بريد الوطن.. رسالة إلى المسنين والمسنات
أحد المسنين
من مشيئة الله فى خلقه أن المرء إذا طعن فى السن فإن حاله وطباعه تتبدل، فيصير غير ما كان عليه، سواء كان صحيحاً أو سقيماً، وتصبح تصرفاته غير مقبولة لدى المحيطين به مما قد يصيبه بالسأم أو الاكتئاب، لعدم تواصله مع الآخرين أو تجنبهم له، ولعلى أذكركم ونفسى ببعض ما يجعلنا كمسنين نقضى ما بقى لنا فى علم الله من العمر فى عزة ومحبة مع جميع من حولنا، إخوة وأبناء وأحفاداً وغيرهم: كن قليل الحديث ولا تتدخل فيما لا يُطلب منك أن تتدخل فيه، لا تُكثر من الشكوى لمرضك أو ما يصيبك، فالكل عنده ما يكفيه وأمراض المسنين لا تنتهى، فاستعن بالله وتداوَ واصبر، إذا كان رزقك محدوداً فلا تثقل على أولادك بمطالبك، واكتفِ بما يجودون به، وتناسَ ما كنت عليه من مظاهر الدنيا، واسأل الله القناعة، إذا امتن الله عليك بنعمة المال فلا تبخل عليهم وأعطهم من خير الله حتى ولو لم يطلبوا، فذلك يديم محبتهم لك، لا تثقل على من حولك بنصائحك وآرائك، فلم يعد حكمنا على الأمور يلائم هذا الجيل، إذا مال قلبك للبعض دون الآخرين فلا تجعل هذا الميل يظهر فى تصرفاتك فتخلق الأحقاد بينهم، تذكّر أن كل ما نتمناه أن يرزقنا الله حسن الخاتمة والذكرى الطيبة فيدعون الله لنا بالرحمة والمغفرة.
يحيى خطاب
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com