من سوهاج والمنيا والبحيرة والإسكندرية إلى ديوان المظالم بحثا عن «العدل والحل»
على باب الرئيس.. قصص وحكاوى لم ترد فى الخيال العلمى، أصحاب المظالم يأتون للديوان مكلومين ومجروحى الأفئدة، ولا تزال قلوبهم تنبض بالأمل والتفاؤل والاقتراب من الفرج، الأوراق فى أيديهم لا تتسع لحصر ما يريدون قوله وتوصيله إلى الرئيس، لكن أمام الرجاء والحاجة تقترب المسافات وتهون الصعاب.
ما بين طلب وظيفة وبحث عن أحبة وأشقاء متغيبين ومُطالبة بعودة أموال وأراض وعقارات يستقبل «ديوان المظالم» معاناة مواطنين لا حول لهم ولا قوة.. الحاج «عبدالعليم» رجل ثمانينى، جاء من إحدى قرى مركز جرجا - محافظة سوهاج، طالباً عودة بيته الذى اغتصبه أقاربه حاملا كل أدلته وحُججه لمساعدة الديوان، «الرجل العجوز» لم يكترث بـ 600 كيلومتر قطعها فى الطريق لأنه مؤمن بأن «ما أضاع الله حقا وراءه مطالب» -حسب قوله.
ربة المنزل «آمال صالح مصطفى على» من الزاوية الحمراء، كان ديوان قصر القبة آخر محطة لها فى رحلة البحث عن شقيقها «على صالح مصطفى»، الذى اختفى يوم 5 يوليو 2005، «كان شغال (مبلط) وعمره وقتها 37 سنة، كان هيتجوز بعد يومين.. والناس قالولنا إن أمن الدولة خطفه ومش عارفين مكانه لحد دلوقتى» -قالتها «آمال» طالبة من الرئيس البحث عن أخيها، متهمة جهاز أمن الدولة «المنحل» باختطافه.
«المبلط» لم يكن له أعداء أو اتجاه سياسى، وتؤكد شقيقته أن مجهولين أخبروهم تليفونياً أنه كان متحفظا عليه فى أمن الدولة.. ومنها انتقل لسجن وادى النطرون: «رحنا السجن قالولنا امشوا من هنا مافيش حد بالاسم ده».. تسترجع آمال» شريط معاناتها بحثا عن شقيقها، أملها فى رجوعه ازداد بعد الثورة وفتح السجون، عرفت أن هناك من لم يهربوا، وتوقعت أن يكون أخوها من بينهم -وفقا لكلامها- مضيفة أنها استغاثت كثيراً بالرئيس السابق حسنى مبارك ورؤساء الوزراء السابقين وآخرهم الدكتور عصام شرف.
المشكلة نفسها حملها أحمد محمد أحمد عبدالتواب -شاب فى منتصف العشرينات- قادم من مركز ملوى بمحافظة المنيا، يطالب بالإفراج عن شقيقه «أبوالحسن» المحبوس من قبل الشرطة العسكرية منذ 15 مارس 2011 حتى الآن.. كل ما يطلبه الشقيق الأكبر هو زيارة أخيه والاطمئنان عليه.
عبدالحميد أحمد خليفة جاء من أقاصى الصعيد مفعماً بالأمل فى إيجاد وظيفة حكومية.. خاصة بعد حصوله على شهادة الدبلوم عام 1990، يقول: «أنا مريض بالصدرية وباشتغل أرزقى ولما عرفت بموضوع الريس مرسى جيت من سوهاج طوالى أقدم وأرجع على طول لأنى عندى 4 عيال أنا عائلهم الوحيد».. المواطن الصعيدى يريد أى مصدر دخل ووظيفة أو مهنة حكومية يقتات منها: «قدمت كتير قبل كده ومفيش فايدة.. والوظايف كانت بالكوسة وأنا على قدى ومش معايا فلوس».. ولا يزال دفتر وارد «ديوان المظالم» يتلقى ويحصر متاعب الناس.. التى ترى فيه الملاذ الأخير لقضاء حوائجهم وإثلاج صدورهم.
أخبار متعلقة
جوه ديوان المظالم بيحكى محكوم لحاكم.. عن الليالي الكحيلة
موظفو «ديوان القبة»: من نعيم زكريا عزمى إلى مظالم «ديوان مرسى»
ديوان قصر عابدين: فتحه المخلوع لتلقى الشكاوى.. لكنه لم يعمل إلا فى عهد مرسى
«هبة» أصغر بائعة لاستمارات التظلم أمام الديوان: «نفسى فى عروسة بتتكلم»
عسكرى الدورية أمام باب الديوان: «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته»
نائبون عن أبنائهم وأشقائهم جاءوا ليشكوا «الخط الساخن» لأنه أصبح «باردا»
«طريف» جاء ليزور أقاربه.. فأصبح «عرضحالجى ديوان المظالم»
عبد العزيز وزوجته.. مطلب واحد وجهتان للشكوى
يوم كامل قضته «الوطن» على رصيف «الشكوى لغير الله مذلة»
«تهانى» رضيت أن يكون راتبها 40 جنيها.. فاستكثرت الحكومة الرقم وقررت إيقافه
جاء يقدم شكواه وجلس ينتظر الرد.. وبالمرة يسترزق
خالد حمل صورة ابنته ضحية الإهمال الطبى واشترط: محاكمة الأطباء وضم ابنتى للشهداء
خاف على ابنيه من «البطالة» التى عانى منها 16 سنة.. فأخرجهما من المدارس وعلمهما صنعة
«عاليا» رحلة 30 سنة من البحث عن مأوى.. وحياة