"الجارديان": دول العالم قد تشكو نقصا بالإبر في عملية التلقيح ضد كورونا
صحيفة: دول العالم قد تشكو نقصا بالإبر في عملية التلقيح ضد كورونا
يترقب العالم بشغف كبير موعد الإعلان عن جاهزية لقاح ضد وباء كورونا المستجد "كوفيد 19"، لكن عقبة طبية غير متوقعة قد تؤدي إلى إبطاء جهود التلقيح ضد المرض، أو ربما تنذر باندلاع "حرب" قذرة شبيهة بالحرب التي اندلعت على الكمامات إبان ذروة تفشي الفيروس في أبريل الماضي.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن دول العالم قد تشكو نقصا في الإبر التي تحتاجها عملية التلقيح ضد العدوى، لاسيما في الولايات المتحدة، وفقا لما ذكرته شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.
وأعلنت روسيا، مؤخرا، البدء في إنتاج لقاح مضاد لكورونا وسط شكوك دولية، بينما يتواصل ترقب لقاحات ناجعة من مختبرات غربية مرموقة.
وأنفقت الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، مئات الملايين من الدولارات حتى الآن لأجل معالجة هذا النقص في الإبر قبل الانتهاء من تطوير لقاح ضد كورونا المستجد.
وهذا النقص في الإبر ليس الوحيد من نوعه في ظل الوباء، لأن دولا كثيرة عجزت في السنة الحالية عن تأمين المخزون الكافي من الكمامات الواقية ومعدات طبية أخرى مثل أجهزة التنفس الاصطناعي.
ورجحت التقديرات أن يحصل لقاح محتمل ضد كورونا على موافقة قانونية في شتاء 2020، ولهذا، ينبه الخبراء إلى أن الولايات المتحدة ستجد نفسها مضطرة إلى تلقيح عدد هائل من الناس في وقت قصير لأجل السيطرة على الوباء.
وقال الخبراء إن هذا النقص قد لا يكون كبيرا جدا خلال مرحلة التلقيح الأولى، بل قد يتفاقم على الأرجح في موجة ثانية أو ثالثة خلال سنة 2021.
وفي حال تفاقم الوضع الوبائي، فإن مصنعي الإبر في الولايات المتحدة، مثلا، سيحتاجون إلى مضاعفة الإنتاج، وهذه الخطوة تحتاج إلى جهد هائل.
والمقلق في الأمر، هو أن الشركات ستكون مضطرة إلى مضاعفة إنتاج الإبر في غضون أشهر قليلة فقط، كما أن طرح اللقاح سيؤدي إلى إرباك في سلسلة الإمداد، خلال المرحلة الأولى.
وقالت شركة "بي دي" BD الأمريكية المختصة في صناعة المعدات الطبية، إنها تنصح الدول التي تريد تلقيح مواطنيها، حينما يصبح اللقاح جاهزا، بأن تبادر إلى شراء الإبر في الوقت الحالي، عوض أن تنتظر مزيدا من الوقت.
وتعد هذه الشركة من كبار المنتجين العالميين للإبر، كما أن توفر ما يزيد عن نصف حاجة الولايات المتحدة، بينما تعهدت بإنتاج 470 مليون إبرة لكل من السوق الأمريكية والكندية والبريطانية.
وقلل بعض الخبراء الأمريكيين، من شأن هذه العقبة، لأن الولايات المتحدة قادرة على تأمين عدد كاف بفضل شركاتها الكبرى، عندما يصبح اللقاح متاحا، وهذا الأمر قد لا ينطبق على دول كثيرة تعتمد على استيراد هذه الإبر من الخارج.
وفي منتصف أبريل الماضي، وعندما كان فيروس كورونا المستجد يتمدد ويتفشى في العالم، اندلعت حرب قذرة على الكمامات الطبية، التي أصبحت في وقت من الأوقات واحدة من أكثر السلع أهمية لدى معظم الدول، لدرجة أن الحصول عليها أصبح بمثابة "حرب" بين كبرى العواصم.
وفي ذلك الوقت، وجهت إلى الولايات المتحدة اتهامات بـ"القرصنة"، عقب تحويلها وجهة شحنات من الكمامات كانت في طريقها إلى دول عدة، في وقت انشغل العالم فيه بالسابق من أجل تأمين احتياجاته من المعدات الطبية لمواجهة تداعيات وباء كوفيد-19.
ومن بين الدول التي اتهمت الولايات المتحدة بالقرصنة وبالشروع بالحرب القذرة حول الكمامات، ألمانيا، التي اتهمت واشنطن بتحويل شحنة من 200 ألف كمامة إلى الولايات المتحدة، بعدما كانت في طريقها إلى ألمانيا.
وفي الفترة نفسها، أشارت تقارير، إلى أن مشترين أمريكيين تمكنوا من السيطرة على شحنة من الكمامات، كانت في طريقها من الصين إلى فرنسا.
وأوضحت التقارير: كانت الكمامات على متن طائرة توشك على الإقلاع من مطار شنجهاي متجهة إلى باريس، عندما ظهر المشترون الأمريكيون وعرضوا 3 أضعاف ما دفعه نظراؤهم الفرنسيون.
وكذلك اتهمت البرازيل الولايات المتحدة بإفشال صفقات شراء الكمامات ومعدات الحماية الشخصية مثل القفازات من الصين.
وقال وزير الصحة لويز هنريك مانديتا، إن المحاولات التي قامت بها منطقة إقليم برازيليا لشراء معدات الحماية مثل القفازات والكمامات من الصين، قد باءت بالفشل، مضيفا: "أرسلت الولايات المتحدة اليوم 23 من أكبر طائرات الشحن الخاصة بها إلى الصين، لنقل المواد التي حصلت عليها".