جاسمين طه: مهرجان الموسيقى العربية رسالة بالقوة الناعمة من قلب القاهرة (حوار)
جاسمين طه
في ليلة سادها السحر والانسجام، طلَّت الإعلامية جاسمين طه على الجمهور من على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، خلال تقديمها افتتاح حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32، وسط حضور عدد كبير من المطربين العرب والجمهور، إذ رسموا لوحة غنائية لا مثيل لها، ووسط حالة البهجة التي كانت تسيطر على الجمهور أمام وخلف الشاشات، تذكَّر الجميع غزة وما تعانيه، والفخر بانتصارات أكتوبر، والعيش داخل ليلة ينتظرها الجميع كل عام.
كشفت جاسمين طه، في حوار خاص لـ«الوطن»، عن كواليس التحضيرات وأبرز المواقف التي حدثت حتى ظهر الليلة على شاشة تليفزيون الحياة، وموقف الفنانين المصريين والعرب من أحداث غزة وتسلم ذوي الفنانين الراحلين التكريم.
- كم عدد المرات التي قدمت فيها جاسمين طه مهرجان الموسيقى العربية؟
لا أتذكر عدد المرات، لكنني كنت محظوظة جدًا أنني حضرت هذا المهرجان منذ عهد الدكتورة رتيبة الحفني، مؤسسة مهرجان الموسيقى العربية، الذي انطلق لأول مرة في عام 1992، وكانت أول رئيسة للمهرجان، استلهمت فكرة المهرجان من حاجتها لتأسيس منصة للحفاظ على التراث الموسيقي العربي وتطويره، وساهم المهرجان في إحياء التراث الموسيقي العربي وتعريف الأجيال الجديدة به.
وقد تولت الدكتورة رتيبة الحفني الراية من والدها محمود أحمد الحفني سنة 1932، ثم الدكتورة جيهان مرسي.
تجربتي في التقديم كل عام كانت مميزة جدًا، فمهرجان الموسيقى العربية له مكانة خاصة في قلبي، وهو حدث سنوي يعكس الجمال الثقافي والفني الذي يتميز به العالم العربي، أشعر بالمسؤولية تجاه الحفاظ على هذا التراث الموسيقي العريق، وفي نفس الوقت تقديمه للجمهور بأسلوب جذاب يتماشى مع روح العصر.
- ما الجديد الذي يقدمه مهرجان الموسيقى العربية هذا العام؟
أعتقد أن هذا العام المهرجان مختلف، حيث إنه يأتي وسط ظروف سياسية مختلفة، خاصة وأن المهرجان تم إلغاؤه العام الماضي للتضامن مع أهالي غزة، كرد فعل من دار الأوبرا المصرية وإدارة المهرجان، لأن الحزن كان يسيطر علينا جميعًا بشكل كبير.
وعلى الرغم من أننا نعيش أحداثًا ما زالت صعبة في غزة ولبنان، فإن المهرجان هذا العام جاء لدعم وتقديم رسالة للفن، فالموسيقى واللحن هما رسالة إنسانية كبيرة في شكل مقاومة بالقوة الناعمة، ومصر هي منبر الثقافة والفنون وأرض الإبداع.
- ما أبرز رسالة في المهرجان هذا العام؟
أعتقد أن إهداء دورة المهرجان للفنان سيد درويش لفتة إنسانية رائعة من قبل القائمين على المهرجان، وتؤكد الدور في الحفاظ على تراثنا الموسيقي وتعريف الأجيال الجديدة به، إنه ليس مجرد حدث فني، بل هو احتفالية بالهوية الموسيقية التي تجمع كل الشعوب العربية، وذلك يظهر في استضافة نخبة من الفنانين الكبار والشباب، حيث يتمكن المهرجان من خلق حالة فنية خاصة تذكرنا بجمال وإبداع الموسيقى العربية.
وأثمن جدًا التكريم الذي حدث في المهرجان لكبار الأسماء الموسيقية، وكانت لقطة رائعة أن يتسلم حفيد سيد درويش درع جده.
كما أن تكريم الفنان الكينج محمد منير في مثل هذا التوقيت، اثناء الاحتفال بعيد ميلاده السبعين، لقطة في غاية الروعة التي تعبر عن مدى تقدير وحب الناس له.
* هل كان هناك عدد من الرسائل للفنانين خلال حفل الافتتاح؟
الفقرة التي قدمها لطفي بوشناق عن دور مصر بعنوان «عمار يا مصر» و«اصمدي يا غزة»، كانت تحمل رسالة للإنسانية كلها، وجدنا الفنان لطفي بوشناق من أوائل الحضور على السجادة الحمراء، وحرص على ارتداء الكوفية الفلسطينية، كعادته داعمًا لغزة، كما أن الفنان مدحت صالح أشعل الحفل بأغنياته الوطنية الرائعة، واختتم بأغنيته الشهيرة «أنا بنت مصر أنا ضد الكسر.. أنا رافع رأسي تملي فوق طول العمر»، التي اعتُبرت رسالة قوية لكل المصريين.
- ما رأيك في الأسماء التي كرمت هذا العام؟
اختيار المكرمين كان موفقًا ومتنوعًا، وبه نوع من الحرص على تواجد أجيال مختلفة، وتكريم 19 شخصية ساهمت في إثراء الحياة الفنية في مصر والعالم العربي كان أبرزهم «الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة سابقًا، واسم الشاعر حسين السيد، والفنان محمد منير، واسم الشاعر مأمون الشناوي، واسم المطرب والملحن أحمد الحجار».
- ما أبرز الكواليس بين الفنانين في حفل الافتتاح؟
الكواليس وراء الشاشة ممتعة جدًا، حيث أشاهد كبار الفنانين وصغارهم يتفاعلون، سواء كانوا عربًا أو مصريين، وكيف يسرقون اللحظات الجميلة معًا ويتعاملون كأصدقاء، ويحرصون على التقاط صور جماعية، سواء كانت مع بعضهم أو مع الجمهور، مما يظهر صورة حب الناس.
- في رأيك، ما سر نجاح مهرجان الموسيقى العربية في مصر؟
حب الجمهور المصري والعربي للموسيقى العربية الأصيلة والتراثية هو أحد أهم العوامل التي تساعد على نجاح المهرجان، يحرص الجمهور على حضور الحفلات والاستمتاع بالأغاني التراثية وأصوات الفنانين الكبار، ما يُعزز استمرارية المهرجان ويجعله حدثًا منتظرًا كل عام.
كما أن وجود فنانين مثل المبدع مدحت صالح وعلي الحجار وهاني شاكر، وهم أعمدة مصرية في الموسيقى والفن، له أثر كبير، حيث لم يتأخروا عن أي احتفالية تحمل اسم مصر أو دعمًا لغزة.
التنوع في الفنانين المشاركين في مهرجان الموسيقى العربية يدل على عظمة مصر الفنية واهتمامها بأدق التفاصيل لربط الأجيال ببعضها في صورة واحدة.
- ما رأيك في نقل قنوات المتحدة للمهرجان على شاشاتها؟
أشكر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لأنها كعادتها أظهرت صورة مهرجان الموسيقى العربية خلال تغطية أي حدث، بأفضل صورة من حيث الإخراج والتنظيم، حيث عاش الجمهور خلف الشاشة الحالة كالحلم، كأنهم متواجدون وسط الحضور في مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، من خلال شاشة تليفزيون الحياة، برعاية الأوبرا المصرية ووزارة الثقافة.
التحية للشركة المتحدة لأنها توصل رسالة للجمهور بكل احترافية في الإخراج والإضاءة والصوت، كل شيء كان رائعًا، ومن المميز أن المهرجان يصنع حالة جميلة سنة بعد سنة.