من بائعة "الجرجير" لـ"البرسيم".. بسطاء اعتذر لهم المسؤولون
بائعة البرسيم
لم يتخيلوا يوما أن يجذبوا الأضواء أو يصبحوا حديث الصحف والمواقع الإلكترونية، أو يتمكنوا من لقاء المسؤولين والمحافظين، لبساطتهم الشديدة وكونهم بائعين "على باب الله"، إلا أن ذلك ما حدث بالفعل للبعض، ولكنه جاء عن طريق تعرضهم لاعتداءات ومعاناة أثناء عملهم وكسبهم للرزق.
سعاد حسن متولي، هي صاحبة آخر تلك الوقائع، والمعروفة إعلاميا باسم "بائعة البرسيم"، حيث اعتدى عليها بالضرب موظف بالوحدة المحلية بكفر منصور بطوخ، ليقرر سريعا رئيس مدينة طوخ إيقاف هذا الموظف، وعقب ذلك استقبل المهندس محمد خيري رئيس مدينة ومركز طوخ، البائعة وقبَّل رأسها وطمأنها بأن حقها لن يضيع وأن الموظف أحيل للتحقيق ونُقل لديوان مجلس مدينة طوخ، مؤكدا لها أنه لن يقبل بأي تجاوز من أي موظف مهما كان وأن حق المواطن محفوظ مهما كانت الظروف، اليوم.
لم تكن تلك هي الواقعة الأولى مؤخرا، حيث إنه الأسبوع الماضي، وفي لفتة إنسانية مميزة، أعاد المقدم بمرافق أسوان عاطف عبدالله، "فرشة عيش" لبائعة كبيرة السن، كانت تبيع الخبز بعد أن شاهدها تبكي أثناء حملة للإزالة ورفع الإشغالات بمنطقة السيل بأسوان، وبادر بتقبيل رأسها ويدها، مؤكدا أنهم لا يسعون لإيذاء ومضايقة أحد.
وفي نوفمبر الماضي، تعرضت كريمة حمدان، الشهيرة بـ"بائعة الجرجير"، أيضا للاعتداء، حيث انتشرت واقعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تجلس بجوار بضاعتها الملقاة على الأرض، ومطاردتها خلال حملة لإزالة الإشغالات من الطريق، وهي تبكي وتتوسل لرئيس الوحدة المحلية للسماح لها بالانصراف، ما أثار موجة من الغضب والتأثر بشدة.
وعلى الفور، أصدرت محافظ دمياط منال عوض، قرارا بنقل رئيس الوحدة المحلية في مدينة رأس البر من منصبه، وتعيين قائم بأعماله، بينما أسندت إليه بدلا من ذلك إدارة المواقف بالمحافظة ضمن حركة تغييرات محدودة شملت قيادات محلية أخرى، كما استقبلت بائعة الخضراوات في مكتبها، وقدمت لها أسفها البالغ، واستنكارها للواقعة، وقررت تشكيل لجنة لاختيار مكان ملائم لمزاولة نشاطها التجاري، مشددة على أنه لن يتم التهاون في استرداد حقها وكرامتها بالقانون.