حينما كنا فى مرحلة الفتوة والتمرد، مرت مصر بظاهرة أو موضة الخنافس والهيبيز، التى تم اختزالها فى إطالة الشعر وارتداء (الشارلستون) والملابس الزاهية المشجرة
فشلوا مرة تلو الأخرى فى تفكيك الجيش والشرطة والمخابرات والأزهر والكنيسة والقضاء والإعلام والمعارضة، لكنهم سيحاولون مرات أخرى دون يأس؛ لأنهم جادون
أرجوك، احبس أنفاسك، وامش الهوينى، حتى لا يشعر بك المستلقى فوق أريكة العشب على شاطئ جزيرة الورد، لا تزعجه بوقع أقدامك، ليتك تخبئ نفسك خلف الجدائل الخضراء لصفصافة النيل لتشاهده فى امتداده الأسطورى
ليس مهماً أن تكون ليبرالياً أو يسارياً أو إخوانياً أو منتمياً لأى فكرة عقائدية أو اجتماعية، الأهم أن تكون رجلاً تتطابق أقواله مع أفعاله؛ إذا تحدث صدق، وإذا وعد أوفى
ثمة صناديق فى الشارع المصرى لا يهتم برصد نتائجها أحد، رغم أنها مليئة عن آخرها ببطاقات التصويت الصحيحة
إنهم ينجحون فى الفشل ويفشلون فى النجاح.. لكنهم ماضون فى التأخون والأخونة والتخاون، وكـأنهم لحمض نووى واحد «DNA»، ويحملون صفات وراثية واحدة
أن تكون إخوانياً فى هذه المرحلة، فذلك من عاقبة الأمور، لأنك اخترت بكامل قناعتك أن تكون الخصم والحكم
اقتلوا ألف عمر وألف عماد وألف دانيال، اسحلوا ألف يحيى وألف حمادة. عذبوا وانتهكوا واعتقلوا.. استحلوا الجنازات وجثامين الشهداء فى مدن القناة.
سأحدثكم عن فتى مصرى، كأن الطبيعة أنجبته من مخاضات الملح الفرات والعذب الأجاج فوق طين أخضر، ثم وهبته الحياة بصراً بامتداد البحر والنيل والبحيرة والصحراء، وبصيرة بحجم الكون.
«العدوة» قرية شرقاوية صغيرة وبسيطة وخجولة، تتوسط الطريق من الزقازيق إلى مدينة ههيا، تحيط بها قرى هادئة وادعة مثل المسلمية والمطاوعة والسكاكرة والفريدية.