عانوا بشكل أقسى من غيرهم منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، وخرجوا من موسم شهر رمضان بخسارة كبيرة لم تحدث من قبل، هم باعة الخيامية فى سوق الغورية، الذين اضطروا إلى التحايل على الوضع بإطلاق مبادرات للشراء «أونلاين» بغرض تنشيط حركة المبيعات، والسعى إلى المحافظة على المهن التراثية التى تمثل تاريخ مصر.
كان كريم بدر، مصور، يزور منطقة الخيامية والغورية كثيراً، بغرض التقاط صور مميزة فى عمله، لكنه خلال الحديث مع الباعة هناك، فوجئ بتوقف حركة البيع والشراء بشكل كامل، بالكاد يكون هناك زبون واحد خلال اليوم فى المنطقة كلها، مما جعله يطلق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، يدعو فيها الناس إلى الشراء، حتى لو عن طريق الأون لاين: «الحِرف اللى فى الخيامية كلها يدوية، وهى حرفياً مش مجازاً بتمثل تاريخ مصر، وفنونها الشعبية من أيام المماليك، وده أنا عارفه بحكم مهنتى ودراستى، ولما نزلت صعب عليا حال الناس هناك، من صناع الأحذية، والأقمشة، والسجاد، والنساجين، ولما اتكلمت مع البياعين، وعرضت عليهم فكرة أننا ننزل صور لمنتجاتهم عن طريق السوشيال ميديا، وأرقام الاتصال بيهم، علشان نسهل عملية التواصل معاهم والشرا منهم، وافقوا، خصوصاً أن فيه ناس بتكون فعلاً عايزة تشترى بس خايفة من النزول، إما لبعد المكان، أو علشان الزحمة».
حزن شديد يعيشه عصام على، بائع فى منطقة الخيامية، والمتخصّص فى النسج والرسم بالخيوط على الأقمشة، بسبب الركود الشديد الذى يعانيه الباعة فى سوق الخيامية، مؤكداً أن بعض أصحاب المحلات ممن تعرّضوا لخسائر كبيرة اضطروا إلى إغلاق محالهم حتى فى ذروة الموسم، لحين عودة الحياة إلى سابق عهدها، أو تمهيداً لبيعها بعد شعورهم باليأس: «دى مش أول مبادرة نشترك فيها للترويج لمنتجاتنا، أكتر من حد بييجى، يُعجب بشغلنا ويصعب عليه حال الباعة فيصور ويعرض المنتجات على الإنترنت، بعدها البيع ينشط شوية ويرجع يهدا تانى، إحنا بنروج لفكرة البيع أونلاين، وبنوزع أرقام تليفوناتنا وصور شغلنا على جروبات الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعى، على قد ما نقدر بنحاول ننشط حركة الشغل، وبنرحب بأى فكرة فى الإطار ده، إحنا خايفين على أكل عيشنا وعلى المهن التراثية دى، لأننا لو كلنا قفلنا أو غيّرنا نشاطنا يبقى بنكتب نهايتها»
تعليقات الفيسبوك