أستاذ دراسات إسلامية: طرق التربية بمجتمعنا ترسخ فكرة الملكية الذكورية
حفني: الاختلاط في المعاهد والجامعات الأزهرية جزء من حل أزمة التحرش
عاصم حفني، أستاذ الدراسات الإسلامية بجماعة ماربورج الألمانية
قال الدكتور عاصم حفني، أستاذ الدراسات الإسلامية بجماعة ماربورج الألمانية، إن طرق التربية في مجتمعنا ترسخ فكرة الملكية الذكورية للمرأة، وتؤدي إلى ظهور التحرش، موضحًا أن مصر تُعاني من أزمة أخلاق في الأعوام الماضية جراء أسباب اجتماعية واقتصادية، مثل الازدحام والتكدس السكاني، وعدم وجود وظيفة يستطيع الشباب أن يلتحق بها حتى يكون أسرة ويتزوج، كما أن "أسلمة" مصر بشكل متشدد خلال الأعوام الماضية كان من ضمن أسباب ظهور التحرش.
وأضاف "حنفي"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "آخر الأسبوع"، الذي يُعرض على شاشة "صدى البلد"، أن اختزال لباس المرأة في التخلف الذي نعاني منه أمر خاطئ، فهناك مجموعة من العوامل الاجتماعية والتعليمية أدت إلى انهيار واضح في المنظومة الأخلاقية، مؤكدًا أن طريقة التدريس في الأزهر تتحمل جزءا من مشكلة التحرش، فجزء من الحل أن يكون هناك اختلاط داخل المعاهد والجامعات الأزهرية ولكن بشكل تدريجي، موضحا أن عدم الاختلاط في التعليم الأزهري يجعل الطالب يتعامل مع المرأة كأنها كائن غريب.
الاختلاط في المعاهد والجامعات الأزهرية جزء من حل أزمة التحرش
وأكد أستاذ الدراسات الإسلامية بجماعة ماربورج الألمانية، أن الاختلاط بين الرجل والمرأة وتعرف الرجل عليها في مراحل مبكرة يبدد صورة المرأة في ذهن الرجل، فصورة المرأة القابعة في ذهن الشباب العربي بأنها للمتعة، ويمارس عليها سلطاته الذكورية، مؤكدًا أن القضية مرتبطة بقضية التفكير وبين أسلوب الحياة بين المجتمع ككل فالرجل والمرأة عضوان في المجتمع لهما كافة الحقوق.
وأشار إلى أن الخطاب السلفي منغلق ويريد تكريس السلطة الروحية في المجال العام وعن طريقها أن يحارب كل من ينافسه فيه والمرأة في هذه الحالة منافس له ويحكم عليها ويقتل إرادتها الحرة عن طريق أحكام يصورها على أنها دينية رغم أنها بشرية، موضحًا أن الصرامة في القانون وتنفيذه والعدالة الناجزة تجعل الشخص العربي لا يتحرش عندما يعيش في الدول الأوروبية، عكس ما يحدث في المجتمعات العربية، لذلك يلزم بجميع القوانين في الخارج، موضحا أن مفهوم الحرية في العالم العربي مختلف تماما عن الغرب.
واستطرد أن الفتاوى الشاذة تؤثر بشكل سلبي على صورة الإسلام لدى الغرب، إحدى هذه الأفكار أن المرأة عبارة عن أداة جنسية وليس لها رأي في المجتمعات العربية، وما يحدث من حوادث تحرش تؤكد تلك الصورة لدى الغرب، مؤكدا أن وقائع التحرش تؤدي إلى تأثير سلبي على صورة الإسلام في الغرب.