شارك في حرب أكتوبر واستشهد في محاولة اغتيال الألفي.. تعرف على البطل محمد قطب
محمد أحمد خلال لحظة العبور
انتهت حرب 6 أكتوبر عام 1973 بالنصر، بعد أن ضحى العديد من الجنود بأرواحهم من أجل استرداد أرض سيناء، بعد أن طالتهم رصاصات العدو الغادرة، ليسلموا أرواحهم لبارئهم فداءً للوطن، وبينهم جندي، تمكن من مراوغة العدو، وفلت من يده بعد أن أذاقه مر الهزيمة رفقة زملاءه البواسل.
وتمر السنين والسلام يعم مصر، لتبدأ الدولة في البناء والتنمية، الأمر الذي لم يرق للإرهابين والتكفيريين، الذين تسببوا في مقتل الجندي البطل، لينجحوا فيما فشل العدو في تنفيذه خلال الحرب.
يقف بين زملائه على أحد منصات عبور الجيش المصري في حرب أكتوبر، حاملا بيده سلاحه، تظهر عليه علامات الانتصار والسعادة بصدور قرار الحرب وعبور خط بارليف.. هكذا وجد فريد محمد أحمد قطب، صورة والدة على أحد مواقع المراكز الروسية الدولية احتفالا بذكرى نصر أكتوبر.
عام 1971، التحق محمد قطب، بالخدمة في الجيش المصري، إذ كان أحد أبطال سلاح المهندسين، الذين كانت مهمتهم تركيب الكباري لعبور أفراد ومعدات الجيش المصري عليها، تنفيذًا لخطة العبور.
قصص عديدة سمعها "فريد"، من والده عن ذكراه في حرب أكتوبر، منها شعوره باقتراب لحظة العبور، "من طبيعة التدريبات شعر أن قرار العبور هيكون خلال الفترة القادمة"، وهو ما عمل على الاستعداد له نفسيا بدعم زملائه.
يقول فريد: حصار شديد تعرض له "قطب" بسبب "ثغرة الدفرسوار" رفقة عدد من الجنود، وذلك بعدما تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من تطويق الجيش الثاني الميداني، وفيها كان الجنود يقسمون الطعام والشراب بينهم، "والدي في أحد الممرات كانت معه تمرة رفض أن يأكلها قبل أن يقسمها مع زميله".
ويضيف: لم تنجح الحرب في أن تنال من قطب، ليغتاله الإرهاب في عام 1993، إذ توفى خلال محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي، عبر تفجير أحد أعضاء تنظيم الجهاد نفسه في موكب الوزير أمام الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
عقب انتهاء ساعات عمل "قطب"، في أحد إدارات الشؤون الاجتماعية بجوار وزارة الداخلية، توجه لشراء هدية لأحد زملائه، "زميله كان زعلان منه وبيجبله هدية يصالحه وخلال العودة حدث الانفجار"، وتسبب له في إصابات بالغة، ونتج عنه مقتل عضو التنظيم، بينما أصيب اللواء حسن الألفى وعدد من حراسه بجراح بالغة.
تسبب الحادث في إصابات بالغة للجندي الراحل، إذ نتج عنه بتر لبعض أعضاء الجسم، وبعد رحلة علاج قصيرة وصلت لـ8 أيام، توفى "قطب"، متأثرا بإصابته في ذلك العمل الإرهابي.