خالد حمل صورة ابنته ضحية الإهمال الطبى واشترط: محاكمة الأطباء وضم ابنتى للشهداء
حقائب سفر موضوعة أمامه أخفته عن الأنظار.. يجلس فى الحديقة المجاورة لديوان المظالم متخذا وضع القرفصاء، يمسك بيمينه عصا خشبية هى عكازه فى الحياة، بينما يحمل بيسراه صورة لـ «شيماء»، ابنته الكبرى التى كانت تؤازره وتسانده، حتى رحلت عنه بغتة.
قادماً من الإسكندرية إلى القاهرة ولمدة 6 سنوات، يتجول بين ميادينها وفى يده فلذة كبده.. ملاذهما الوحيد هو «الشارع» تاركاً وراءه فى المدينة الشاطئية زوجته وطفليه، كانت «شيماء» تسير وتتمايل بضفائرها الذهبية بين أرجاء منطقة العامرية، وبينما تلعب كانت «حقنة طبية» مُلقاة على قارعة الطريق تصيب «إبرتها» قدم الطفلة الصغيرة.. تتورم قدم الصغيرة داخل فصل مدرستها الحكومية، يسرع «خالد» والدها للكشف عنها «بنتك عندها وباء كبدى مزمن» هكذا حلت عليه كلمات الطبيب كالصاعقة.
الرجل الأربعينى نصحه جيرانه بالذهاب إلى معهد الكبد.. يتقبل الأطباء تشخيصها ويرفضون علاجها على نفقة الدولة «أنا شغال على قد حالى مزارع فى أرض بالإيجار».. اكتفت الطفلة بعلاج باهظ الثمن، ولكنها لم تتحمله لأنه يحوى الكورتيزون.. هزُل جسدها ونحلت وهوت ضفائرها أرضاً بسبب العلاج الذى لم يتحمله جسدها، وجاء الحل من أحد الأطباء «علاج الحالات دى فى فرنسا».. الفقر حال دون تحقيق والد الطفلة ذلك لكن «البنت كان نفسها تعيش وتلعب».
وسط الحقائب التى تُحيطه أمام ديوان المظاليم ينبش بداخلها، ليس بداخلها ملبس أو مشرب، كل ما تحتويه هى التقارير الطبية للطفلة، يجلس الرجل الأربعينى بلحيته الكثة بصعوبة بالغة على قدميه التى بداخلها شريحتان ومسمار نالهما فور تعرضه لحادث أليم على الطريق الصحراوى لـ (مصر - إسكندرية) بينما كان ذاهبا للبحث عن علاج لابنته، مستشفيات وادى النيل وأبوالريش اليابانى محطتان فى حياته، طلبا منه إعادة تشخيص حالة ابنته رغم استيفائها لكافة الأوراق التى تثبت مرضها بفيروس نادر فى الكبد، وبعد انتظار دام 6 سنوات من «الكعب الداير على الدكاترة» تمت أولى الخطوات وداخل أحد المستشفيات أجرت «شيماء» التى -بلغت 12 عاماً- عملية منظار وربط دوالى للكبد، وبعد إنهاء العملية فوجىء الوالد المكلوم بالأطباء يسمحون لها بالخروج فى نفس يوم العملية، بحجة أن «الحالات الحرجة كتيرة، وعموما بنتك تقدر تطلع» بالرغم من تعرضها للبنج الكلى.. وما هى إلا أيام، وبينما كان يسعى «خالد» لثانى خطوات العلاج لفظت البنت من فمها دماً وودعت أهلها قائلة: «انت سعيت يابويا كتير وأنا كان نفسى أعيش».. مظلمة الرجل تلخصت فى أمرين: «محاكمة الأطباء بتهمة الشروع فى قتل ابنته وضم اسم شيماء لقائمة الشهداء».
تأسيس ديوان المظالم جاء رحمة له، أخيرا سيجد مكان يجمع فيه كل احتياجاته «نفسى صورة بنتى تطلع بالألوان فى الجورنال لأنها عاشت طول حياتها أبيض وأسود».. مُهدداً بتدويل القضية: «إن شاالله أروح إسرائيل المهم حق بنتى يرجع».
أخبار متعلقة
جوه ديوان المظالم بيحكى محكوم لحاكم.. عن الليالي الكحيلة
موظفو «ديوان القبة»: من نعيم زكريا عزمى إلى مظالم «ديوان مرسى»
ديوان قصر عابدين: فتحه المخلوع لتلقى الشكاوى.. لكنه لم يعمل إلا فى عهد مرسى
من سوهاج والمنيا والبحيرة والإسكندرية إلى ديوان المظالم بحثا عن «العدل والحل»
عسكرى الدورية أمام باب الديوان: «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته»
نائبون عن أبنائهم وأشقائهم جاءوا ليشكوا «الخط الساخن» لأنه أصبح «باردا»
«هبة» أصغر بائعة لاستمارات التظلم أمام الديوان: «نفسى فى عروسة بتتكلم»
«طريف» جاء ليزور أقاربه.. فأصبح «عرضحالجى ديوان المظالم»
عبد العزيز وزوجته.. مطلب واحد وجهتان للشكوى
يوم كامل قضته «الوطن» على رصيف «الشكوى لغير الله مذلة»
«تهانى» رضيت أن يكون راتبها 40 جنيها.. فاستكثرت الحكومة الرقم وقررت إيقافه
جاء يقدم شكواه وجلس ينتظر الرد.. وبالمرة يسترزق
خاف على ابنيه من «البطالة» التى عانى منها 16 سنة.. فأخرجهما من المدارس وعلمهما صنعة
«عاليا» رحلة 30 سنة من البحث عن مأوى.. وحياة