أول صلاة جمعة بعد "كورونا": فرحة والتزام بين المصلين
رقص واحتفالات أمام "السيدة زينب"
تصوير:
أسامة همام
07:07 م | الجمعة 28 أغسطس 2020
مصلون يؤدون صلاة الجمعة الأولى فى الجامع الأزهر بعد توقف 5 أشهر
أدى جموع المصريين صلاة الجمعة، اليوم ، بعد عودتها للمرة الأولى منذ 5 أشهر، وسط إجراءات احترازية مشددة، وتابعت غرفة العمليات المركزية بوزارة الأوقاف، و27 غرفة فرعية، الالتزام بالضوابط التى وضعتها الوزارة لعودة الصلاة.
وأكدت غرفة العمليات المركزية أنه خلال الساعات الأولى عقب الصلاة لم تُبلّغ الغرفة بأية مخالفات لضوابط الوزارة لمكافحة انتشار كورونا، وأن ما جاء حتى الآن هو أفراح وسعادة غامرة عاشها المصريون ابتهاجاً بفتح المساجد، حيث شوهد عدد من مظاهر الاحتفالات بمحيط المساجد، وبخاصة مساجد آل البيت، وكان هناك رقص واحتفالات أمام مسجد السيدة زينب.
وخطب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمسجد محمد على بالقلعة، وبدأ الوزير خطبته بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يديم نعمته على مصر وألا يحرمنا من صلاة الجمعة والجماعة مرة أخرى، ونقل الصلاة التليفزيون المصرى والإذاعة المصرية تحت عنوان «الأمل حياة».
"الأوقاف": لم نرصد مخالفات
والتزم المصلون فى المساجد الكبرى بالقاهرة والمحافظات بالإجراءات الاحترازية فى أول صلاة جمعة بعد انتهاء الحظر الذى فرضته الحكومة ضمن إجراءاتها الاحترازية للحد من انتشار «فيروس كورونا».
وتوافد المئات من المصلين على الجامع الأزهر بالقاهرة وسط إجراءات احترازية فرضها القائمون على صحن المسجد، وأهمها الكمامة الطبية وسجادة صلاة خاصة، مع قياس درجات الحرارة للمصلين على البوابة الرئيسية قبل الدخول، إلى جانب تطبيق التباعد الاجتماعى بين المصلين، الذين التزموا بالتباعد الاجتماعى أثناء الصلاة والخطبة التى استمرت لمدة 10 دقائق. وقال حسن زين العابدين، 56 عاماً، يسكن بمنطقة القناطر الخيرية، اعتاد الذهاب إلى الأزهر أيام الإجازات الرسمية والأسبوعية، لأداء الصلوات داخله، وقرر أداء أول صلاة جمعة بعد رفع الحظر بالأزهر، حيث حضر قبل ساعتين من رفع الأذان: «ده المكان اللى بصلى فيه الجمعة باستمرار، والنهارده حسينا بقيمة فتح المساجد مرة تانية، وإزاى كنا محرومين من نعمة زى دى، والنهارده بالنسبة لنا كمسلمين يوم عيد، لأننا استطعنا العودة إلى المكان الذى نعشقه»، ويتمنى «زين العابدين» أن يدوم فتح المساجد وأن تنتهى أزمة فيروس كورونا فى القريب العاجل.
أما طارق محمود، 30 عاماً، يعمل مهندس كهرباء، فبعد انتهائه من أداء صلاة الجمعة جلس مستنداً بظهره على أحد الأعمدة الضخمة، موضحاً أنه يأتى إلى جامع الأزهر منذ أن كان طالباً بجامعة الأزهر، وأنه جاء من منطقة السيدة عائشة لأداء أول صلاة جمعة بعد الحظر، قائلاً: «ربنا يديم علينا نعمة فتح المساجد وصلاة الجمعة، لأن (الجمعة) بتمثل شىء كبير ومقدس لدى كافة المسلمين، وفيها نفحات وروحانيات إيمانية، ونسأل الله أنه مايحرمناش منها مرة تانية». وأشاد «طارق» بالإجراءات الاحترازية التى يتم تطبيقها داخل الأزهر، مضيفاً وهو ممسك بسجادة الصلاة الخاصة به ويرتدى كمامته الطبية: «كل الناس الحمد لله ملتزمة بالإجراءات، وأتمنى استمرار التزامهم بيها على طول»، وأشار الشاب الثلاثينى إلى أن المشكلة الوحيدة التى واجهته كانت فى التزاحم بين المصلين أثناء الدخول من البوابة الرئيسية. وجاء عمرو عبدالله، 47 عاماً، يعمل مشرفاً عاماً بإحدى شركات البترول، إلى الجامع الأزهر برفقة أحد أصدقائه لأداء الصلاة، مرتدياً كمامته الطبية السوداء، قائلاً والفرحة تعلو وجهه: «كلنا فرحانين بعودة فتح المساجد ورجوع صلاة الجمعة، وبشكر الحكومة على القرار المهم اللى خدته لما الإصابات بدأت تقل»، وأشار «عمرو» إلى أن المسئولين عن الأزهر يطبقون جميع إجراءات السلامة بين المصلين.
إمام "ابن الفرات": نحمد الله على نعمة عودة الصلاة
وفى منطقة الدقى بالجيزة، توافد المصلون على مسجد أسد بن الفرات، مبكراً، وبعضهم من قبل رفع أذان الجمعة، وارتدى معظمهم الكمامات واصطحبوا سجادات الصلاة الخاصة بهم، بينما علا صوت إمام المسجد قائلاً فى ميكروفون الجامع: «لا يُرد أحد أبداً عن دخول المسجد، لكن فى نفس الوقت لا يدخل إلا بعد الالتزام بالتعليمات (الخاصة بارتداء الكمامة وإحضار سجادة الصلاة والمحافظة على التباعد)». وأغلقت الإدارة أبواب المسجد من الداخل، بعد أن وُجد به أقل من نصف طاقته الاستيعابية، وأخبرت المصلين بالتوجه إلى مصلى النساء الذى خصصته للرجال، فيما ظل توافد مزيد من المصلين على الساحة المفتوحة فى الخارج، مع المحافظة على مسافات معقولة بين كل مُصلًّ والآخر. وبدت الفرحة على وجوه كثير من المصلين الذين عبّروا عن سعادتهم وترحيبهم بقرار عودة صلاة الجمعة للمرة الأولى منذ شهور مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، واعتبر الحاج سيد عبدالله، رجل ستينى على المعاش، أن مجيئه بمثابة «تدعيم للإسلام»، مؤكداً فى الوقت نفسه أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، حتى يزيح الله عنا الغمة.
وأكد خطيب الجمعة بـ«أسد بن الفرات» أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، قائلاً: «إنك بالتزامك بالإجراءات، ومنها ارتداء الكمامة، وإحضار سجادة الصلاة، والالتزام بالتباعد الاجتماعى، تكون سبباً فى فتح المسجد، لكن بتقصيرك فى الالتزام بهذه الإجراءات قد تكون سبباً فى غلقه».
وحذّر الخطيب فى خطبته كذلك من الشائعات التى يتم تداولها على وسائل التواصل، وتهدف إلى «بث الفرقة وخدمة أهداف الإرهاب»، داعياً المصلين إلى الاجتهاد والعمل من أجل رفعة مصر، بينما لم تتجاوز مدة الخطبة 10 دقائق، وأنهاها الخطيب بالدعاء لمصر بالخير وأن يحفظها الله.
واعتبر إمام المسجد الشيخ زين العابدين، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن تجربة أول صلاة جمعة بعد الحظر نجحت، مشيداً بأداء المصلين الذين رأى أنهم التزموا بالإجراءات الاحترازية التى أعلنتها وزارة الأوقاف، قائلاً: «الحمد لله الذى أنعم علينا بنعمة صلاة الجمعة فى المسجد من جديد».