تزايدت في الفترة الأخيرة حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال
بين التحرش والاعتداء الجنسى على الأطفال تعددت القضايا التي لاحقت عدد من المتهمين خلال الفترة الماضية، كان آخرها رجل هتك عرض ثلاثة أطفال فى القاهرة الجديدة داخل سيارته بعد أن تجرد من إنسانيته وتحول لذئب بشري ليتم القبض عليه.
أطباء نفسيون أرجعوا زيادة حالات التعدى على الأطفال إلى ما يعرف بمرض "بيدوفيليا"، وهو مرضى اشتهاء الأطفال جنسياً، حيث يقوم أصحابه بممارسة سلوكيات مشينة ضد الأطفال لإرضاء رغباتهم.
وقع الحادث الأخير فى القاهرة الجديدة عندما كان ثلاثة أطفال يلعبون في الشارع، حيث استدرجهم رجل داخل سيارته، ثم بدأ في مواقعتهم دون أن يدرك الأطفال ببرائتهم المعهودة شيئاً عما يحدث لهم.
ظن البعض في البداية أن هؤلاء أطفال شوارع، لينكشف الأمر بعد ذلك بأنهم جيران المعتدى، ويسكنون في منطقة واحدة بالقاهرة الجديدة، المقطع المصور نشره أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال ساعات قليلة حقق انتشارا واسعا محدثا صدمة، لاعتداء رجل على 3 أطفال.
ليس هذا هو الحادث الوحيد الذى ارتكب ضد الأطفال خلال الفترة الأخيرة، فقد شهدت محافظة كفر الشيخ، واقعة تحرش موظف بطفلة داخل "كشك"، حيث تبين أن الموظف هتك عرض الطفلة بالقوة والتهديد بأن احتضنها وقبلها عنوة وأمسك أماكن العفة فى جسدها حال تواجدها في الكشك الخاص به.
وفى محافظة الغربية استدرج عامل نظافة طفلتين، وأثناء محاولته التحرش بهما جنسياً في أحد الأراضي الزراعية، بمنطقة منشية البكري بمدينة المحلة الكبرى، شاهده الأهالى واعتدوا عليه بالضرب وأنقذوا الطفلتين.
في 25 سبتمبر الماضي، تصدر موقع "تويتر" هاشتاج يطالب بإعدام المدرس المتحرش، حيث تحرش رجل مسن يبلغ من العمر 76 عاما بطفلة صغيرة أثناء إعطائها درسا فى منزلها بمنطقة المقطم، في غياب الأم التي تركتهما مع شقيق الطفلة والذي بدوره لم يتوقع الغدر من رجل في منزلة جده.
واقعة التحرس وثقتها عدسة أحد الأشخاص الذي كان يقف مع زوجته في العمارة المقابلة للغرفة التي يجلس بها المسن مع الطفلة، وأبلغ رجال الشرطة ليتم القبض على المتحرش بعد أقل من 12 ساعة.
فسر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قيام بعض الأشخاص بالاعتداء على الأطفال، بأنهم مصابون بمرض "بيدوفيليا"، وهو اضطراب جنسي، يدفع الشاب أو المراهق لاستخدام الطفل لإشباع رغبات جنسية لديه: "البيدوفيليا يعني واحد بيحب يتعامل مع الأطفال جنسيًا، عن طريق العضو الذكري، أو ملامسة أصابع اليدين وخاصة السبابة، وبيكون تعرض لكده وهو صغير من حد كبير، فيبدأ يعمل ده كنوع من الانتقام من المجتمع، أو بيعوض اللي حصل له وهو صغير، وفي ناس عندها ده نتيجة اضطرابات في التربية".
ويمكن للشخص المصاب بالـ"بيدوفيليا"، أن يكون متزوجًا، ولديه العديد من الأبناء، وتظل لديه الرغبة اشتهاء الأطفال، ولكنها تأتي على فترات: "ممكن الأب ده يتحرش بأبنائه ويشتهيهم، طبيعي وبتحصل، ودي مشكلة كبيرة، لازم الشخص المصاب لما يحس بده أو حد قريب منه يشوف ده يجبره يزور طبيب نفسي".
وأكد "فرويز" أن الطفل الذى تعرض للتحرش قد لا يصل لمرحلة الإصابة بالـ"بيدوفيليا" إذ تم التعامل معه بشكل صحيح: "لو طفل تعرض لده، وماحدش اتكلم معاه في الموضوع ومتكررش الفعل ده تاني معاه، هيبدأ بشكل تدريجي ينسى اللي حصل، ولو نجح في حياته ولقى التعويض، هينسى".
وتتردد على استشاري الطب النفسي، حالات "بيدوفيليا"، ويحاول في البداية معرفة أين وصلت حالة المصاب، وعدد الممارسات: "حسب شدة الحالة والفترة الزمنية، ببدأ أحدد نوع العلاج اللي هو محتاجه، جلسات نفسية ولا سلوكية ولا أدوية".
فيما أوضحت رحاب العوضي، أستاذ علم النفسي السلوكي، أن معظم حالات البيدوفيليا قد تعرضت لتحرش من شخص قريب، سواء أخ أو خال: "التحرش من قريب أو بعيد تأثيره واحد، لو متعاملناش مع الطفل صح، وبدأنا نفهمه ونخليه ميتعاملش مع الشخص ده تاني، ويرفض أي فعل مشابه له، هايبدأ الطفل يحس بخوف، وواحدة واحدة هايشتهي ده تاني، ويروح للشخص اللي عمل فيه كده، ويبدأ وقتها يحس بالمتعة"، مؤكدة أنه على ولي الأمر مسؤولية كبيرة تجاه أطفالهم، فيجب التركيز معهم ومع تصرفاتهم، لحمايتهم.
تعليقات الفيسبوك