توفى طبيب بسببه وفقد آخر نظره.. كيف يؤثر ضغط العمل على الإنسان؟
أستاذ مخ واعصاب: يضعف المناعة
طبيب فقد بصره بسبب إرهاق العمل
العمل لفترات طويلة قد يكون عنوانا للاجتهاد، أو يراه البعض تفاني في العمل وانغماسا في تفاصيله، ولكن قليل من يعرف عواقبه، والتي ظهرت في الآونة الأخيرة، في فئة الجيش الأبيض، مع محاربتهم لانتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، والتي بدأت بعمى طبيب، وانتهت بوفاة ممرض.
اليوم، نعت لجنة الشباب بالنقابة العامة للتمريض، الشهيد أحمد بدر، أخصائي تمريض بمستشفى العزل التابع لجامعة الزقازيق، وقالت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه توفى إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، نتيجة ضغط وإرهاق العمل المتواصل، حيث تم العثور على جثته في سكن التمريض التابع للمستشفى.
ومن قبله فقد الدكتور محمود سامي بصره، خلال عمله لعدد ساعات متواصلة، بمستشفى عزل بلطيم، وقال خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج "التاسعة" المذاع عبر القناة الأولى بالتليفزيون المصري، إنه مع شدة التوتر والقلق وكثرة العمل في مواجهة فيروس كورونا، لحقت به عدة أزمات صحية صاحبها ارتفاع شديد في ضغط الدم ومن ثم فقد الوعي في مقر عمله، وعندما استفاق وجد نفسه غير قادر على الإبصار.
وتعليقًا على هذا الشأن، قال دكتور عادل الحكيم أستاذ طب المخ والأعصاب جامعة عين شمس، إن إنهاك الفرد لجسده عن طريق العمل لفترة متواصلة بشكل كثيف، يقلل من المناعة، ويسبب اضطراب في الأعصاب، ما يجعل تصرفات العامل غير متزنة، ويصبح جسمه أكثر عرضه لاستقبال الفيروسات.
وأضاف "حكيم" لـ"الوطن"، أن فقدان النظر أو أي مرض عضوي يحدث بسبب ضغط العمل، قد يكون في الأساس راجع لأمراض موجودة لدى هذا الشخص، مثل الضغط والسكر.
وأوضح "حكيم" أن العمل لأكثر من 10 ساعات يوميًا لفترة طويلة، يؤذي الأعصاب وقد يتسبب في انسداد شرايين بالمخ، ويُزيد من فرص الإصابة بسكتة دماغية، لذا حذرت منه منظمات العمل الدولية.
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالرحمن حماد، أخصائي الأمراض النفسية ومدير أسبق بمستشفى العباسية، أن العمل لعدد ساعات طويلة يؤدي لحدوث اضطرابات نفسية وعضوية، خاصة إذا كان الشخص في الأساس لديه قلق على زوجته أو أسرته.
وأضاف "حماد" لـ"الوطن" أن منظمة الصحة العالمية، دائمًا ما تدعو لتقنين ساعات العمل، ولكن في حالتي الطبيبين المصريين، فهما ضخا بحياتهما وصحتهما من أجل وطنهما، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار اهتمام الفرد بنفسه وصحته وعدد ساعات نومه وإن كانت قليلة.
وأشار أستاذ الصحة النفسية، إلى أن أي عامل عمومًا يجب أن يتوافر لديه السلامة النفسية حتى يتجنب عوامل الضغط التي تؤدي للأمراض وقد تصل للوفاة، مثل توافر إحساسه بالأمان من خلال وجود حماية كافية وحماية من رؤساءه، ودعم نفسي من زملائه أو من متخصصي الصحة النفسية، بالإضافة لتطوير نفسه وامتلاك مجموعة من المهارات التي تساعده على أن يتكيف مع الظروف.