الفنانة رجاء الجداوي مصابة بتليف الرئتين مع إصابتها بفيروس كورونا
دعوات كثيرة بالشفاء للفنانة رجاء الجداوي خلال الفترة الأخيرة، بعدما ساءت حالتها ومعاناتها من تليف للرئتين وإيجابية المسحة الرابعة لها لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وكشفت مصادر طبية بمستشفى العزل بالإسماعيلية، عن أن الفنانة لا تزال تعاني من مشاكل بالتنفس وهي حاليا تحت التنفس الاختراقي، كمأ ان المسحات لا تهم في الوقت الحالة نتيجة دخولها في مشكلة تليف الرئتين.
وأوضح الدكتور طه عبد الحميد أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بجامعة الأزهر، أن تليف الرئتين هو عبارة عن تحول الأنسجة الطبيعية في جدران الحويصلات الهوائية بالرئة ما يؤدى إلى تدمير الأوعية الدموية الموجودة فى نسيج الرئة (ألياف) وبالتالي عدم القدرة على التخلص من ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على نسبة الأكسجين بالدم.
وتليف الرئة له العديد من الأسباب حسبما ذكر "عبدالحميد" في حديثه لـ"الوطن"، حيث قد يكون سببه التهاب في بطانة الرئة، فطريات، مرض السل الرئوي، إصابات الفيروسات والبكتيريا، بالإضافة إلى حساسية الرئتين ما يؤدي إلى التليف، كما أن فيروس كورونا يتسبب في حدوث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والمعروفة علميا باسم "Acute respiratory distress syndrome"، وهي نوع من الفشل التنفسي يتميز بسرعة ظهور الالتهاب المنتشر في الرئتين وحدوث جلطات كثيرة في الرئة.
فيما أوضح الدكتور شريف حتة أستاذ الطب الوقائي والفيروسات، أن فيروس كورونا المستجد له تأثير كبير على وظائف الرئتين، وأن التليف يختلف من مريض آخر فقد يكون هناك مريض مصاب بكورونا ولا يعاني من التليف ومريض آخر يعاني منه على حسب حالة الرئة وكفاءتها ورد فعل الجهاز المناعي تجاه الفيروس ومضاعفاته.
ويكون التليف مهددا لحياة المريض بشدة حيث يتسبب في انقباض في ضغط الشريان الرئوي وعضلة القلب وبالتالي هبوط للقلب وفشل تنفسي ما يؤدي لوضع المريض تحت الجهاز التنفسي ويجب مراقبة حالته جيدا واستجابة جهازه المناعي، وأن احتمالية نجاة مريض مصاب بفيروس كورونا ويعاني من التليف ضعيفة.
قال "حتة" إن فيروس كورونا ليس له تأثير ثابت على جسم الإنسان وإنما تختلف أعراضه من شخص لآخر وفقا لاستجابة الجهاز المناعي وكفاءة عمل الرئتين والعوامل الوراثية والتاريخ المرضي، إلا أن الفيروس يختص بالأساس بمهاجمة الرئة والجهاز التنفسي ولذلك يحدث تليف في الرئتين في بعص الأحيان ووجود ألياف على أغشيتها وبالتالي فقدانها لوظيفتها كعضو عامل في الجسم وأن التليف درجات وقد يتليف جزء من الرئة وتكون عاملة بنسبة ما ضعيفة.
كما ذكر أستاذ الأمراض الصدرية "عبد الحميد" أنه يعالج المريض بالتليف بإعطائه كورتيزونات بغزارة وفي حالة إصابته بفيروس كورونا ووصوله لمرحلة حرجة يتم إعطاؤه الكورتيزون المتمثل في عقار "ديكساميثزون" بسبب وجود احتقان في الحويصلات والشعب الهوائية، ويسبب تليف الرئتين تأخر حالة شفاء المريض من فيروس كورونا.
أكد أستاذ الطب الوقائي والفيروسات، أن المرضى كبار السن ومن يعانون من الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر وأمراض القلب وأصحاب المناعة الضعيفة هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا ومن بينها تليف الرئتين والذي يكون مهددا لحياتهم بنسبة كبيرة.
وشرح "حتة" أن كوفيد 19 يسبب أعراضا حادة للمرضى ، حيث إن المريض إذا وصل لمرحلة تليف الرئتين فذلك يعني أن الفيروس أصبح موجودا في الدم ويؤثر على باقي أعضاء الجسم ما يضعف من احتمالية بقاء المريض على قيد الحياة ونجاته.
أوضح "حتة" أن جهاز التنفس الصناعي يساعد المرضى على التنفس وإبقاء الجسم عاملا، حيث يقوم بوظيفة الرئة وضخ الهواء إليها نظرا لأن قدرة الرئة منخفضة ولم تعد قادرة على العمل بمفردها وضخ الأكسجين إلى الدم ثم القلب، ويلجأ إليه الأطباء في حالات التهاب الرئوي الشديدة وفشل التنفس.
وبالرغم من أن الأنبوب الحجري المستخدم في التنفس الصناعي مهم للغاية في الحالات الحرجة، إلا أنه في حد ذاته قد يسبب مشاكل صحية خطيرة للمرضى بشكل عام وليس مرضى كورونا فقط، مثل الالتهاب والإصابة بالعدوى وبالتالي انخفاض كفاءة المناعة أكثر، ولجوء الأطباء لاستخدام التنفس الصناعي بالأنبوب متوقف على مدى مقاومة الجهاز المناعي للمريض وكفائه في محاربة العدوى، وأن كبار السن تحديدا وأصحاب امراض المناعة والمزمنة هم الأكثر عرضة لانهيار قدرة الرئة واستخدام جهاز التنفس الصناعي .
كما أن الأطباء الذين يصابون بالفيروس التاجي وتنخفض قدرة رئتهم على المقاومة وأداء وظيفتها، يلجأ القائمون على رعايتهم إلى وضعهم تحت جهاز التنفس الصناعي ويكون ذلك نتيجة لتعرضهم لكمية كبيرة من الفيروس التاجي وهو الأمر الذي يفسر نسبة الوفيات بين الأطباء الأصحاء وصغار السن وبالذات من يعملون بالعزل.
تعليقات الفيسبوك