«هبة» أصغر بائعة لاستمارات التظلم أمام الديوان: «نفسى فى عروسة بتتكلم»
عمرها 8 سنوات وقفت أمام قصر عابدين وهى لا تعرف ما هو ذلك المبنى، ولماذا يتجمع الناس هنا أمام هذا الباب الموصد دائما ولا يفتح إلا ليطل منه ذلك الرجل ليقول بضع كلمات ثم يدخل مرة أخرى: «تحب أكتبلك شكوتك يا أستاذ».
الأب الذى جاء يبحث عن طلب ليقدمه من أجل وظيفة.. وجد ضالته أمام ديوان المظالم: «ببيع استمارة الشكاوى للناس وبكتبها كمان، و(هبة) بتساعدنى».. تقف الطفلة الصغيرة تحت لفح الشمس وتنادى: «الاستمارة بجنيه، حد عايز طلب شكوى».
تركتها أمها لأبيها وتزوجت غيره وأنجبت أبناءً آخرين لكنهم لم يصيروا أخوتها فهى أصلا لم تعد أمها، هكذا تعتبرها «هبة» وتقول: «أنا ما ليش غير أبويا ربنا يخليه ليّا»، تعرف أن رئيس الجمهورية قد صار محمد مرسى وهى مقتنعة تماما بأنه ذلك الرجل صاحب الذقن و«شعره على قدام» وتُشير بيدها إلى مقدمة رأسها، أما من كان يحكم قبله -تقصد المخلوع- فمصيره كما تقول هبة: «مبارك فى القسم.. الله يرحمه بقى».
«هبة» تلك الطفلة التى اتخذت البراءة من عينيها مسكناً دافئاً لها، لا يجد اللعب مكاناً فى يومها منذ أن قرر والدها أن تكون رحلته اليومية لديوان المظالم، فهى لا تجد وقتاً لألعابها المفضلة فى الإجازة الصيفية: «خلاويص وكهربا».. ولا تجد وقتاً يجمعها بأصدقائها وجيرانها فى عزبة «الوالدة» بحلوان لكى تلعب معهم: «بقف تحت الشمس طول اليوم وبروح أنام لتانى يوم».. هى ليست منزعجة ولا تتأفف لكنها سعيدة بقدرتهاعلى إسعاد أبيها ومساعدته.
«ديوان المظالم».. جملة لا تفهم معناها لكنها تعرف أن «اللى عايز حاجة يكتبها» هذا هو كل ما يدور فى خيال «هبة» فهى ترى والدها يكتب شكاوى الناس وتظلماتهم ما بين طلبات «مسكن أو وظيفة أو كشك».. «مكنتش عارفه إن فيه ناس كتير زينا ما عندهاش بيت ولا فلوس».
«لو كتبت طلب هطلب عروسة بتتكلم».. أمنيتها الوحيدة وشكواها لرئيس الجمهورية من أمام ديوان المظالم: «يعنى لو قدمت طلب ممكن يجيبولى عروسة بس والنبى بتتكلم».
أخبار متعلقة
جوه ديوان المظالم بيحكى محكوم لحاكم.. عن الليالي الكحيلة
موظفو «ديوان القبة»: من نعيم زكريا عزمى إلى مظالم «ديوان مرسى»
ديوان قصر عابدين: فتحه المخلوع لتلقى الشكاوى.. لكنه لم يعمل إلا فى عهد مرسى
من سوهاج والمنيا والبحيرة والإسكندرية إلى ديوان المظالم بحثا عن «العدل والحل»
عسكرى الدورية أمام باب الديوان: «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته»
نائبون عن أبنائهم وأشقائهم جاءوا ليشكوا «الخط الساخن» لأنه أصبح «باردا»
«طريف» جاء ليزور أقاربه.. فأصبح «عرضحالجى ديوان المظالم»
عبد العزيز وزوجته.. مطلب واحد وجهتان للشكوى
يوم كامل قضته «الوطن» على رصيف «الشكوى لغير الله مذلة»
«تهانى» رضيت أن يكون راتبها 40 جنيها.. فاستكثرت الحكومة الرقم وقررت إيقافه
جاء يقدم شكواه وجلس ينتظر الرد.. وبالمرة يسترزق
خالد حمل صورة ابنته ضحية الإهمال الطبى واشترط: محاكمة الأطباء وضم ابنتى للشهداء
خاف على ابنيه من «البطالة» التى عانى منها 16 سنة.. فأخرجهما من المدارس وعلمهما صنعة
«عاليا» رحلة 30 سنة من البحث عن مأوى.. وحياة