موظفو «ديوان القبة»: من نعيم زكريا عزمى إلى مظالم «ديوان مرسى»
«دوام الحال من المحال»، قاعدة يتعامل معها البعض باعتبارها استثناء، انطبقت على موظفى قصور الرئاسة جاءت الثورة برياح تغيير، تأثروا بها فى مراكزهم وطبيعة عملهم، على أبواب قصر القبة وقفوا يشاركون المواطنين همومهم واحتياجاتهم المتقدمين بها لديوان المظالم، مجيبين عن كل الاستفسارات وملبين كل الطلبات.
يبدأ العمل فى الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساءً، 28 هو عدد الموظفين فى القصر، يُقسمون أنفسهم بالتبادل لأخد قسط من الراحة: «بنعمل شغلنا لوجه الله.. مشكلتنا إن الموطنين مش فاهمة وإحنا مُجبرين نتعامل معاهم».. قالها «حامد»، مسئول العلاقات العامة فى القصر، مضيفا: «كل واحد شايف مشكلته أكبر حاجة فى الدنيا حتى لو بسيطة جداً».
العاملون فى «ديوان المظالم» من رعايا زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، عملوا سنوات طويلة تحت ولايته، أصبح «عزمى» خلف القضبان، ولقوا هم مصيرا مشابها.. خلف قضبان البوابة 3 من القصر، يرفضون التعليق على الأيام «الخوالى»، ويكتفى «حامد» بالقول: «إحنا اشتغلنا سنين طويلة معاه، وهو دلوقتى فى السجن.. مش لازم نتكلم فى اللى راح».
مسئولو الديوان أكدوا أن عدد الشكاوى «مهول» وصل نحو 15 ألفا، يلزم أن يعرف الناس أن الحل يحتاج أياما طويلة، خط سير «المظلمة» يبدأ من يد صاحبها إلى موظف الديوان، وتُسجل الشكاوى برقم تسلسلى فى دفتر ورقى، وكل أربعة أيام توضع الطلبات مجمعة فى «كراتين» وترسل إلى قصر عابدين، للفرز والتصنيف وتسجيلها على الكمبيوتر، غرفة عمليات خاصة تتولى نقل الطلبات للجهات المسؤلة -حسب مجدى، أحد المسئولين- الخط الساخن رقم 19680 هو وسيلة المواطن لمتابعة مشكلته، يتسلمه مع رقم خاص به.
«حامد» يؤكد أن الزحام يظلم مقدمى الاقتراحات «اللى زى كده جاى يخدم البلد، وليه أولوية عشان يمشى بدرى»، تأخر الرد وعدم المصداقية وصعوبة الانتظار تحت حرارة الشمس المحرقة وعدم الإحساس بالأمل، كلها مظالم يكتسبها المواطن ويعود بها فى صدره بعد زيارة الديوان.
يحظى مصابو الثورة باستثناء خاص، «ملف» يضم أسماءهم، «حسن» -مسئول- يؤكد عزل طلباتهم عن باقى المواطنين «عشان نستعلم عنهم ونعرف إن صاحب الطلب مصاب فعلا، وإن كان صرف مستحقات مالية أو أخد وظيفة.. قبل تحويل حالته».
صبحى عفيفى، 49 سنة، أحد مصابى موقعة الجمل، جاء الرجل المريض طالبا توفير مصدر رزق قبل أيام، وعندما اتصل بالخط الساخن، اكتشف أن رقمه يخص سيدة أخرى، عاد إلى القصر متعجبا فطالبوه بتقديم شكوى أخرى: «قدمت كل الورق بتاع عيالى السبعة، أعمل إيه تانى!».
ظل عاملا للخدمات فى أحد المطاحن، والقومسيون الطبى أحاله على المعاش المبكر، وراتبه الآن 477 جنيها، ويضيف «عفيفى»: «أنا مش قادر أدفع فاتورة الكهرباء من 3 شهور وحتى البنت قعدتها من المدرسة»، يعتبر الرجل الأربعينى أن الموظفين يحاولون تشويه صورة الإسلاميين بتعطيل الطلبات.
أخبار متعلقة
ديوان قصر عابدين: فتحه المخلوع لتلقى الشكاوى.. لكنه لم يعمل إلا فى عهد مرسى
جوه ديوان المظالم بيحكى محكوم لحاكم.. عن الليالي الكحيلة
نائبون عن أبنائهم وأشقائهم جاءوا ليشكوا «الخط الساخن» لأنه أصبح «باردا»
«هبة» أصغر بائعة لاستمارات التظلم أمام الديوان: «نفسى فى عروسة بتتكلم»
من سوهاج والمنيا والبحيرة والإسكندرية إلى ديوان المظالم بحثا عن «العدل والحل»
عسكرى الدورية أمام باب الديوان: «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته»
«طريف» جاء ليزور أقاربه.. فأصبح «عرضحالجى ديوان المظالم»
عبد العزيز وزوجته.. مطلب واحد وجهتان للشكوى
يوم كامل قضته «الوطن» على رصيف «الشكوى لغير الله مذلة»
«تهانى» رضيت أن يكون راتبها 40 جنيها.. فاستكثرت الحكومة الرقم وقررت إيقافه
جاء يقدم شكواه وجلس ينتظر الرد.. وبالمرة يسترزق
خالد حمل صورة ابنته ضحية الإهمال الطبى واشترط: محاكمة الأطباء وضم ابنتى للشهداء
خاف على ابنيه من «البطالة» التى عانى منها 16 سنة.. فأخرجهما من المدارس وعلمهما صنعة
«عاليا» رحلة 30 سنة من البحث عن مأوى.. وحياة