محمد مصري مقيم في السعودية
مُهمته الحفاظ على سلامة كل من يتواجد داخل الحرم المكي، على مدار عامين يعمل محمد جدو، مراقب سلامة داخل المكان المبارك لخدمة ومساعدة زواره، يسعى للحفاظ على سلامتهم وعلى سلامة المكان، يجلس فيه طوال الوقت لا يغادره إلا وقت النوم، رغم أنّ دوامه 8 ساعات فقط، تعلّق فؤاده بكل ركن فيه رغم أنّ راتبه لا يتعدى الـ1100 ريال، يحلم بأن يبقى داخله طوال حياته، يصفه بأنّه جنة الله على الأرض التي وجد فيه نفسه وتغيرت حياته للأفضل.
في موسم الحج قبل الماضي حدث ما لم يكن يتوقعه، كان في طريقه لدخول الكعبة لأداء فريضة الحج لأول مرة في حياته بصفته أحد العاملين في المكان، لكنه فوجئ بأحد أفراد الأمن يطلب منه تصريح الحج، ولم يكن معه إلا إثبات عمله، ففرضت عليه عقوبة توقيع البصمة التي ستحرمه من دخول المملكة مرة أخرى حال عودته إلى مصر، وبسبب ذلك لم يتمكن من النزول لرؤية أهله خوفًا من قرار منعه: "المكان ده غيرني مليون درجة وخلاني أنضف من جوايا ونساني الدنيا وما فيها، عشان كده مش راضي أنزل غير لما يكون فيه حل يخليني أرجع تاني".
كان يظن أنّ دخوله للحرم بصفته أحد العاملين فيه أمر سهل خلال موسم الحج الذي يساعد فيه الحجاج والمعتمرين: "مكنتش أعرف إنّه لازم تصريح، وكان المفروض يعرفوني إنّه مش هينفع وكنت هرجع، لكن خدوا إجراء سريع خلاني أتعس إنسان في الدنيا"، آملا بحذف البصمة عنه لضمان بقائه في المكان الذي اختاره قلبه وروحه.
"لما قالوا لي مش هينفع أحج لقيت دموعي بتنزل غصب عني، وحصلت معجزة بعد ما رجعت جدة ناس خدوني معاهم وأديت فريضة الحج".. كان يحلم بأن تكتب له هذا العام أيضًا كي يؤديها على روح صديقه الذي فارق الحياة متأثرًا بمرض السرطان، لكنه لم يتمكن ونزل بملابس الإحرام إلى الشارع بعد أن عجز على دخول الحرم: "الوضع السنة دى كان صعب وحاولت ومعرفتش".
تعليقات الفيسبوك