من داخل الحجر.. أطباء: نظم العزل ساعدت على ارتفاع نسبة الشفاء
الحجر الصحي
أرقام مطمئنة، وواقع يحاول الصمود إثر هجمات متتالية لفيروس كورونا المستجد، ففي ظل عدم تحديد للذروة أو الموجة الثانية جاءت إحصاءات وزارة الصحة لتبشر بارتفاع نسبة الشفاء من كورونا بمستشفيات العزل إلى 28.1% ليسجل بذلك أعلى مؤشر منذ بداية الأزمة منتصف فبراير الماضي، الأمر الذي استدعى الدخول لأورقة الحجر الصحي والحديث مع الأبطال المجهولين خلف هذا الإنجاز.
قال أحمد الحسيني عضو فريق مكافحة كورونا بمستشفى درب نجم للعزل الصحي، إنهم لمسوا فعلا ارتفاع نسب الشفاء، وخصوصا بعد تطبيق آلياء العزل المنزلي والنزل الطبية وفتح المدن الجامعية للمرضى وغيرها من الإجراءات التي ساهمت في تنظيم العزل ووقف العدوى.
وأضاف الحسيني، لـ"الوطن"، أن نسب الشفاء ارتفعت جدا عن بداية تفشي الفيروس خصوصا آخر 20 يوما، كما أن نسب الوفيات أصبحت قليلة جدا بين المحجوزين والنسبة الأعلى هي لوفيات الاستقبال وهي الحالات التي تذهب للكشف متأخرة جدا، فالحالات تأتي متأخرة منها من يتوفى قبل الوصول للمستشفى ويكون دخوله للثلاجة مباشرة.
وقال الدكتور أحمد الشرقاوي أخصائي العلاج الطبيعي بمستشفى كفر الدوار العام، وأحد أعضاء الفريق الطبي بالحجر الصحي، إن زيادة مستشفيات العزل ودخول أكثر من 360 مستشفى عاما ومركزيا في استقبال وفرز وعزل بعض حالات كورونا خفف الضغط عن مستشفيات الحجر الرئيسية وجعلها تتعامل بأريحية وتركيز أكبر مع حالات الكورونا الطارئة كمرضى الأمراض المزمنة وكبار السن والحوامل وغيرها من الإصابات في الأطقم الطبية.
وتابع الشرقاوي في حديثه لـ"الوطن" أن أحد أكبر التحديات بمستشفيات الحجر والعزل فالأخطاء التي تتسبب في الإصابة، وطبيعة الفيروس الذي ينتقل نظرا لفترة تعرض الفريق الطبي، ما يزيد من احتمالية تعرضهم للإصابة فيما يعرف بالحمل الفيروسي أو viral load على نطاق عملي بمستشفى كفر الدوار للحجر الصحي نسبة إصابات الفريق الطبي كانت الأقل على مستوى الجمهورية.
وأكد أن نسب الشفاء في الفترة الأخيرة تزداد بعد أن كان معدل الشفاء تقريبا ثابت لفترة كبيرة وهو ما يطمئن الفرق الطبية، التحدي الأهم ليس فقط في قلة انتشار المرض بل في ارتفاع نسب الشفاء وهو ما يخفف الضغط على المنظومة الطبية، والمرضى في البداية كان لدى معظمهم رفض لفكرة المرض وفكرة الحجر والعزل في غرفة لا يخرجون منها ولكن مع الدعم النفسي المقدم للمرضى ومع ارتفاع نسب الشفاء أصبح الموضوع أقل رفضا وأكثر استيعابا.
وفي مستشفى عزل العجمي قال أحمد فوزي من فريق تمريض الرعاية المركزة، إن فتح مستشفيات أخرى للتنسيق وترتيب المرضى أدى إلى ارتفاع نسب الشفاء نظرا للتنظيم في استقبال الحالات حتى أن القدرة الاستيعابية أصبحت أكبر وتستوعب المرضى على خلاف الفترة الأولى قبل تطبيق آليات العزل المنزلى وتخصيص مستشفات عديدة.
وأوضح فوزي في حديثه لـ"الوطن"، أن مستشفى عزل العجم يتتخصص في علاج الحالات المتدهورة، ما يعني أن نسب الشفاء بها ليست الأعلى مثل العديد من المسشفيات الأخرى ولكن الفرز على أساس الحالة يعد من الآليات التي أدت إلى رفع النسبة العامة للشفاء.
وأكد فوزي ضرورة الأخذ بالإجراءات الاحترازية والوقائية وخصوصا في ظل الأرقام المبشرة، وتراجع أعداد الحالات الحرجة والتحكم في طرق العدوى من خلال العزل المنزلي وفتح أماكن عزل كمراكز الشباب والمدن الجامعية وغيرها.