في يوم ميلاده.. لماذا بكى إسماعيل ياسين عند الحديث عن والده؟
إسماعيل ياسين
الضاحك الباكي، الذي أحبه الجمهور وارتبط به، واشتهر بتقديم المونولوجات والأفلام الكوميدية والإيفيهات المختلفة، هو الفنان إسماعيل ياسين، ورغم أنه كان يظهر دائمًا على الشاشة بابتسامة، فقد عاش الكثير من لحظات الألم التي رواها في مذكراته، وتجلى هذا الألم بشكل خاص في حديثه عن أبيه، وهو ما جعله يبكي. فما سبب بكائه؟ وماذا حدث؟ نستعرض ذلك تزامنًا مع ذكرى ميلاده اليوم، الذي يوافق 15 سبتمبر.
حديث الفنان إسماعيل ياسين عن والده
صفة البكاء والحزن لازمته في بداية حياته، ورغم أنه حاول في الرحلة إسعاد الملايين وبذل فيها مجهود كبير جعلت منه «أبو ضحكة جنان»، إلا أن القصة الحزينة بدأت مع والده، إذ يحكى إسماعيل ياسين عن يسر الحال الذي تبدل بعد إفلاس أبيه، ليبكي بالدموع وهو يتحدث عنه موضحًا أن حياته تأزمت بسببه عندما وصل إلى سن الشباب وتدهورت حالة الأسرة بسبب الإفلاس، فنصح أصدقاء «سمعة» بضرورة ترك موطنه في السويس والانتقال إلى القاهرة، للبحث عن رزق جديد ودخول معهد الموسقى.
وقبل السفر أخذ إسماعيل ياسين من جدته 6 جنيهات وهو يعتقد أنها ثروة لن تنتهِ، وذهب لأولاد خاله في القاهرة الذين كان يستضيفهم والده باستمرار ويكرمهم، لكنه فوجئ بعدم الترحاب من جانبهم، بل نهروه لأنهم لم يحبوا «المغنواتية».
وعن ذلك الموقف ذكر كتاب «مذكرات إسماعيل يس» نقلا عن الفنان الكوميدي: «كنت بنام في السيدة وبعدين رحت جامع مراسينا واحد صحاني وقالي أنا اتسرقت»، مشيرًا إلى أنه التقى بإمام الجامع وأعطاه 35 قرشًا ليسافر بلده لأنه أتهم بالسرقة، وكان يريد الرجوع لأبيه: «كان الركوب بـ32 ونص خدتهم عشان أرجع لبلد سيدي الغريب وأنا عندي أمل ألاقي شغل حتى لآخر دقيقة».
بكاءه على أبيه
كان إسماعيل يس شديد الحب لوالده رغم أنه نعت نفسه بأنه ضحيته، فيقول: «وصلت السويس لقيت أبويا بقى عنده محل غير وبقى بيشتغل بأيديه ولما شافني عيط وحضني أوي وقالي كده بردو يا بني أكتر من 4 شهور محدش يعرف عنك حاجة كنت اكتب لي كلمتين حتى قولي عملت إيه، لما بعدت روحي فارقت جسمي»، ليرد عليه: «ليه كده يا با، الدنيا بحالها صغرت في عيني لما شوفتك كده كان عندك محل دهب كبير مشغل فيه الناس، لولا سهرك كنت كافحت جمبك لكن المزاج ضيعوا مالك وصحتك وأنا ضحيتك يا با».
ومن بعد الكفاح والجهد أصبح واحدًا من ألمع نجوم الكوميديا في زمنه، حتى لُقب بـ«سمعة» و«أبو صحكة جنان»، وقدم الكثير من الأفلام والمسرحيات والمونولوجيست، حتى توفي في 24 مايو 1972 تاركًا خلفه الكثير من الحب والفن والنجاح.