الكشرى: مُغلق للتحسينات.. و«خسارة الصيام» «تتعوض فى العيد»
محلات الكشرى تستعد لتعويض خسارتها فى رمضان
داخل محل كشرى فى أحد شوارع منطقة الدقى، جلس الأربعينى عبدالله الكركيت، مرتدياً الزى الموحد لهذا المحل الذى يعمل فيه منذ ما يزيد على 25 عاماً، وعلى وجهه ابتسامة لا تفارقه، رغم قلة الزبائن فى هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان، التى تعود فيها على ذلك على مدار الأعوام الطويلة له فى هذا المجال، فهى مشاهد متكررة بالنسبة له، تبدأ بإغلاق أبواب المحل مع اليوم الأول للشهر الكريم، مروراً بفتحه مرة أخرى فى الأيام العشر الأواخر، وانتهاءً بـ«موسم الكشرى» فى أيام عيد الفطر المبارك.
«فى رمضان طبعاً الناس من الصيام ما بياكلوش كشرى عشان كده معظم المحلات بتقفل»، يقولها «عبدالله» بلهجة المعتاد على هذا الأمر، قبل أن يشير إلى أن مدة الإغلاق فى المحل الذى يعمل فيه تصل إلى 20 يوماً بالتمام والكمال، ليتم فتح أبواب المحل للمرة الأولى فى شهر رمضان فى اليوم الـ21 منه، مع هذا اليوم تبدأ عمليات «التجهيز» للعيد، سواء كانت هذه التجهيزات عبارة عن «توضيبات» المحل إذا ما كان فى حاجة إلى ذلك، أو تجهيز البضاعة اللازمة لما بعد رمضان.
قرار إغلاق المحل يجب أن يتبعه بعض القرارات الأخرى من صاحب العمل، حسب ما يقول «عبدالله»، فعدد ليس بالقليل من العمال بالمطعم لا يعرفون مكاناً آخر يقتاتون منه رزقهم خلال أيام الإجازة، ومن ثم كان لزاماً على صاحب المحل أن «يراضى العمال» فتكون هذه الأيام بأجر كامل إلى أن يتم فتح المحل مرة أخرى، وهو ما اعتبره «عبدالله» تكلفة إضافية بجانب الإغلاق تتحملها معظم محلات الكشرى.
ساعات قليلة من العمل فى ليالى رمضان الأخيرة بعدد قليل من العمال يترأسهم «عبدالله» داخل محل الكشرى، كانت بمثابة «التسخين» لعودة أيام ضغط البيع مرة أخرى، التى تبدأ مع وقفة عيد الفطر المبارك، فبينما آخرون يستعدون للاحتفال صباحاً بأول أيام عيد الفطر المبارك، يكون «عبدالله» ومن معه من عمال فى عالم آخر خاص بهم: «يوم الوقفة ما فيهوش نوم بالنسبة لنا، بنكون كلنا سهرانين نجهز لشغل الصبح».
"عبدالله": "يوم الوقفة مافيهوش نوم بالنسبة لنا بنجهز لشغل الصبح الكل بيبقى مشتاق للأكلة الشعبية"
فرحة العيد تتنوع أشكالها، ومن بين الأنواع المتعددة لهذه الفرحة، حسب «عبدالله»، عودة الحياة إلى محلات الكشرى مرة أخرى وانتشار رائحته فى الشوارع من جديد، فهى فرحة اشترك فيها أصحاب المحلات ومحبو هذه الأكلة المصرية الأصيلة على حد سواء، فالكل «مشتاق لها»، على حد تعبير «عبدالله»، الأمر الذى يجعل البيع متزايداً بصورة كبيرة فى الأيام التالية لشهر رمضان يصاحبها شىء من البهجة المتبادلة بين العاملين فى المحلات والمترددين عليهم، ما يعوض شيئاً من خسارة أيام الإغلاق الطويلة التى تحملها صاحب العمل، إلى أن يقل البيع تدريجياً بعد ذلك فيعود كما كان قبل رمضان، ويعود معها الكشرى مرة أخرى إلى مكانته الطبيعية ملكاً على عرش الأكلات الشعبية فى مصر.