متخصصون عن التعامل مع الأطفال في العيد: يجب أن يشعروا بالفرحة
هاني: العيد يرتبط لدى الأطفال بالفسح ويجب أن نتحدث معهم عن خطورة الوضع
الدكتور محمد هاني
حالة من البهجة ينتظرها الأطفال كل عام في أيام العيد، ما بين زيارات عائلية و"فسح" ولعب مع الأصدقاء، إلا أنها كلها أمور أصبحت ممنوعة عليهم هذا العيد، بسبب ما تعانيه مصر، مثل غيرها من دول العالم، من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الأمر الذي صاحبه مجموعة كبيرة من الإجراءات الاحترازية وقفت عائقًا أمام استمتاع الأطفال بعيدهم، وهو الأمر الذي يجب أن تعيه الأسرة بصورة كاملة، وتعرف كيف تتعامل معه حتى لا يتسبب في صدمات نفسية لأطفالهم، بحسب أطباء الصحة النفسية والعلاقات الأسرية.
في البداية يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، إن الأسرة يجب أن تتفهم طبيعة أن الطفل وصل إلى مرحلة يحتاج فيها إلى التنفيس عن نفسه، نظرًا لكونه محبوس في المنزل منذ فترة طويلة، ولا يمارس حقوقه الحياتية بصورة كاملة والتي منها الخروج واللعب ورؤية أصدقائه في العالم الخارجي، ومن ثم يجب على الأسرة ألا تتهكم على الطفل في هذه المرحلة وتعي ذلك جيدًا.
ويضيف "هاني": يجب أن نتحدث مع أولادنا عن الظروف القائمة والمتمثلة في أزمة كورونا ونشرح لهم حجم الخطورة الموجودة بالقدر الذي يستوعبه عقل الطفل، وذلك لأن العيد يرتبط لدى الأطفال بالخروج والفسح ولبس العيد وأمور أخرى كثيرة، ومن الممكن أن تحاول الأسرة تعويض الطفل عن كل هذه الأشياء بأمور أخرى كإقامة احتفال صغير في المنزل، أو اجتماع الأسرة على مشاهدة فيلم بشكل جماعي، مع مراعاة عدم منع الأطفال من اللعب داخل المنزل وتركهم يشعرون بفرحة العيد بكل ما هو متاح حتى يتقبلوا هذا الحدث ويتأقلموا مع الوضع.
ويتابع "هاني" أن عدم التعامل الصحيح مع الأطفال في هذا الوقت من الممكن أن يؤثر سلبًا على نفسيته، لأن الأطفال وصلوا إلى مرحلة نفدت فيها طاقاتهم النفسية، وفي مقابل ذلك إذا وجد صدام من الأسرة سيأتي ذلك بنتائج سلبية، وقد يسبب له صدمة نفسية وعصبية، بعكس ما إذا كان الأب والأم يتعاملان معه بشكل تدريجي ويشرحون لهم الأمر بصورة مبسطة.
ويقول الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، إنه من المفترض أن الأطفال ممهد لهم منذ فترة أن هناك بقاء في المنزل لفترة طويلة، وهذا التمهيد يجب أن يكون من خلال التوضيح له أن جلوسنا في المنزل أفضل بكثير من الخروج والتقاط العدوى، وأن هذا لفترة مؤقتة يمكننا بعدها الخروج بشكل طبيعي.
وتابع: "على الأسرة أن تقوم ببعض الأمور المحببة للطفل في هذه الأيام كنوع من أنواع التعويض، كأن يشتروا له هدية معينة، أو أن يؤدوا صلاة العيد في المنزل بشكل جماعي، وكذلك توزيع (العيديات) عليهم، وإضفاء جو من المرح والسعادة، خاصة وأن السعادة ليست في العيد نفسه على قدر ما هي فيما نقوم به أثناء أيام العيد، وهي قاعدة عامة يجب مراعاتها.
ويضيف "علام": "هناك بعض السلبيات التي قد تضر بالأسرة خلال هذه الأيام، والمتمثلة في قلة الوعي لدى البعض بحجم الأزمة، والتعامل مع الوضع وكأنه لا يوجد وباء يحيط بنا، وهو الأمر الذي يجب أن يتغير، لأن الاستغناء عن بعض الطقوس الخاصة بنا أفضل بكثير من أن يقضي الفرد أيامه معزولا ومصابًا بالفيروس ومحروم من كل شيء".