بعد نجاح علاجهم.. هل يمكن للمتعافين من كورونا بالبلازما التبرع للمصابين؟
صورة أرشيفية
بين اللقاحات والعقارات، أجرت مصر عدة تجارب وأبحاث لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، حيث أعلنت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد، نجاح تجربة حقن المصابين بكورونا ببلازما المتعافين من الفيروس، لعلاج الحالات الحرجة، والذي بدأ تجربته، منذ نهاية أبريل الماضي.
وأضافت الوزيرة، في بيانها، أنه جرى تطبيق تجربة حقن بلازما المتعافين لبعض مصابي فيروس كورونا من الحالات الحرجة بمستشفيات وزارة الصحة والسكان، كما جرى توفير البلازما لاثنين من المستشفيات الجامعية بعد طلبها، حيث أظهرت التجربة نتائج مبدئية مبشرة من خلال نسبة تعافي جيدة للمرضى، وتقليل احتياج المرضى لأجهزة التنفس الصناعي مع زيادة نسب الشفاء وخروج المرضى من المستشفيات.
وناشدت المتعافين من فيروس كورونا، بعد مرور 14 يومًا على شفائهم، التوجه إلى أقرب مركز نقل دم تابع لخدمات نقل الدم القومية بوزارة الصحة والسكان، حيث جرى تفعيل العمل بـ5 مراكز نقل دم على مستوى الجمهورية، لسحب بلازما المتعافين.
العسال: يمكن للمتعافين بالبلازما التبرع لغيرهم
وبعد نجاح تلك التجربة في مصر، أكدت الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أنه في ظل تلك النتائج المبشرة سيجرى التوسع في ذلك العلاج، بما يتوافق مع شروط التبرع.
وأضافت العسال، لـ"الوطن"، أن العلاج بالبلازما يكون للحالات الحرجة، ويتطلب عدة شروط مهمة للمريض والمتبرع أيضا، حيث إنه لا يمكن تعميمه أو تطبيقه على جميع المصابين بكورونا.
وأوضحت أنه يمكن للمتعافين بالبلازما أن يتبرع أيضا بالدم لعلاج آخرين بالبلازما، عقب تعافيه التام من الفيروس بعد أسبوعين أو 3 أسابيع من شفائه، وإجراء مسحة أخرى له للتأكد من خلوه من الفيروس، مشيرة إلى أنه جرى توزيع أجهزة لفصل البلازما في مناطق مختلفة بالجمهورية.
أبرز شروط التبرع ببلازما المتعافين من كورونا قبل أيام، أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن المعايير والشروط لتبرع المتعافين من فيروس كورونا بالبلازما، وهي وجود دليل مسحة إيجابية لفيروس كورونا المستجد، وسحب 2 مسحة سلبية كدليل على تعافي المصاب، ومرور 14 يومًا على المتعافي من آخر مسحة سلبية مع عدم ظهور أي أعراض أخرى للفيروس.
وتابعت الوزارة بأنه يجرى توقيع الكشف الطبي على المتعافي، كما يجب أن يتوافر فيه أيضا شروط التبرع بالدم الأساسية وهي أن يكون سنه بين 18 إلى 60 عاما، ويكون وزنه أكثر من 50 كيلوجراما، كما يجيب على استبيان شروط التبرع بالدم؛ للتأكد من خلوه من الأمراض القلبية أو الصدرية المزمنة، وعدم إجرائه عمليات كبرى من قبل.
وأضحت أن شروط التبرع لا تنطبق على أصحاب أمراض "الفيروسات الكبدية، نقص المناعة، الزهري، ومرضى الأورام، ومرضى السكري الذين يستخدمون حقن الأنسولين كعلاج"، بينما تنطبق شروط التبرع على أصحاب الأمراض المزمنة من "السكري والضغط" المنتظم جراء تناول جرعات الدواء الخاصة.
وأشارت إلى أنه تجرى التحاليل الخاصة بسلامة وأمان البلازما قبل حقنها وتشمل "فصيلة الدم، الأجسام المضادة للفصائل، تحاليل الفيروسات بطريقة الوميض الضوئي للكشف عن أمراض الكبد الوبائي C-B، نقص المناعة والزهري"، إضافة إلى تحليل الكشف عن الحمض النووي للفيروسات NAT، وهو أعلى تحليل للتأكد من سلامة وأمان الدم على مستوى العالم، كما تجرى تحاليل خاصة بكفاءة البلازما وتحاليل خاصة بقياس نسبة الأجسام المضادة الخاصة بفيروس كورونا COVID-19، والتأكد من كفاءة تلك الأجسام المضادة؛ لمواجهة الفيروس.
ما بلازما المتعافين من كورونا؟
في بداية القرن الماضي، استخدمت هذه الطريقة والتي تسمى "العلاج ببلازما المتعافين من المرض"، لدعم مناعة المصابين الذين أنهكهم المرض بواسطة مناعة مرضى استطاعوا مكافحة الفيروس، وحديثا جرى استخدام العلاج ببلازما المتعافين في علاج بعض حالات الإصابة بفيروس زيكا وإيبولا وسارس وإنفلونزا الطيور، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
ويعتبر الكثيرون أن هذه طريقة وإعدة، لكنها لا تزال قيد التجربة على عدد محدود من المرضى الذين تدهورت حالتهم في كندا والولايات المتحدة، وعندما جرى تطبيق هذه الطريقة في الصين على 11 مصابا كانت النتائج واعدة، وتضاءلت بالفعل الأعراض التنفسية بشكل كبير بعد حقن المصابين بالبلازما بـ3 أيام.
ولا تزال التجارب السريرية باستخدام بلازما المتعافين من المرض محدودة في آسيا وأمريكا الشمالية، بعد أن كانت نتائجها الإيجابية هي تحسن حالة المصابين الذين جرى حقنهم، وعدم احتياجهم إلى أجهزة تنفس اصطناعية بعد الحقن بالبلازما، حيث يتطلب التوسع في استخدام بلازما المتعافين في العلاج مزيدا من الدراسات عن استجابة ذوي المشكلات الصحية المختلفة لهذا العلاج.
وفي الوقت الجاري، تتجه دول عديدة في آسيا وأوروبا إلى استخدام البلازما المناعية للمتعافين مع الحالات الخطرة لـ كورونا.