مقتل جندي تركي في الأراضي السورية بقصف كردي
قتلى مدنيون وأطفال على جبهات قتال عدة في سوريا
قتل جندي تركي، اليوم، إثر إطلاق مقاتلين أكراد سوريين قذائف هاون في منطقة يحتلها الجيش التركي في الأراضي السورية.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان "أصيب أحد رفاقنا بقذائف هاون أطلقها عناصر منظمة إرهابية"، على حد وصفها، في إشارة إلى القوات الكردية السورية، وأضافت أن الجندي قضى متأثرا بجروحه، مشيرة إلى أن الجنود الأتراك ردوا على إطلاق القذائف، بدون تحديد دقيق لمكان الواقعة.
وأطلقت تركيا والفصائل السورية الموالية لها في التاسع من أكتوبر الماضي، عدوانا ضد المقاتلين الأكراد، وأثر أسابيع من المعارك، سيطرت أنقرة وحلفاؤها على منطقة حدودية واسعة بطول 120 كيلومتراً في شمال شرق البلاد وعلقت أنقرة عدوانها في 23 أكتوبر الماضي، بعد وساطة أمريكية ثم اتفاق مع روسيا في سوتشي نصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها.
وخلال تسييرهم دورية، اليوم، في ريف كوباني في شمال حلب، أصيب ثلاثة جنود روس بانفجار عبوة ناسفة، وفق ما افادت وزارة الدفاع الروسية.
مقتل نحو 20 مدنياً في قصف جوي شنته القوات السورية وحليفتها روسيا في إدلب
وفي سياق متصل، قتل نحو 20 مدنياً، في وقت سابق اليوم، في قصف جوي شنته القوات السورية وحليفتها روسيا في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا التي تشهد منذ يومين معارك أودت بعشرات المقاتلين هي الأعنف منذ اتفاق هدنة تم التوصل إليه قبل ثلاثة أشهر، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، والذي يتخذ من العاصمة البريطانية "لندن"، مقرا له.
وعلى جبهة أخرى على بعد عشرات الكيلومترات، قتل 11 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال، في قصف مدفعي تركي استهدف مدينة تسيطر عليها قوات كردية وتنتشر فيها قوات روسية في شمال سوريا، وأشار "المرصد السوري"، إلى مقتل 13 مدنياً في قصف للقوات السورية استهدف سوقاً شعبية في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي.
"المرصد السوري": فرارا سجناء جراء استهداف روسي سجن إدلب المركزي
وقتل ثلاثة مدنيين آخرين في غارات جوية شنتها طائرات حربية سورية وروسية في مناطق متفرقة في جنوب إدلب، كما قتلت امرأة وطفلاها في قصف روسي استهدف سجن إدلب المركزي أثناء زيارتها لأحد أقاربها، واشار المرصد السوري إلى تمكن عدد من السجناء من الفرار. وتؤوي محافظة إدلب وأجزاء من محافظات محاذية نحو ثلاثة ملايين نسمة نصفهم من النازحين وتقع بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً.
وفي معرة النعمان، نقل متطوعون في الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) جثث القتلى من محال مدمرة، فيما انتشرت حبوب البرتقال على الأرض إلى جانب أكياس من البصل وبقع من الدماء. وقال ماهر محمد، وهو بائع في الـ35 من العمر "كنا جالسين أمام المتجر وفجأة قصف الطيران نصف السوق واستشهد سبعة أو ثمانية أشخاص من جيراننا". وأضاف "هربنا إلى داخل المحال ورمينا أنفسنا أرضاً".
وتدور في محافظة إدلب منذ أمس الأول السبت اشتباكات على جبهات عدة قتل خلالها 54 عنصراً من القوات السورية و47 مقاتلاً من الفصائل المسلحة. ومنذ سيطرة الفصائل المسلحة على المحافظة في العام 2015، تصعد القوات السورية بدعم روسي بين الحين والآخر قصفها لها أو تشن هجمات عادة ما تنتهي باتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
ونهاية أبريل الماضي، بدأت القوات السورية بدعم روسي عملية عسكرية سيطرت خلالها على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسية - تركية في نهاية أغسطس الماضي، ولم تخل الهدنة من اشتباكات متفرقة وغارات تشنها القوات السورية وروسيا قتل جراءها أكثر من 180 مدنياً، بينهم 47 طفلاً، بحسب حصيلة للمرصد، الذي أشار إلى تصعيد جديد في القصف منذ بداية نوفمبر الماضي.
وأوضح المرصد السوري، أن المعارك المستمرة منذ السبت هي الأعنف في المحافظة منذ الهدنة. وفي أكتوبر الماضي، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة هي الأولى له للمحافظة منذ اندلاع النزاع في العام 2011، أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب في البلاد.
وفي مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، قتل 11 مدنياً بينهم ثمانية أطفال، اليوم، جراء "قصف مدفعي تركي وقع قرب مدرسة أثناء خروج التلاميذ منها"، وفق المرصد الذي أشار إلى أن القتلى من النازحين من منطقة عفرين المجاورة والتي فرّ عشرات الآلاف منها مع شنّ القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها هجوماً عليها العام الماضي، وأظهرت مشاهد فيديو نقلتها وكالة هاوار الكردية مسعفين ينقلون أطفالاً مصابين علت أصوات صراخهم داخل مستشفى.
مجلس سوريا الديمقراطية: الغاية من ارتكاب مثل هذه المجازر هي لترويع السكان
وعلى الأرض عند مدخل المستشفى، وضعت جثث ثمانية أطفال ورجل عجوز على الأرض وقد لفت ببطانيات سوداء، وفقدت أمرأة وعيها قبل أن تدخل وهي تصرخ وترمي نفسها على الأرض لتعانق أحد الأطفال القتلى، وتصرخ باسمه كأنها تحاول إيقاظه.
وقال مجلس سوريا الديموقراطية، الجناح السياسي للقوات الكردية، في بيان ان "الغاية من ارتكاب مثل هذه المجازر هي لترويع السكان وتخويفهم وإرهابهم من أجل النزوح وترك مناطقهم لاستكمال عملية التغيير الديموغرافي".
وغالباً ما تشهد تل رفعت مناوشات بين قوات كردية محلية تسيطر عليها والفصائل السورية الموالية لأنقرة المنتشرة في مناطق قريبة، وتنتشر في المدينة أيضاً القوات السورية وقوات روسية، تنفيذاً لاتفاق تمّ بين موسكو وأنقرة العام 2018، حال دون تنفيذ تركيا لتهديدها بشن هجوم عسكري على المدينة.
وأكّدت روسيا آنذاك أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها أنقرة منظمة "إرهابية"، لم تعد موجودة فيها، لكن أنقرة تصر على أن الوحدات الكردية لا تزال تنتشر في المدينة، ذات الغالبية العربية أساساً قبل النزوح الكردي إليها.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات روسية انتشرت، اليوم، في مدينة عامودا وانحائها تنفيذا لاتفاق بين الأكراد والروس يشمل أيضا تل تمر وعين عيسى، فيما بحث الرئيس السوري، اليوم، الأوضاع في شمال شرق البلاد مع المبعوث الخاص الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، وأكد الطرفان، وفق ما نقل حساب الرئاسة على تليجرام، أن "استعادة الدولة السورية للسيطرة على كامل الأراضي والمدن وعودة مؤسسات الدولة هو العامل الأساس في إعادة الاستقرار والأمان لأهالي تلك المنطقة".