مواطنون: «سواقين التوك توك غلّوا الأجرة».. والسائقون: «عاوزين تسعيرة»
سائقو التوك توك استغلوا الزيادة فرفعوا سعر التوصيلة
بعد أيام قليلة من زيادة أسعار المنتجات البترولية رفع سائقو التكاتك فى العديد من المناطق الشعبية، أجرة الركوب على غير المعتاد وبأسعار متفاوتة فى نفس المنطقة، مستغلين غياب الرقابة عليهم، فى الوقت الذى تشتد فيه الرقابة على وسائل المواصلات الأخرى.
«الوطن»، قامت بجولة فى مناطق بولاق وناهيا وصفط اللبن وأبوقتادة، والطابق، للتعرف على آراء المواطنين بعد قيام بعض سائقى التكاتك برفع ثمن الأجرة بدعوى زيادة أسعار البنزين، مما دفع العديد من المواطنين إلى البحث عن وسائل بديلة موفرة بعد أن أصبح التوك توك مثله مثل التاكسى بدون عداد ولا يخضع للرقابة أو التسعيرة الجبرية.
شارع طويل وممتد أوله منطقة ناهيا ونهايته الطابق ببولاق الدكرور، العديد من التكاتك تسير بشكل عشوائى فى الطريق غير الممهد مسرعة حتى يتسنى لها الوصول بالزبون إلى نهاية الشارع والعودة سريعاً للموقف الكائن تحت كوبرى الخشب مباشرة، فى محاولة منهم لنقل أكبر عدد من الركاب، فى أقل وقت ممكن لتحقيق الربح المطلوب، الخلافات المستمرة التى نشبت فى الآونة الأخيرة بين السائقين والركاب دفعت العديد من المواطنين إلى عبور كوبرى الخشب وركوب الميكروباصات التى يعتبرها البعض الأنسب من حيث الراحة والأمان والمراقبة، حيث لا يمكن لسائق زيادة الأجرة من تلقاء نفسه وإلا سيكون عرضة للمساءلة القانونية وما تحمله من عقوبات كالغرامة.
محمد راضى، ٤٦ سنة، صاحب ورشة، أحد سكان منطقة صفط بمحافظة الجيزة، يشكو من الاستغلال الذى يتعرض له يومياً بسبب سائقى التكاتك فى المنطقة والذين قاموا برفع الأجرة بشكل غير مبرر: «التكاتك خربت بيتنا والسواقين بيرفعوا الأجرة بمزاجهم، إمبارح لسه متخانق مع سواق، علشان طمعه، أنا ركبت من تحت الكوبرى، وكنت عايز أروح الطابق، وده مكان قريب أوى من هنا يعتبر آخر الشارع يعنى، فى العادى الأجرة كانت ٣ جنيه، لاقيته بيقولى عايز ٥ جنيه، بقول له ليه لاقيته متنرفز ومتعصب وعمال يخبط على ركبه، ويقول لى، روح اتشطر على سواقين الميكروباص، ولا أنت هتبص على الـ٢ جنيه بتوعى وتسيب العربيات»، ويتابع: «أنا سامع ومستغرب الكلام، وبقول لنفسى يعنى انت عايز تضحك عليا وتاخد فلوسى من غير وجه حق، وكمان مش عاجبك، المهم شديت معاه ومسكنا فى بعض، وفى الآخر برضه أخد الخمسة جنيه بالعافية، وماعرفتش أعترض أو حتى أروح أشتكى، ماهو كل التكاتك مش مرخصة»، أزمة الأربعينى لم تقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى أنه لا يتمكن من الذهاب إلى عمله بغير التوك توك: «مفيش أى وسيلة تانية غيره، وشغلى فى شارع ضيق، يعنى مفيش ميكروباصات هتعرف تدخل جوه، ولو فكرت أمشى هفضل ماشى أكتر من ربع ساعة»، ويضيف: «السواقين خلاص الجشع ملا قلوبهم، وخلاهم عايزين يمصوا دمنا، لكن لو فيه ترخيص وتسعيرة، مستحيل حد يقدر يخالف، أو حتى يدفَّعنا زيادة».
مرور التكاتك مسرعة فى الشارع أدى إلى تصادم أحدهم بالآخر ونشبت معركة أدت إلى قيام سائق أحد المركبات برمى سائق المركبة الآخر بزجاجة فارغة، لم تصبه ولكن زجاجها تناثر على الطريق، مما دفع أحد المواطنين برفع الزجاج وإزاحته جانباً حتى لا يصاب المارة بأذى، مصطفى راضى، ٥٨ سنة، أحد مواطنى فيصل، والذى اعتاد على ركوب التوك توك يومياً يقول لـ«الوطن»: «التسعيرة مفيش شك هتخدمنا، على الأقل هنترحم من طمع السواقين دى، بس علشان يكون فيه تسعيرة، لازم يبقى فيه ترخيص، وده صعب لأنه محتاج إن كل الناس تشتغل على الموضوع ده، لأن التوك توك توغل وانتشر فى كل المناطق الشعبية، ودى كارثة محدش واخد باله منها، لأن الكل مركز على الشوارع الرئيسية وسايب المناطق الشعبية»، ويتابع: «ماحدش يقدر يقول إن التوك توك وسيلة مش مهمة، لأن مابقاش حد يقدر يستغنى عنه فى المناطق الداخلية واللى صعب الميكروباص يدخلها». أمام مترو جامعة القاهرة وقف عدد كبير من التكاتك فى منطقة أبوقتادة، حيث يعتبر التوك توك هو الوسيلة الوحيدة لنقل المواطنين من المترو إلى المناطق الداخلية، حركة المركبات لا تهدأ حيث تبدأ من السادسة صباحاً حتى الواحدة بعد منتصف الليل.
"عيد": السواقين استغلونا ورفعوا الأجرة من جنيه لتلاتة.. عايزين عقوبة للى يخالف.. و"عمر": محتاجين خطوط سير.. ده هيخلى الواحد ما يتخانقش مع حد
العديد من المشكلات تتسبب بها تلك التكاتك ولا يمكن لأحد إرغام السائقين على تسعيرة موحدة، يقول عيد وحيد، ٣٦ سنة، من ناهيا: «علشان مفيش غيرهم، استغلوا ده ورفعوا الأجرة، فتلاقى سواق مزود جنيه والتانى يزود بالتلاتة جنيه، إحنا عايزين رقيب وحسيب عليهم، وتسعيرة تجبرهم إنهم يحترموا نفسهم ويكون فيه عقوبة للى يخالف»، ويقترح وحيد أن يتم تركيب عدادات فى كل توك توك، على أن يتم كسر العداد مثلما يحدث فى التاكسى، وهذا سيكون له أثر إيجابى يرتضى به جميع الأطراف. ويقول أحمد حسين، ٣٩ سنة، من الدقى، محامٍ: «علشان يكون فيه سيطرة على التوك توك وتسعيرة لازم يتعامل معاملة العربيات الملاكى فى الجمارك، مادام هو داخل للاستخدام كوسيلة للنقل، علشان كده مفروض يكون فى تقنين لأوضاع التكاتك فى مصر من خلال إجبار المستوردين على التراخيص قبل الخروج من الجمارك، ده هيسهل التسعير والسيطرة عليهم وهيمنع المشاكل».
وعلى الجانب الآخر لم يرفض سائقو التكاتك فكرة التسعيرة معتبرين أنها طوق نجاة لهم باعتبار أنها ستمنع عنهم سباب الزبائن اليومى: «موافق جداً على التسعيرة، وأتمنى إن الموضوع يتفعل بسرعة، بس أنا عايز أفهم، هيتعمل تسعيرة إزاى من غير ترخيص، يبقى حلو أوى لو رخصوا التكاتك فى الأماكن الداخلية دى»، قالها مصطفى عبدالمنعم، سائق توك توك، ويوافقه فى الرأى عمر خالد، ٣٢ سنة، سائق، ويقول: «التسعير فى مصلحتنا، وكمان شغلنا خطر والناس واخدة فكرة وحشة عننا، والتسعيرة هتخلى فيه احترام فى التعامل بينا وبين الزباين، وكمان يبقى كويس أوى لو عملوا خطوط سير لينا، وده هيخلى الواحد يبقى سايق وهو مطمن إنه مش هيتخانق مع حد».