طرق التعامل مع الشباب؟
- الجيل الجديد لا يحتاج سوى الصداقة، والشباب فى المنزل يتعاملون بمبادئ ومنهج وخارجه بمنهج آخر مع أصدقائهم، لذلك يجب التعامل معهم بمنظورهم للتقرب منهم وليس بطرق وأساليب التربية التى نشأنا نحن عليها، والأمر يختلف فى طريقة التعامل مع الشباب أو البنات، فلكل منهما طريقة فى التربية والتعامل، بخاصة أن الأولاد هم من يتحملون مسئولية أسرة كاملة فى المستقبل، فلابد أن يكون لديهم وعى كاف بكيفية الحفاظ على الأسرة واحترام المرأة وتقديرها وتوفير سبل الحياة الجيدة، وفى هذا العمل قدمت خبرات كثيرة للشباب واكتسبت منهم أيضاً.
تتعاونين لأول مرة مع المخرجة نادين خان.. ماذا عن تجربتك معها؟
- كنت أتمنى التعاون مع نادين خان بأكثر من عمل فنى، ولم تسعنا الفرصة، وأخيراً تحققت من خلال «مسار إجبارى»، وهى مخرجة لديها قاعدة السهل الممتنع وهو ليس سهلاً على الإطلاق، وتجعلنا كممثلين فى حالة متعة أثناء التمثيل وكأننا نعيش حالة جديدة وليست أدواراً تمثيلية نؤديها وهذا من أسرار تميزها، فهى تجعل العمل يشبه الجمهور وتحوله لشخصيات حقيقية من لحم ودم، وكان لها تجربة مميزة فى فيلم «صدام» مع أحمد داش ونال جوائز عدة ومتفائلة بالعمل معها.
كيف رأيتِ توجه «المتحدة» هذا العام بترجمة مسلسلاتها إلى لغة الإشارة؟
- أفضل قرار وسعيدة به، لأنه منح فرصة كاملة لذوى الهمم لكى يستمتعوا بمتابعة دراما رمضان، وسد الفجوة التى كان يعانى منها أفراد تلك الشريحة، وعددهم ليس بالقليل فى مجتمعاتنا فقد تخطوا 7 ملايين شخص، وكان لا بُد من دمجهم فى المجتمع بصورة طبيعية، أتفق وأشجع هذه الخطوة بشكل كبير، وهو ما بدأ به الرئيس عبدالفتاح السيسى وكان أول من نادى بحقوقهم.
تتمتعين بصوت رائع.. ألا تفكرين فى احتراف الغناء إلى جانب التمثيل؟
- لا أفكر فى الوقت الحالى، وأعتبر نفسى قدمت كل الغناء بداخلى فى شخصية أم كلثوم، وتلاها عدة حفلات بتقنية الهولوجرام وشعرت بحالة كبيرة من الإشباع الفنى، وأحببت التمثيل بشكل أكبر، وفى كلتا الحالتين فأنا أحب تقديم الفن من منطلق الهواية لأنه يجعلنى أكثر حماساً وشغفاً بتجدد دائم.
بالحديث عن أم كلثوم.. كيف تلقيتِ أنباء تجسيد منى زكى لها بعمل سينمائى جديد؟
- أتمنى لها التوفيق، ولكنى قدمت كل ما يخص شخصية أم كلثوم فى مسلسلها، وكنت أشعر بالمسئولية، وشعرت خلالها بأننى فى قمة النجاح، وهذا من أسباب تقديمى للأعمال الفنية بعد ذلك كهاوية وليس محترفة، لأننى وصلت لقمة النجاح فى شخصية أم كلثوم، ولنرى كيف يمكن تقديم شخصيتها بعمل جديد فى فيلم سينمائى والجوانب الجديدة التى سيتم من خلالها تقديم الفيلم.
هل تتذكرين كواليس لا تُنسى من بطولتك لمسلسل أم كلثوم؟
- هذا المسلسل لم يكن عملاً فنياً فحسب؛ بل كان عملاً وطنياً ويحمل اسم مصر، وعند التحضير لشخصيتها لم أكتفِ بالورق، ولكنى عدت إلى كبار الكتاب لمساعدتى، بالإضافة للكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، فقد استغرقنا فى تحضيراتها ما يقرب من 4 سنوات، وبرأيى أن سر نجاح المسلسل لوقتنا هذا هو أننى ركزت على روح أم كلثوم أكثر من شكلها الخارجى وتفاصيلها وحركاتها، لذلك صدقنى الجمهور، فلم أكن أقلدها وإنما أجسد ما قدمته من سيرة فنية طويلة ومشرفة لمصر، فشعرت بشموخ كبير.
وماذا عن جديدك فى الفترة المقبلة؟
- انتهيت من تصوير فيلم الملحد، وهو عمل يحمل فكراً، ويجعل المشاهد يتساءل عن العديد من الأمور فى حياته، ويتعرض لها الكثيرون ولكنهم يخشون من المواجهة، فالفيلم يتناول قصة شخص وليست قضية الإلحاد لأنها تحتاج للعديد من الأعمال لمناقشتها، ولكن الفيلم سيكون مُلهماً للعديد من الأشخاص الذين يمرون بتلك المرحلة ولا يفصحون عنها، وهو من تأليف الكاتب إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل، والعمل يضم عدداً كبيراً من الفنانين، من بينهم محمود حميدة، شيرين رضا، أحمد حاتم، نجلاء بدر وآخرون، وكانت تجربة ممتعة.