الصحف التونسية تفجر الصراع الثلاثي بين الرئيس والحكومة والبرلمان
الصحف التونسية
ركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الأحد، حول تأجج الصراع بين الرئاسات "الجمهورية والبرلمان والحكومة" في تونس، الذي يطرح تساؤلات حول مدى القدرة على القيام بهدنة سياسية، بالإضافة إلى التأكيد على أن أول تحدي لحكومة المشيشي يتمثل في حل أزمة الطاقة والمناجم والتطرق إلى ملف الحصانة البرلمانية.
الشروق: صراع بين الرئاسات الثلاثة
وتحت عنوان "تأجج الصراع بين الرئاسات.. هل مازالت الهدنة السياسية ممكنة؟"، كانت افتتاحية جريدة "الشروق، التي أوضحت أن السؤال المطروح في الأوساط السياسية اليوم ليس حول ضرورة الهدنة السياسية لأن الجميع مقتنع بخطورة الوضع لكن السؤال الأبرز هو حول مدى القدرة اليوم على توفير ذلك الاستقرار، خاصة في ظل التصعيد الأخير في الصراع بين رئاسة الجمهورية من جهة والأحزاب والبرلمان من جهة أخرى.
وأوضحت "الشروق" أن الهدنة ممكنة وأنه في السياسة ليس هناك مستحيل لكن المسألة تحدد من قبل رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد الذي عليه أن يترفع عن كل الصغائر إن صح التعبير ويطرح مشروعا وطنيا.
أما جريدة "الصحافة" أكدت أن تونس تعيش ظروفا صعبة بل جد دقيقة، دقة وضعها الاقتصادي والاجتماعي والأمني ومع ذلك ما من وعي جدي داخل الطبقة السياسية بهذا الوضع ولا أدل على ذلك مما هو سائد هذه الأيام من هستيريا كلامية وخطابية بين السياسيين والماسكين بشأن البلاد، وتجاه بعضهم البعض بدءا من رئيس الجمهورية وصولا إلى القيادات الحزبية والنواب، وكذلك المغادرين لساحة الحكم، فالمشهد السائد يمكن توصيفه بأنه حرب ضد الكل إذ إن الخطابات والتصريحات لم تخرج عن منطق الاتهام والتخوين والتشويه.
وأكدت الصحيفة أن "الواقع السياسي في تونس مريض بسبب من غزوه من متطفلين على العمل السياسي ومن هواة وانتهازيين آخر همهم مصلحة البلاد ليأخذهم الجري وراء المصالح الحزبية والشخصية الضيقة والجري كذلك وراء المناصب والكراسي أيما ماخذ، وهاهي البلاد وشعبها غارقون في كم هائل من المشاكل فيما يواصل هؤلاء معاركهم الجانبية التي تزيد في تعفين الوضع وازدراء المواطن للسياسيين والسياسة لاندثار الاخلاق فيها وغياب المبادئ عنها".
المغرب: أزمة الطاقة في البلاد من أولويات الرئاسة والحكومة والشعب
أما صحيفة "المغرب" التونسية، ركزت في افتتاحيتها، على أن أولوية الأولويات العاجلة التي تهم تونس رئاسة وحكومة ومنظمات وأحزابا وشعبا هي حل أزمة الطاقة والمناجم وتجاوز إشكالية الإنتاج في قطاعين حيويين لتوفير الموارد لخلاص أجور اليد العاملة ولضمان سلامة المؤسسات وبقائها وكذلك للمساهمة بصفة فعالة في تجاوز الأزمة الاقتصادية للبلاد.
وأضافت "المغرب في افتتاحيتها: "لا نذيع سرا إذا قلنا لا إن النجاح في حل هذه الأزمة المخجلة سيحقق كسبا شعبيا وسياسيا هاما للطرف أو الأطراف التي ترسي حلا دائما لمعضلة تعطيل الإنتاج في أي ميدان كان حيث ستسعيد الدولة بسط يدها على مصادر مواردها الحيوية وإدراتها".
الصباح: لابد من فتح ملف الحصانة في البرلمان بسبب شبهات فساد تلاحق النواب
وبعنوان "النواب والفساد والحصانة" اختصت جريدة "الصباح"، افتتاحيتها التي أكدت أنه أمام تصاعد وتيرة الشبهات التي لاحقت سياسيين وأحزاب تونسية لا بد اليوم أن يطرح ملف الحصانة البرلمانية بجدية ومسؤولية وجرأة داخل مجلس النواب لطرح مسألة الحصانة بجدية في علاقة بالشبهات التي لاحقت بعض النواب.
وأوضحت الصحيفة التونسية إنه إذا كانت أعمال هذا البرلمان ومنذ البداية محل جدل من مختلف المتتبعين للشأن السياسي، بالنظر لما علق به من معارك وصراعات أثرت على أداء الكتل النيابية والبرلمان، فأنه وإلى جانب ذلك ورث هذا البرلمان تركة ثقيلة في علاقة بالشبهات التي لاحقت نواب في العهدة السابقة أو حتى الشبهات التي تعلقت بالنواب الحاليين، حيث إن هناك عددا من النواب والشخصيات السياسية تعلقت بهم قضايا هي اليوم من أنظار القضاء ومعطلة بسبب الحصانة أو لاحقتهم شبهات لم تؤكدها أو تدحضها بشكل رسمي السلطات القضائية وغذت حولهم الشكوك.