يستخدم ملايين الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 منذ الخمسينيات، دواء اسمه "ميتفورمين" لتقليل مستويات الجلوكوز المنتشرة في دمائهم، وهو الآن يظهر تأثيرًا في تعزيز جهاز المناعة، وتخفيف الالتهاب المرتبط بمجموعة من الأمراض الأخرى، بما فيها كوفيد-19، المرض الذي يسببه فيروس كورونا التاجي المستجد.
و"ميتفورمين"، محور دراسة قادمة مدتها 5 سنوات بقيمة 33 مليون جنيه إسترليني، لمعرفة ما إذا كان بإمكانه إطالة العمر، كما تسبب في موجة من الإثارة بعد أن كشف أطباء في ووهان، مركز وباء الفيروسات التاجية في الصين، في وقت سابق من هذا الشهر، أن معدل الوفيات بين مجموعة من مرضى كوفيد-19، يتناولون الدواء أقل بكثير من مجموعة مماثلة من المرضى لا يتناولونه، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
من أكثر الأمور الملفتة بخصوص دواء "ميتفورمين" أنه رخيص الثمن، إذ يتكلف القرص الواحد من العلاج الشهير، الذي يحمل الاسم التجاري "جلوكوفاج"، حوالي 3 بنسات للقرص.
حلل الباحثون بيانات بين يناير ومارس لـ104 مريضًا تناولوا "ميتفورمين" بعدما تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب الإصابة بعدوى كورونا شديدة، وطابقوا الباينات مع السجلات الصحية لـ 179 مريضًا بنفس شدة المرض، من نفس الأعمار والجنس.
واستنتجوا أنه مات 3 فقط من مستخدمي "ميتفورمين" مقارنة بـ22 من أولئك الذين لم يتناولوه، وشوهدت نتائج أولية مماثلة في دراسة أخرى، من جامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة، شملت أكثر من 6000 مريض بالسمنة(متوسط العمر 75) ومصتبين بفيروس كورونا.
وقال جوزيف بويل، الخبير السريري في أمراض القلب والأوعية الدموية الجزيئية، والذي قاد المشروع، إنه يأمل في أن تعطي النتائج قوة دفع لدراسة واسعة النطاق.
وهناك اقتراح متزايد بأن لـ"ميتفورمين" مجموعة واسعة من التأثيرات الأخرى التي لم يتم فهمها بالكامل، إذ يبدو أنه يخفف الالتهاب، الذي يشارك في عدد كبير من الأمرض، بما في ذلك تصلب الشرايين والخرف والسرطان، إذ يُعتقد أنه يقلل من إمدادات السكر للخلايا السرطانية مما يمنع نموها.
الصحة العالمية: نتائج تجارب علاج لكورونا خلال أسبوعين
جدير بالذكر، أن الصحة العالمية لم تصدر أي تصريحات عن فاعلية هذا الدواء في علاج فيروس كورونا التاجي المستجد الذي يجتاح العالم، سواء سلبية أو إيجابية، وأكدت على أنه لم تثبت فعالية أي لقاح حتى الآن للوقاية من كورونا، وأنه من الصعب الجزم بحدوث موجة ثانية من الفيروس، وأشارت إلى أن عدة دول تشهد تفشيا لكورونا ضمن الموجة الأولى وليس الثانية.
ولكن من ناحية أخرى، زفت منظمة الصحة العالمية بشرى سارة للعالم، خلال مؤتمر عُقد أمس الجمعة، إذ قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن المنظمة تتوقع ظهور نتائج أولية في غضون أسبوعين من التجارب السريرية التي تجريها على الأدوية التي قد تكون فعالة في علاج مرضى كوفيد-19.
تعليقات الفيسبوك