خمس دقائق
يلمح تلك السيدة تفتح باب المصعد، يهرول ليلحق بالمصعد.. يقف فى زاوية المصعد مركزاً ناظريه على الأرض.. تسأله السيدة: إلى أى طابق تصعد؟ فيجيب: «العاشر»، فتضغط على الزر.. يصطدم بصره بقدم نسائية ترتدى حذاء بكعب عالٍ يكشف عن أظافر منمقة مزينة «بالمانكير» وساق بيضاء ناعمة ملفوفة تحيط بها سلسلة رفيعة تشبه «الخلخال».. فيضغط على حبات مسبحته بعصبية.. ولا يحرك ساكناً.. تشيع فى المصعد رائحة عطرٍ نسائى يعرفه جيداً.. فجأة ينقطع التيار.. ويتوقف المصعد.. يخرج «الموبايل» ليضىء المكان.. تبدى استياءها من تكرار انقطاع التيار.. يخرج منديلاً ورقياً يمسح به عرقه.. يرفع رأسه ويقول لها مطمئناً «لا بد أن مبنى كهذا به مولد كهرباء».. وجه ضوء «الموبايل» صوب وجهها.. وظل مشدوهاً لبرهة.. إنها الماضى البعيد صاحبة أول طوفان للحب يجتاح مشاعره البكر.. كانت فتاة بسيطة غضة تجلس بجواره على رصيف الجامعة مرتدية ملابس بسيطة.. تبدو الآن كسيدة أعمال غاية فى الأناقة! يبدو أن ملامحه قد تغيرت وأن تلك اللحية القصيرة التى يغلب عليها الشعر الأبيض والنظارة الطبية السميكة التى يرتديها قد غيرت ملامح الصبا كثيراً، لكنها لم تتغير كثيراً فقد ازدادت ملاحة.. وأضحت أنثى كاملة.. ذكَّرها بنفسه.. فلم تبد سعادةً للقائه.. سألته عن سبب مجيئه للإدارة الرئيسية لمجموعة الشركات القابعة بالدور العاشر.. أجاب: أنا لدى مقابلة شخصية للعمل كمدير مالى.. ومع انقطاع التيار وتوقف مروحة المصعد ومع الانفعال الدفين الذى يعتمل فى صدره.. يتصبب عرقاً ويضغط على حبات مسبحته.. لحظات من الصمت... لقد تم تشغيل المولد الكهربائى.. تسير معه تجاه باب إدارة مجموعة الشركات.. فيسألها فى دهشة: هل تعملين هنا؟.. «لا بل أنا صاحبة المجموعة»!!
أخبار متعلقة:
مبدعون.. ملحق أسبوعى لإبداعات الوطن
صرخة الدلع المقدس
النظارة السوداء
ديمقراطية الفقراء
فرض عين
رسالة إلى جماعة الإخوان
«ميلوفرينيا»: شباب النور حاولوا إقناعنا بالتراجع عن «أولاد حارتنا».. والقائم بدور الجبلاوى «اختفى» يوم العرض
التطهير قبل التطوير
مش من زمان أوى
عنكبوت
قلم حبر
يا قَلْبُ مَهْلا