اللواء محمود خلف: مناورة 5 أكتوبر سر الانتصار.. وتدمير اللواء 200 للعدو أصاب "ديان" بهيستيريا
اللواء محمود خلف، أحد أبطال أكتوبر
تخرّج فى الكلية الحربية عام 1964، ثم التحق بقوات الصاعقة وشارك فى حرب اليمن و67 وحرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر، قبل أن يتم تعيينه عقب الحرب قائداً للقوات الخاصة منذ عام 1974 إلى 1984، ثم قائداً للحرس الجمهورى ما بين أعوام 1994 إلى 1999، ثم تولى منصب محافظ الأقصر فى الفترة من 1999 حتى 2001.
اللواء محمود خلف، أحد أبطال أكتوبر، فى حوار لـ«الوطن»، يكشف خلاله كواليس الاستعداد للحرب، وكيف خدع الجيش المصرى العدو قبل انطلاق المعارك. وقال «خلف» إن الاستعداد لهذه الحرب وصل لأقصى درجات الخداع الاستراتيجى، وحساب كل شىء، موضحاً أن اختيار موعد الحرب كان مخططاً له بشكل جيد وبعناية، وإلى نص الحوار.
كنت ضابطاً صغيراً فى وقت حرب 67.. كيف عادت مصر بعد الهزيمة؟
- بعد الهزيمة فى حرب 67، كانت الواقعة درساً قاسياً للقوات المسلحة المصرية، ولقد تعلمنا منها الكثير لتحقيق نجاح أكتوبر ٧٣، ولحدوث هذا التحول كان علينا سؤال أنفسنا، لماذا فشلنا؟، وعندما نستطيع الإجابة عن هذا السؤال نكون بذلك بدأنا فى أول طريق النجاح، ونحن تعلمنا من التاريخ ألا نكرر أخطاءنا.
وما الهدف من حرب الاستنزاف؟
- رفع تكلفة الخسائر اليومية فى صفوف العدو وتدمير معداته بشكل مستمر، فهى كانت بمثابة المدرسة الحقيقية للجيش التى مكّنته من الاحتكاك المباشر بالعدو واكتشاف نقاط ضعفه وقوته حتى استطاع أن يتعامل معها ويحقق أسطورة نصر أكتوبر، ولا سيما أن حرب الاستنزاف ساهمت بشكل كبير فى إعادة ترتيب صفوف القوات المسلحة بعد هزيمة 67.
هل نما إلى علمكم أن مصر ستخوض الحرب فى السادس من أكتوبر ضد العدو الإسرائيلى ولو حتى قبلها بساعات؟
- لا لم نعرف عن موعد الحرب أى شىء، ولكن الجيش المصرى كان مستعداً ودائماً يستعد لتلك اللحظة، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الحرب لم تكن خدعة فقط للعدو الإسرائلى، ولكنها كانت مفاجئة بالنسبة لنا، وهذا سر نجاحها، فإذا كنا نحن تم خداعنا ومفاجأتنا بموعد الحرب، فكيف كان حجم الخدعة لدى العدو الإسرائيلى.
وماذا عن المجموعة التى نزلت إجازاتها.. هل شاركت فى الحرب؟
- بالتأكيد شاركت، فاستكمالاً للخطة والخداع الاستراتيجى تم تعطيل القطارات فى القاهرة وهو ما حال دون ذهاب المجموعة إلى ذويهم، فتم توفير سيارات لعودتهم للكتيبة على أن يقوموا بإجازتهم فى صباح اليوم التالى، وبالفعل عادت المجموعة إلى وحدتها وشاركت فى الحرب.
أحد أبطال أكتوبر: خدعنا أنفسنا قبل العدو فى خطة الخداع الاستراتيجى.. وهناك مجموعات من الضباط نزلت إجازات بالفعل
هل لهذه الدرجة كانت الأمور محسوبة؟
- لقد كان الاستعداد لهذه الحرب يصل لأقصى درجات الخداع الاستراتيجى، وحساب كل شىء، وهنا أود الإشارة إلى اختيار موعد الحرب فى أوقات الظهر نظراً لأن الشمس فى المنتصف وتبدأ التحرك فى اتجاه الغرب، أى ستكون خلفنا ونحن نهاجم العدو، فى المقابل ستكون فى وجه العدو، وهو ما سيجعلنا نستطيع إصابة الهدف بسهولة.
وما الدور الذى قمت به مع مجموعة الصاعقة فى الحرب؟
- فى حرب أكتوبر كنت برتبة ملازم أول بقيادة الجيش الثانى الميدانى، ومن العمليات التى قمنا بها غلق طريق سدر عن طريق الطائرات الهليكوبتر، والإنزال البحرى لقطع الطريق الساحلى لكى يتصل ببورفؤاد.
ماذا كان دور وحدتكم فى هذا التوقيت؟
- عمل وحدتنا تركز على اختراق الثغرات ما بين خط بارليف بسرعة بحيث نمنع وصول الدبابات لهذا المكان، وهو ما نجحنا فيه بالفعل بنسبة 100%، وكذلك قامت مجموعة الصاعقة مع مجموعة المشاة بتدمير اللواء مدرع 200، وهى الكتيبة التى أصابت موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى بحالة هيسيترية، وبعدها ذهب إلى جولدا مائير ليطلب سحب القوات لأنه يخشى من وصول القوات المصرية لقلب إسرائيل.
الساعات الأخيرة
فى البداية لا بد من القول إن الخدعة كانت محسوبة بأدق التفاصيل، فنحن فى القوات المسلحة كنا نقوم بعمل مناورات بين الحين والآخر، وفى يوم الجمعة الموافق الخامس من أكتوبر، تم الانتهاء من مناورة عسكرية كنا نقوم بها، ومن المعروف أنه بعد انتهاء المناورة يتم تقسيم القوات إلى مجموعات للنزول إلى إجازات، وبالفعل أصدر الفريق البطل سعد الدين مأمون أوامره بنزول الإجازات، وهو ما حدث يوم 5 أكتوبر، حيث نزلت المجموعة الأولى والتى تشمل عدداً من ضباط وصف وعساكر، لقضاء إجازاتهم، وتم رصد كل هذه الخطوات من الجانب الإسرائيلى، ما يؤكد استبعاد حدوث أى حرب مهما كان، ثم قامت الحرب فى يوم السبت السادس من أكتوبر فى تمام الساعة 2 ظهراً.